ولعب الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، دوراً كبيراً فى أحداثها، إلى درجة جعلته رقما صعبا فى كل الأحداث، وساهمت السياسة التى انتهجها الشيخ حمد منذ توليه الحكم فى تغيير معالم دولة قطر، التى تحولت إلى دولة عصرية، كما ساهم فى تدعيم صورة بلاده ولعبها أدوارا هامة محليا وإقليميا ودوليا على المستويين الاقتصادى والسياسى.
وولد الشيخ حمد فى مدينة الدوحة عام 1952، وتلقى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية فى مدارس قطر، ثم التحق بكلية سانت هيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة وتخرج منها فى يوليو 1971 حيث انضم إلى القوات المسلحة القطرية، وتدرج الشيخ حمد فى المناصب والرتب العسكرية حتى رقى لرتبة لواء وعين قائداً عاماً للقوات المسلحة القطرية، وبويع ولياً للعهد فى 31 مايو 1977 خلفا لوالده، الشيخ خليفة، كما عين وزيراً للدفاع فى التاريخ نفسه، وعين رئيساً للمجلس الأعلى للتخطيط الذى يعتبر بمثابة الركن الأساسى للتنمية فى الدولة.
تزوج من الشيخة مريم بنت محمد بن حمد آل ثان، ومن الشيخة نورة بنت خالد بن حمد آل ثان، ومن الشيخة موزة بنت ناصر المسند، التى أنجبت ولى العهد الشيخ تميم.
واهتم الشيخ حمد منذ توليه الحكم بتطوير بلاده على مختلف المستويات، وسريعا تغيرت معالم قطر العمرانية والاقتصادية، حيث شهدت البلاد حركة توسع عمرانى كبيرة بالتزامن مع تطوير أدائها الاقتصادى، وخصصت الإمارة الخليجية استثمارات مالية هامة للتنقيب عن الغاز وتنويع منتجاته، وانعكست هذه السياسة إيجابيا على البلاد، كما تعززت مكانتها ضمن صدارة الدول المصدرة للغاز على المستوى العالمى، واهتم الأمير الشيخ حمد بالعنصر البشرى، وبتحسين أداء قطاعى الصحة والتعليم اللذين رصدت لهما ميزانية هامة.
وساهم هذا التوجه فى تخفيض معدلات البطالة وتحسن مستويات المعيشة، بالموازاة مع ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى، وهو ما حسن ترتيب قطر العالمى فى مؤشرات المنظمات الدولية ومنه مؤشر التنمية البشرية، كما ساهمت السياسة التى تبناها أمير قطر فى تحقيق بلاده طفرة اقتصادية وعمرانية غيرت من صورة ومعالم الإمارة الخليجية، وعززت مكانتها الإقليمية والدولية.
ومع اندلاع ثورات الربيع العربى وقف أمير قطر إلى جانب الشعوب العربية، واتخذت بلاده مواقف متقدمة فى دعم بلدان الربيع العربى خاصة على المستوى الاقتصادى، وأفرد الشيخ حمد اهتماما خاصا للقضايا العربية والإسلامية، ففى 23 أكتوبر 2012، وصل أمير قطر إلى غزة، وكان بذلك أول زعيم عربى يزور غزة المحاصرة، وكذلك الشأن بالنسبة للبنان التى زارها فى يوليو 2010، حيث أشاد بالمقاومة التى تصدت للعدوان الإسرائيلى عام 2006، كما رعى أمير قطر حوارات بين مختلف الفرقاء السياسيين مثل اتفاق الدوحة 2008 بين الفرقاء اللبنانيين الذى وضع حدا للأزمة السياسية التى استمرت سنة ونصف السنة، كما رعى وثيقة الدوحة لسلام دارفور فى 2011 بين الحكومة السودانية ومتمردى الإقليم وإعلان الدوحة 2012 لإنهاء الانقسام الفلسطينى.
وفى حدث بارز، نجحت قطر فى ديسمبر 2010، فى الفوز بشرف استضافة كأس العالم 2022 لتكون بذلك أول دولة عربية وإسلامية تنظم المونديال الكروى.
حصل أمير قطر على عدد من الأوسمة من دول عربية وأجنبية تقديراً له على جهوده فى تقوية العلاقات الثنائية وتطوير مجالات التعاون مع تلك الدول.


















