خبراء: تصريحات وزير البترول حول توافر البنزين استخفاف بعقول المصريين

انتقد عدد من خبراء البترول تصريحات وزير البترول، المهندس شريف هدارة، حول توافر البنزين فى كافة المحطات، لافتين إلى أن تلك التصريحات تعد استخفافا بعقول المواطنين، خاصة وأن أزمة نقص البنزين واضحة للجميع، ويعلمها كافة المسئولين.

وأكد الدكتور حامد قرقر، نائب رئيس جهاز تخطيط الطاقة ونائب رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية سابقاً، أن الأزمة الحالية نتيجة لنقص المعروض من البنزين والسولار، وعدم كفاية ما يطرح بمحطات الوقود والسوق من كميات من هذين المنتجين لاحتياجات السوق.

وأشار "قرقر" إلى عدم توافر البنزين والسولار المنتجين فى معامل التكرير المحلية، حيث يتم الاستيراد من الخارج لما يقرب من نحو 15% إلى 25% من إجمالى الاحتياجات الكلية من البنزين التى تصل إلى نحو 4.5 مليون طن فى السنة (نحو 18 ألف لتر يومياً) ونحو 35% إلى 50% من إجمالى الاحتياجات الكلية من السولار، والتى تبلغ نحو 13 مليون طن فى السنة (نحو 38 ألف لتر يومياً) يستهلك منها نحو 66% بقطاع النقل، بما يعادل نحو 8.5 مليون طن سنوياً، ويتم استهلاك الكمية المتبقية فى العديد من أوجه الاستخدام بباقى القطاعات الأخرى، مثل الصناعة والكهرباء والزراعة والقطاع التجارى وغيرها.

وقال "قرقر" إن الأزمة الحالية تتطلب سرعة إيجاد حلول عاجلة لها من قبل الحكومة من خلال توجيه الخامات المتوافرة محليا، لزيادة إنتاجية البنزين والسولار لدى شركة ميدور والعامرية والسويس على حساب المازوت، والذى يمكن سد عجزه عن طريق الاستيراد، وفى ذلك تأمين لسلعة استراتيجية كشفت التجربة مدى أهميتها للمواطنين.

فيما قال المهندس مدحت يوسف، النائب السابق للهيئة العامة للبترول، إن الأزمة الحالية لنقص البنزين تعد الأسوأ فى تاريخ مصر حتى الآن، ولم تمر على مصر طوال تاريخها أزمة اختناقات حادة لبنزين السيارات مثل اليوم، والتكدس على محطات التموين غير عادى، وإغلاق كافة الشوارع نتيجة لحالة التكدس على محطات الوقود.

وأكد "يوسف" أن مصر لم تشهد تلك الأزمة على مدار العقود الماضية، وأنه خلال الحروب مع إسرائيل والعدوان الثلاثى لم يحدث مثل ذلك من قبل، بخلاف أزمات السولار التى شهدت اختناقات حادة من قبل كثير.

وأرجع "يوسف" سبب الأزمة الحالية للبنزين إلى عدم الخوض فى تطبيقات رقابية جديدة مع عدم استقرار السوق، وكان يجب قبل البدء فى تطبيق منظومة جديدة للوقود أن يتم إشباع الأسواق بكميات تفوق المعدلات العادية من المنتجات البترولية، كما كان يجب على متخذ القرار النظر إلى الموقف السياسى وتبعاتة السوقية.

وأشار "يوسف" إلى انخفاض إنتاجية البنزين المحلى من خلال شركة ميدور منبع البنزين فى مصر، متوقعا استمرار أزمة البنزين ما يوازى أربعة أيام شريطة إشباع المحطات دون نقص مع زيادة إنتاج ميدور وشركة انربك.