وتؤمن هذه الحركات أنها بإمكانها خلع مرسى من الحكم من خلال حشد أعداد هائلة من المتظاهرين فى الشوارع، مستغلين الاستياء العام والواسع النطاق حيال إدارته للبلاد، بالإضافة إلى آمالهم فى دعم الجيش للشعب.
وترى الوكالة الأمريكية، أن موقف الجيش سيظهر، يوم الأحد، 30 يونيه الحالى، فى ذكرى تنصيب مرسى رئيساً لمصر، فلقد أصدر وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى، تحذيراً مستتراً، لأنصار مرسى يحذرهم من أنه سوف يتدخل فى حال تعرض المتظاهرين لأى اعتداءات.
ورغم تحذير السيسى وتأكيده على ضرورة تفاهم المعارضة والحكومة، فإنه حتى الآن لم يحدث أى تحرك نحو حل الأزمة السياسية، ولم يبد مرسى أى علامات على تقديم تنازلات؛ وبينما دعت الرئاسة جميع القوى السياسية للقاء الأربعاء، فإن المعارضة رفضت تلبية الدعوة، مؤكدين أنها غير جادة، واشترطوا حضور وزير الدفاع لأى حوار وطنى، كعلامة على أنهم يرون أنه الحكم الوحيد الموثوق فيه.
وتحذر "الوكالة" من أنه إذا ما هاجم المتشددون المؤيدون لمرسى المتظاهرين، وانحاز الجيش للشعب، فإنه هذا سيمثل ضغطا كبيراً على الرئيس، على الأقل، فإن الجيش من المؤكد سينتشر لحماية المنشآت الحيوية مثل مبنى الإذاعة والتليفزيون، والبرلمان ومجلس الوزراء ومدينة الإنتاج الإعلامى.
وتشير إلى أن المعارضة تبدو واثقة الآن أنه يمكن للجيش أن يتدخل دون سيطرة جنرالاته على السلطة، ونقلت عن عمار على حسن، المحلل السياسى البارز قوله: "على عكس 2011، فإن الجيش لن يتدخل من أجل الحكم، وإنما من أجل حماية الشعب ضد نظام لم يعد مرغوبا فيه"، مضيفاً: "يبدو أن هناك اتفاقا من قبل الجيش على خارطة الطريق، التى رسمتها حركات الاحتجاج".
ومع ذلك تقول "الأسوشيتدبرس"، إنه لا تزال هناك تساؤلات عما إذا كان الجيش لديه الدافع بما فيه الكفاية للقفز مرة أخرى فى الملعب السياسى، لافتة إلى أن المؤسسة العسكرية حصلت على وضع خاص فى الدستور الجديد لتتمتع بحكم ذاتى مع رقابة بسيطة على مصالحه التجارية وميزانيته، كما أنه من المرجح ألا يرغب فى التعرض مرة أخرى للانتقادات القاسية، التى عانى منها طيلة 17 شهرًا منذ سقوط مبارك.
لكن من جانب آخر تقول الوكالة، إنه فى مناسبات عديدة سعى السيسى لطمأنة المصريين بأنه ملتزم بالدفاع عنه إذا لزم الأمر، وحاول كثيرا أن يظهر أنه لا يتبع مرسى، بل انتقد من خلال التلميحات الاضطرابات، التى تشهدها البلاد تحت حكم مرسى، كما سعى للتقرب من المعارضة، وبقى صامتا على سلسلة من التسريبات، التى تنشرها وسائل الإعلام على لسان مسئولين عسكريين بشأن استياء الجيش من مرسى وجماعته.
وتضيف "الوكالة الأمريكية" بأن الجيش ربما يكون لديه أسباب أخرى ليلقى بثقله وراء أولئك الساعين إلى إنهاء حكم مرسى، القلقين من العواقب الأمنية لصعود المتطرفين الإسلاميين، وقد استشهد السيسى بالفتنة الطائفية والصراعات الداخلية وانهيار مؤسسات الدولة كتبرير لتدخل الجيش.
وتابعت بالقول: "منذ وصول مرسى للسلطة يتمتع الإسلاميون المتشددون بدعم ضمنى من الرئاسة، وعلى سبيل المثال، تسيطر الجماعات المتشددة على سيناء، كما حصل المتشددون على دعم ضمنى من مرسى بالجهاد فى سوريا، مما يثير احتمالا بعودتهم بمزيد من التطرف وتعزيز القدرات القتالية لهذه الجماعات".
واختتمت "الأسوشيتدبرس" قائلة إن: "الجيش يشعر بالقلق حيال العلاقات الوثيقة بين الإخوان وحماس، والتى تمثل تهديدا لمصر، وعلاوة على ذلك فإن خطابات الكراهية الطائفية زادت جدا من قبل حلفاء مرسى، وقد وصل الأمر إلى شن اعتداء وحشى على مواطنين مسلمين شيعة، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص".