خالد عبد العظيم يكتب: كاريزما الرئيس ومؤسسات الدولة

الإثنين، 24 يونيو 2013 05:08 م
خالد عبد العظيم يكتب: كاريزما الرئيس ومؤسسات الدولة الرئيس الراحل محمد أنور السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل سبق لك أن التقيت شخصاً يخطف أنظار الجميع لحظة دخولة إلى مكان معين؟ هل وجدت نفسك تراقبه من بعيد؟ هل تحس إنك تعرفه من قبل؟ هل تتفق مع كلامه؟..

نعم إنه الشخص صاحب الكاريزما وهى الجاذبية الكبيرة والحضور القوى الذى يتمتع به صاحب هذه الشخصية والقدرة على التأثير على الآخرين، سواء كان عاطفياً أو ثقافياً أو بلغة جسده، فالكاريزما كما يعرفها البعض هى الطاقة العاطفية المؤثرة بين الناس على المستوى الفكرى أو الحسى أو الانفعالى بواسطة التواصل البصرى ونبرة الصوت ودرجته والمهارة فى الخطابة والملامسة لحاجة الناس، فعلى مر العصور تميز بها العديد من الزعماء، على المستوى المحلى الرئيس جمال عبد الناصر اتفقت أو اختلفت معه فكان رئيس ذو كاريزما عالية نشيط، حماسى، سريع البديهة محبوب من شعبه.. رجل دولة يعشق التحدى واثق فى نفسه، فكانت شخصيته هذه تطفى على مؤسسية الدولة، وكان يستمد قوته من ثورة يوليو ومكانته بين الضباط الأحرار.

فجاء بعده الرئيس السادات صاحب الحرب والسلام كما يطلقون عليه البعض فكان خلاف عبد الناصر من حيث الكاريزما والسمات الشخصية فعمل على إعادة بناء مؤسسات الدول من جديد حتى يعوض النقص الشديد لمؤسسات الدولة فتغلب السادات على ذلك، وكانت للمؤسسة التشريعية دور كبير ومؤثر من أفضل فترات العمل البرلمانى بتاريخ مصر، وجاء مبارك الذى فى نهاية عصره قبل خلعه سيطر على كل مفاصل الدولة فكان القائد الأعلى لكل الجهات، ولم يعطِ فرصة لمؤسسات الدولة الاستقلالية التى تتماشى مع عصره، والكل من حولنا فى تقدم وازدهار وآخر هذه الأشياء مجلس نواب 2010 فكان مجلساً من طرف واحد من الشعب، وهو الحزب الحاكم.

لذلك كان سقوطه ونظامه سريعاً. ووفقا الله مصر بثورة 25 يناير التى أدهشت العالم كله وأيقظت الشعب من غفلته لمدة 60 عاما ماضية، وبعدها اختير الدكتور محمد مرسى رئيساً للبلاد فلم يجد لنفسه كاريزما خاصة به، لا من حيث عموم الجمهور فالمتربصين كُثر ولا من حيث الأداء الخطابى ولا من حيث الفريق المعاون ولا من حيث سرعة البديهة ولا رؤية شخصية واضحة، لأنه ينتمى لحزب كبير له أيدلوجية خاصة، فكان أجدى به الاهتمام بتقوية مؤسسات الدولة والعمل على استقلالها حسب الدستور والقانون والرفع من شأنها كل هذا لا يعنى عدم وجود أطراف فاسدة بهذه المؤسسات التى تفشى الفساد، ولكن كل ما يأخذ عليه سرعان ما أراد التطهير للمؤسسات من الفساد الذى يرتع بها ولم يستمد قوة من ثورة 25 يناير ومن شبابها لأنهم شعروا بالإقصاء من المشهد.

ففتح على نفسه بوابات لا يعلم مداها إلا الله لذلك يتكاتل عليه الجميع بسبب الإقصاء من المشهد والانفراد بأدارة البلاد مع العلم بوجود بعض القوى التى لم ترغب حتى فى الجلوس للحوار والمناقشة لأنها لا ترى فائدة من الحوار معه، والبعض الآخر يستجيب للحوار، ولكن لا يسمع له.

فكان أجدى به التدرج فى تطهير المؤسسات ولا يحدث عداء بينه وبين جميع المؤسسات من أعلام وما فيه من دعاة للفتنة ومن الشرطة وما بها من أتباع العصر البائد وغيرهم الكثير من مؤسسات الدولة، حتى لا نصل إلى ما نحن فيه الآن من الشقاق والنزاعات والاختلافات السياسية والأيدلوجية ومن قوى معارضة تعارض من أجل المعارضة دون عرض البديل الواقعى.

وهذا ما يصعب وضع صفات خارجية لأى شخص لاكتساب كاريزما يلفت ويشد بها عوام الناس. والبديل الآن هو الإصلاح لأخطاء المرحلة السابقة، وعدم التعصب بالرأى وإعادة النظر فى الطلبات الواقعية من المعارضين والاهتمام ببناء واستقلالية مؤسسات الدولة كما ينص الدستور حتى لا يأتى وقت لا ينفع فيه الندم.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

nagar

كلمة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة