لعلك فجأة وبدون إنذار مسبق شعرت أن هناك انفجارا " قد حدث من حولك... وأن زلزالا" يهز كيانك، وتجد نفسك تميل يمينا" ويسارا" كالموجة المتلاطمة فى يوم إعصار عاصف، وقلبك يخفق من شدة الرعب والخوف، كالحمامة المسكينة بين كفى طفل يلهو بها عبثا"، وأن عزاءك الوحيد هو أن جميع من حولك قد أصابهم ذلك الزعر والهلع.
وما أن تمر تلك اللحظات العصيبة وتستعيد توازنك وشجاعتك المفقودتين، وتحاول أن تستطلع الأمر من حولك بدافع من الفضول، إلا وتكتشف أن الذى حدث لم يكن زلزالا أو إعصارا" وإنما أحد الشباب كان يمتطى مركبة شيطانية تدعى "سيكل" وحينها تلين فرائصك وتستطيع أن تتنفس الصعداء وتحمد الله على أنك قد نجوت من كارثة.
فمن الملاحظ أن تلك الظاهرة قد تفشت هنا وفى معظم البلاد العربية على حد سواء، وقد انتشرت تلك المركبات المتطورة والتى تتمتع بمواصفات خاصة، وربما هناك من لديه المقدرة على إدخال بعض التعديلات عليها لتصبح بتلك الصورة وتلك القدرة على هذه السرعة الفائقة.
إن الإنسان منا مجموعة من السلوكيات التى يكتسبها من البيئة المحيطة به، إما بالتربية أو التعليم أو الملاحظة، التى قد تكون بالاجتهاد عن طريق المطالعة بشتى صنوفها، أو الترحال لمن تتوفر له مكنة السفر.
وإن كانت فى فترة البلوغ والمراهقة لدى الشاب تطرأ عليه بعض التغيرات العضوية والفسيولوجية، مما قد يؤثر عليه سلبا" وتفقده بعض التوازن والتركيز، ومن ثم تتولد لديه الرغبة فى إثبات الذات وتكوين هوية مستقلة، فتراه يشعر بمزيد من الطاقة والحيوية، التى قد تظهر أحيانا" إما فى شكل الاندفاع وأحيانا" أخرى فى شكل الرعونة، فالسلك عموما" له وجهان إما صوابا وإما خطأ.
فعلى سبيل المثال: اقتناء الشاب لإحدى هذه المركبات كالسيكل أو السيارات الرياضية ليس عيبا" أو حراما" أو ممنوعا" فهذة الآلات ما هى إلا نعمة من نعم الله عز وجل التى لا تعد ولا تحصى، لكن الخطأ هو استغلالها الاستغلال السيىء بالسرعة الجنونية والاستعراض بها فى الطريق العام، الأمر الذى قد يعرض ذلك الشاب والآخرين من حوله للخطر الذى لا تحمد عقباه لا قدر الله، والذى لا نبرح يوما" إلا ونشاهده على الطرقات، من حوادث مرورية تعد بمثابة كوارث مروعة.
ناهيك عن قيام بعض هؤلاء الشباب ببعض التصرفات غير اللائقة اجتماعيا" وحضاريا"، بتعديهم على حرمات واعراض الغير سفورا" وفجورا" دون رادع وفى الطريق العام.
ولعل من العجيب والغريب أبضا أن هناك من يستجبن لتلك التصرفات ويطربن إليها، حتى يصدق المثل القائل "الطيور على أشكالها تقع"، لكن ذلك يعد استثناء" ويبقى الأصل مملؤا" بالخير، شريطة أن يبتعد عن شارع الخليج.!!!!
إذا" فمن حق الإنسان أن يتمتع بنعم الله كما أن من حقه أيضا أن ينعم بالأمن والأمان ولاسيما بالهدوء والسكينة، فحرية الفرد ليست مطلقة، وإنما تحدُها حريات الآخرين.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة