حصلت "اليوم السابع" على حيثيات الحكم الصادر اليوم الثلاثاء، من محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة بإلزام كل من الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزيرى الدفاع والعدل ورئيس جهاز المخابرات العامة والمخابرات الحربية، بإطلاع الشعب على ملابسات حادث مقتل 16 فرداً من أبناء القوات المسلحة فى منطقة رفح بسيناء فى أغسطس عام 2012 ومرتكبيها وما اتخذ بشأنها من إجراءات وتحقيقات.
صدر الحكم برئاسة المستشار عبد المجيد المقنن، نائب رئيس مجلس الدولة وبعضوية المستشارين جابر حجى وأحمد سماحه نواب رئيس مجلس الدولة وبحضور المستشار إسلام توفيق الشحات وأمانة سر سامى عبد الله، وذلك فى الدعاوى التى أقامها كلاً من المهندس حمدى الفخرانى، عضو مجلس الشعب السابق، والمهندس إبراهيم الفيومى.
أكدت المحكمة فى حيثيات حكمها، أن ما تعرض له أفراد القوات المسلحة فى أغسطس الماضى أثناء أداء واجبهم المقدس فى حماية حدود الوطن هو اعتداء إرهابى غاشم ولا شك أن تلك الجريمة الإرهابية قد أوجعت كل مصرى ونالت من كرامته وعزته بأنها وقعت على قواته المسلحة التى هى ردع وطنى وسيفه وسياج أمنه وأمانه وموضع فخره واعتزازه على مدى العصور والأزمنة.
وقالت المحكمة، إنه واجب على كافة سلطات الدولة المعنية بإتخاذ كافة الإجراءات والأعمال بما فيها استخدام القوى العسكرية اللازمة على الفور لتعقب المجرمين اللذين دنسوا أرض الوطن وتجرأوا على حدوده وهانت عليهم دماء أبناءه الذكية دون مراعاة حرمة أو دين أو قانون حتى يتم الكشف عنهم ومساءلتهم ومحاسبة من ناصرهم أو عاونهم أو حرضهم أو شارك معهم.
كما يجب على سلطات الدولة المعنية وعلى رأسها رئيس الجمهورية أن يعلن للشعب دون إبطاء أو تأجيل كافة الملابسات الخاصة بالحادث وأسبابه ومرتكبيه وإطلاع الشعب على ما اتخذته الدولة من إجراءات أو تحقيقات فى هذه الجريمة ولاشك أن تلك حقوق للشعب لا محل للمجادلة فيها أو إنكارها عليه أو الانتقاص منها على اعتبار أن السيادة فى الدولة تكون للشعب وفقاً للدستور، فلا سلطة تعلو ولا سلطة تسمو على إراداته.
وتبين للمحكمة أنه حتى الآن لم يصدر عن أية سلطة فى الدولة بما فيها رئيس الجمهورية ما يكشف عن ملابسات هذا الحادث الإجرامى ومرتكبيه وما تم بشأن التحقيق فيه وهو ما يعد مخالفة للدستور وحجباً لحق كفله للشعب فليس من شك أن من حق الشعب المصرى بعد ثورته المجيدة فى 25 يناير التى فجرها أبناءه وشبابه الأطهار وبذلوا فى سبيلها دماءهم وأرواحهم أن يشارك ويتابع كل ما يهم وطنه ويحقق تقدمه ويصون أرضه وعرضه وكرامته، خاصة إذا تعلق الأمر بالقوات المسلحة التى هى ملك للشعب وحمت ثورته وحرصت على نجاحها.
وذكرت المحكمة، أنه من غير المقبول الإحتماء وراء دواعى الأمن القومى للبلاد أو سرية التحقيقات أو خلافه لتبرير عدم الإعلان حتى الآن عن ملابسات الجريمة ومرتكبيها وما اتخذ بشأنها وما آلت إليه التحقيقات، خاصةً أن الإعلان عنها من شأنه أيضاً تحقيق الأمن القومى حيث سيشعر المواطن بتقدير السلطة المختصة لحقوقه وكرامته ويضحى مستعداً لمشاركة تلك السلطة فى اتخاذ ما تراه للثأر لكرامته ورد وردع من تجرأ على المساس بها وبقوته المسلحة.
وأوضحت المحكمة، أن الإعلان عن ملابسات تلك الجريمة دون إبطاء أو تراخ من شأنه أن يضع حداً للشائعات والمعلومات ملأت ربوع الوطن وما زالت عمن تجرأ على دماء وأرواح أبناء القوات المسلحة متهمة جاراً أو أخاً مسلماً فى الضلوع بإرتكاب هذه الجريمة.
وألزمت المحكمة رئيس الجمهورية استناداً إلى المادة 146 من الدستور التى نصت على أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة وأن هذه القوات طبقاً لنص المادة 194 مملوكة للشعب ومهمتها حماية البلاد، وأن ممارسة السلطة ليست ميزة شخصية لمن يتولاها ولا تجيز له أن تأبى بها على أحكام الدستور والقانون ولا تخوله أن يذهب بها بعيداً عن الغرض الذى من أجله منحه الشعب إياها وإنما تكون ممارستها دوماً مقرونة بمبدأ سيادة القانون والخضوع لأحكامه.
حيثيات حكم إلزام الرئيس بإعلان تحقيقات حادث رفح: من غير المقبول الاحتماء وراء دواعى الأمن القومى أو سرية التحقيقات لتبرير عدم إعلام الشعب بالحقيقة حتى الآن.. ويجب وضع حد للشائعات
الثلاثاء، 25 يونيو 2013 02:25 م
محكمة القضاء الإدارى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة