يرسم السيناريست مدحت العدل فى سيناريو مسلسله «الداعية» بطولة هانى سلامة، كيفية صناعة رجل الدين وتلميعه إعلاميا ليصبح نجما يضاهى نجوم السينما والغناء فى المجتمع المصرى، ورغم أن نموذج رجل الدين فى المسلسل متلبس بفتنة الميديا واهتمام الفضائيات الخاصة بظهوره على الشاشة لينافس تجاريا على جذب الإعلانات، فإنه يختلف تماما عما عُرف بظاهرة «شرائط الكاسيت» التى كانت تسّجل للشيخ الكبير الراحل عبدالحميد كشك، وأيضا ظاهرة التسجيل التليفزيونى لفضيلة الإمام الراحل محمد متولى الشعراوى، ويظهر هذا فى التوليفة الدرامية بمسلسل «الداعية» الذى تدور أحداثه فى فلك علماء الدين والدعاة، من خلال شخصية «يوسف» التى يجسدها الفنان هانى سلامة تبعا للأحداث، حيث يبتعد الفنان عن تجسيد شخصية الداعية التقليدى فى المسلسل، ويظهر داخل أحداث العمل بلحية «خفيفة» لتقديمه نموذجا يحاكى فيه الدعاة الجدد من جيل الشباب الذين ظهروا بقوة على الساحة فى العقود الأخيرة، وقيامه بتجسيد دور داعية يعمل بإحدى الفضائيات الدينية، ثم يقع فى غرام عازفة كمان تعمل بدار الأوبرا المصرية تجسدها الفنانة بسمة، التى تبادله نفس الشعور العاطفى، لكن التزامه الدينى يقف حائلا بينه وبينها.
ورفض مخرج المسلسل محمد جمال العدل، تصنيف «الداعية» كعمل دينى، موضحا أنه عمل اجتماعى يغوص فى أعماق النفس البشرية، والشخصية المكونة من لحم ودم وكيف لها أن تحب وتكره، وتفرح وتغضب، سواء كانت ذات نزعة دينية أو لا.
وأكد المخرج أنه يصوّر حاليا المشاهد الأخيرة بالمسلسل، بعدما انتهى من تصوير أغلب مشاهد العمل بالكامل أمام مسجد رابعة العدوية أثناء خروج مظاهرات التيارات المتأسلمة، وبعض شوارع القاهرة وداخل استوديوهات التصوير المختلفة.
ولفت المخرج إلى أنه سينتهى من تصوير الأحداث بالكامل قبل حلول 30 يونيه المقبل، موضحا أنه يجرى عمليات المونتاج أولا بأول حتى يستطيع تسليم الحلقات للقنوات الفضائية التى أخذت حق عرض المسلسل.
وأكد منتج العمل جمال العدل أن المسلسل يتعرض للفاشية الدينية والاستبداد الدينى بكل صوره، ويحاول تغيير مفهوم التشدد فى الإسلام الذى يعود بنا إلى عصور الظلام والتخلف التى لا تمت للدين الإسلامى بصلة، كما ينبذ نبرات التكفير التى سادت فى المجتمع ويوّضح صورة الإسلام الحقيقى المعتدل الذى نشأنا عليه، موضحا أن العمل سيتطرق إلى محاربة القوى الفاشية للنموذج الدينى الوسطى والمعتدل الذى يرغب فى تفهيم صحيح الدين بصورته السهلة، حيث تحمل أحداث العمل بُعدا دراميا كبيرا، بإلقاء الضوء على تعمد القوى الفاشية لصناعة داعية متشدد وقيامها بتلميعه إعلاميا، لمحاربة ومواجهة الداعية الآخر الذى يعود إلى وسطيته ويترك التشدد بعدما يمر بمراحل حياتية تغير سلوكه فى الحياة، بصورة تحاكى مفردات الواقع وأبجدياته التى نعيشه. وأوضح جمال العدل أن العمل لا يحمل إشارة لأحد بعينه من الدعاة المتواجدين على الساحة حاليا، لافتا إلى أنه يرصد هذه الظاهرة الاجتماعية التى بدأت تظهر على الساحة فى العقود الأخيرة وتفرض نفسها على المجتمع بصورة لافتة للنظر، قائلا «نحن علينا مناقشة الظواهر الموجودة داخل مجتمعنا من سلبيات وإيجابيات، فى الأعمال الدرامية دون التعرض للمساس بأحد وليس دورنا الهجوم على أحد أو تقييمنا له»، مؤكدا أن المسلسل لن يشير إلى حزب أو جماعة من قريب أو بعيد. ويصف منتج العمل قيام بعض رجال الإخوان المسلمين بالتحريض على تحريك قضايا لمنع عرض المسلسل بـ«الهبل».
مسلسل "الداعية" يشارك فى بطولته الفنانون بسمة وريهام عبد الغفور وأحمد راتب وأحمد فهمى وصفاء الطوخى تأليف مدحت العدل، وإنتاج جمال العدل، وإخراج محمد جمال العدل.
عدد الردود 0
بواسطة:
إيهاب بدرالدين
إشعال الفتن مستمر