أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء أن مسرب المعلومات الأمريكى "أداورد سنودن" موجود فى مطار "شيريميتييفو" بالعاصمة موسكو، منهيا بذلك ثلاثة أيام من الحيرة حول مكان وجودة، وقال بوتين فى مؤتمر صحفى فى فنلندا: "إن سنودن لا يزال فى قاعة الترانزيت بمطار شيريميتييفو".
ورفض بوتين طلبات واشنطن بتسليم سنودن، بحجة عدم وجود اتفاقية تبادل للمجرمين بين موسكو وواشنطن وأن سنودن لم يرتكب أى جريمة على الأراضى الروسية، وأضاف بوتين أن سنودن بصفته راكب ترانزيت فإنه لا يحتاج إلى تصريح دخول وذلك لأنه لم يدخل روسيا رسميا وهو حر فى أن يشترى تذكرة لأى مكان يريد.
وتابع بوتين: "سنودن رجل حر، وكلما أسرع باختيار وجهته المقبلة كان ذلك أفضل له ولروسيا"، ووصل مسرب المعلومات الأمريكى والموظف السابق بوكالة الاستخبارات إلى موسكو يوم الأحد الماضى على متن طائرة قادمة من هونج كونج، من الواضح أنه غادر المدينة الصينية قبل أن تتقدم الولايات المتحدة بطلب ترحيله وبإلغاء جواز سفره.
وتقدم سنودن بطلب اللجوء السياسى إلى الإكوادور، وحذر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، وهو فى طريقه إلى السعودية، من عواقب القضية على العلاقات الأمريكية - الروسية، قائلا إنه يأمل أن تقوم موسكو بـ"تنفيذ القانون" ولا تسمح بأن يضر "هارب من العدالة" بمصالحها.
وكان قال فى وقت سابق إنه سيكون من الـ"مقلق للغاية" إذا كانت الصين أو روسيا على علم بخطط سفر سنودن من هونج كونج، ووصف بوتين الاتهامات الأمريكية ضد بلاده بـ"سخيفة ومحض هراء" وأن موسكو لم تكن على علم بوصول الهارب، وأضاف بوتين "بالنسبة لنا فإن هذا كله لم يكن متوقعا".
وقال بوتين إنه يأمل ألا يكون للقضية عواقب سلبية على العلاقات الروسية مع الولايات المتحدة والتى وصفها بـ"علاقة عمل"، واقترح أن يتوصل كل من المكتب التحقيقات الاتحادى "إف.بى.أى" هيئة الأمن الاتحادية الروسية لحل، وقال: "لندع السيد ميلر والسيد بورتنيكوف يعملان على حل"، مشيرا إلى روبرت ميلر، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية، وألكسندر بورتنيكوف، مدير هيئة الأمن الاتحادية الروسية.
ونفى بوتين أيضا أن يكون جهاز المخابرات الروسى سعى للتحقيق مع سنودن قائلا: "إن جهاز المخابرات الخاص بنا لم يعمل مع سنودن ولا يعمل معه اليوم"، وذكرت شبكة "إيه.بي.سى نيوز" الإخبارية الأمريكية أن سنودن "حلما لأى جهاز استخباراتى أجنبى" وهذا لأنه كان لديه إمكانية الوصول إلى خادم أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالحكومة الأمريكية "والذى يحتوى على كميات رهيبة من المعلومات".
وصرح سنودن لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" فى حوار نشر اليوم الثلاثاء بأنه تقدم بطلب للعمل فى شركة "بوز ألين هاميلتون" للأمن ليتمكن من الحصول على بيانات سرية حول برنامج الحكومة الأمريكية للتجسس على الإنترنت.
