دعا الأنبا بطرس إلى جعل، يوم 1 يونه، وهو يوم دخول العائلة المقدسة إلى مصر، عيداً قومياً لمصر، لأن ذلك سيساعد على تنشيط السياحة، ودعم الوحدة الوطنية، حيث نحتفل به معاً مسلمون ومسيحيون، لأن المسلمين أيضاً يؤمنون بعيسى وأمه مريم.
جاء ذلك خلال الندوة التى أقيمت مساء أمس بدار الكتاب بباب الخلق تحت عنوان "رحلة العائلة المقدسة إلى مصر"، بحضور الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر، والدكتور خالد فهمى، رئيس دار الكتب والوثائق القومية.
ودعا الأنبا بطرس بسطروس وكيل مطرانية دمياط وكفر الشيخ، الدولة إلى توظيف رحلة العائلة المقدسة لمصر، فى السياحة، موضحاً أن هذه الرحلة يمكن أن تحقق لمصر نقلة نوعية اقتصادية، مشيراً إلى أن الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة فى مصر، يمكنها أن تجذب 30 مليون سائح لمصر، ويتحقق بذلك تنمية 22 مدينة من شمال مصر لصعيدها.
وأوضح الأنبا بطرس، أن هناك كنائس أثرية منذ القرن الرابع، وهذه الكنائس لا تقل أهمية عن كنيسة المهد، والقيامة فى بيت لحم بفلسطين، ولو أن الدولة اهتمت بهم قد يكونوا قبلة لأكثر من 2 مليار سائح فى العالم.
وقال الأنبا بطرس بسطرس، إن رحلة العائلة المقدسة من أهم الأحداث التى جرت فى مصر على مدار التاريخ، وأن مجيئهم لمصر، ليس مجرد صدفة عشوائية، إنما أرسلتهم العناية الإلهية لمصر لأنها بلد الأمان.
وأضاف الأنبا بطرس أن مجيئهم بركة أراد الله بها أن يبارك مصر وشعبها، موضحاً أنه لو كان الأمر اقتصر على مجرد الهروب من الشر، لكانوا ذهبوا إلى بلد أقرب إليهم من مصر، مثل سوريا، أو الأردن، لكنهم جاءوا لمصر رغم أنها أبعد، وطريقها مملوء بالمخاطر، ولكن فى النهاية بقى القصد الإلهى أن مصر بلد الآمان، كما ذكرت فى سورة يوسف "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".
وأوضح أن العائلة المقدسة جاءت من بيت لحم، ودخلت مصر عن طريق العريش، لكنها لم تستقر بالعريش، بل تنقلت فى مصر كلها، من مدينة إلى أخرى، بسبب أنهم كلما دخلوا مدينة كانت الأصنام تتساقط، حتى بدأت الناس تنتبه لذلك، فكانوا يطردونهم من المدينة.
وقال الأنبا إنه بعد موت هيروديس فى فلسطين، عادت العائلة المقدسة، وهكذا انتهت الرحلة التى استمرت ثلاثة سنوات ونصف فى مصر.
وأشار الأنبا إلى بعض ملاحظات من هذه الرحلة منها الجانب الروحى، وقال إن العائلة المقدسة فى هذه الرحلة قدمت نموذجا للإيمان، والطاعة العمياء لله، عندما جاء الملاك ليوسف النجار فى المنام، وأخبره بضرورة سفرهم لمصر، فاستجابوا جميعاً وجاءوا لمصر، كما أن الرحلة قدمت للبشرية درساً آخر وهو الهروب من الشر، لأن الذكى هو الذى يبصر الشر فيتوارى" وأن من يهرب من الشر ينتصر عليه، لأنه بذلك يفسد خطط الشيطان.
وقال الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر، إن استقبال مصر للعائلة المقدسة شرف كبير، يجب أن نفخر به فى حضارتنا المصرية، لأن ذلك تفرُد لمصر من بين بلاد العالم كله، وعلى الدولة استغلال تلك الرحلة فى تنشيط السياحة.
وأوضح الدكتور محمود، أنه متضامن تماماً مع فكرة جعل يوم دخول العائلة المقدسة لمصر عيداً قومياً لمصر، لأن النبى عيسى عليه السلام، والسيدة مريم فى قلب الإسلام.
وأضاف أن بعض شباب المسلمين يهتمون بشكل ما بالدين الإسلامى، ولا يهتمون بالحضارة الإسلامية، ونجد أن كلمتى الحضارة والوطن، غائبتين فى ربع القرن الأخير، فظن الكثيرين أن الدين يحل مكان الحضارة والوطن، ومن يظن ذلك فهو لا يعرف وطنه، ولا دينه، ولا عرقه.
وأضاف الدكتور محمود عزب، أنه خطأ كبير عندما نجد فى مصر ثقافات لا تعرف حقيقة الدين، ولا حقيقة الله، فذلك بدوره يؤدى لتراجع مصر عن دورها الريادى فى المنطقة، موضحاً أن هناك دينا إسلاميا واحدا، ودينا مسيحيا واحدا، لكن هناك ثقافات إسلامية متعددة، وثقافات مسيحية متعددة، ومن يتصور أن هناك ثقافة واحدة للدين، فهو لا يعرف الدين.
ومن ناحية أخرى أكد الدكتور خالد فهمى، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، على فكرة الأنبا بجعل 1 يونيه عيداً قومياً لمصر، وأضاف أن السيدة مريم رمز للطهارة والكمال الإنسانى، ورمز للمعرفة، وأن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، أكدت ما تتمتع به مصر من الأمن والآمان، وأكدت أن جغرافيا مصر تتمتع بالسهولة والانبساط ووحدة أبنائها وترابطهم.
وأضاف أن الرحلة أظهرت عناية المصريين بالمنجز الحضارى، وانتشار المساجد والكنائى على امتداد التاريخ يدل على ذلك، كما أهلتنا لتناغم المصريين على اختلاف أديانهم، وكانت ضمان جديد يؤكد على قدرة الشعب على التعايش، والانطلاق.
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد النجار
فكره رائعه