قال موقع الـ"بى بى سى" البريطانى التابع للقناة العربية إن ولى العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثانى الذى يتوقع أن يقوم والده الشيخ حمد بن خليفة بنقل الحكم إليه "داهية من دهاة السياسة العربية".
وكشف الموقع فى تقرير له اليوم الاثنين، عن الدور المهم فى سياسات قطر الذى يتم بواسطة ولى العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، ونشاطه الدبلوماسى فى مختلف الأصعدة العربية والعالمية.
وأضاف التقرير أن هناك وسائل إعلام مختلفة وصفته بأنه "هنرى كيسنجر العرب" فى إشارة لدور الأخير خلال منصبه قبل سنوات، وفى إشارة لدور الشيخ تميم بن حمد، المهم فى سياسات بلاده ونشاطه الدبلوماسى المكثف، لاسيما فى ظل قرب توليه الحكم خلال الساعات المقبلة، وتسلمه السلطة من والده الأمير حمد بن خليفة آل ثانى، والذى دعا بدوره الأسرة الحاكمة لاجتماع يعقد اليوم لاحقا.
واستذكرت الـ "بى بى سى" دور ولى عهد قطر- الأمير القادم فى معرض تقرير لها عن حركة طالبان الأفغانية ومكتبها السياسى الجديد فى قطر، ليكون مكانا للتفاوض، وكيف كانت "قصة النجاح" على حد قولها.
وقالت فى تقريرها إن ممثلين عن حركة طالبان وصلوا سرا إلى قطر قبل نحو ثلاث سنوات لإجراء محادثات مع مسئولين غربيين، وكانوا على علم بأن الأمريكيين على وجه الخصوص تواقون للتوصل إلى اتفاق سلام يسمح لحلف شمال الأطلسى (الناتو) بالخروج من أفغانستان حفظا لماء وجهه، وترك البلد ينعم بالمزيد من السلام والاستقرار. وفى مارس عام 2012 علقت طالبان المحادثات الأولية مع الولايات المتحدة التى ركزت على تبادل الأسرى، وكانت حركة طالبان تطالب بالإفراج عن خمسة من كبار عناصرها من معتقل جوانتانامو مقابل تحرير الرقيب الأمريكى باو بيرجدال، الذى يعتقد أنه فى قبضة طالبان منذ عام 2009.
وأشارت البى بى سى إلى أن عدد ممثلى طالبان وأنشطتهم فى قطر راح يتزايد بصورة تدريجية، والآن يوجد فى قطر أكثر من عشرين من عناصر طالبان رفيعى المستوى نسبيا يعيشون رفقة عائلاتهم، موضحة أنه خلال العامين السابقين أرسلت طالبان ممثليها من قطر إلى اليابان وفرنسا وألمانيا للمشاركة فى مؤتمرات حول أفغانستان عقدت هناك، وفى الآونة الأخيرة، أرسلت الحركة وفدا إلى إيران.
وأوضحت أن العناصر المقيمة فى قطر لا تمثل إلا طالبان أفغانستان، ولا يوجد أى ممثلين عن طالبان باكستان.
وقالت البى بى سى فى تقريرها، "يتردد أن جميع أعضاء مكتب طالبان قدموا إلى قطر عبر باكستان، ووردت تقارير تشير إلى أن قلّة منهم تنقلوا بين قطر وباكستان خلال العامين السابقين، ويبدى عناصر طالبان بصورة عامة، خلال إقامتهم فى الدوحة، حرصا على تقييد أنشطتهم ولا يبادرون إلى الظهور كثيرا".
وعن حركة ممثلى طالبان، يقول مراسل البى بى سى إن العديد من الأشخاص أبلغوه بأنهم يرون من آن لآخر بعض ممثلى الحركة يقودون سياراتهم ويمشون فى الشوارع، ويرتادون مراكز التسوق والمساجد. ونشر أحد الدبلوماسيين العاملين بالسفارة الأفغانية فى الدوحة قصة مقابلته مصادفة بأحد ممثلى طالبان فى مركز تجارى بالدوحة، فيقول "اقتربت من طفلين حينما سمعتهما يتحدثان اللغة البشتونية"، ويستطرد قائلا "حاولت التعرف على الرجل الذى كان بصحبة الطفلين ولكنه تجنب الكشف عن أى معلومات تخصه، فسألته: هل أنت من الجانب الآخر؟ فاحمر وجهه خجلا وغادر المكان، وقال الدبلوماسى الأفغانى أيضا "إن عناصر طالبان، مثلهم مثل غيرهم من الأفغان، يرتادون السفارة الأفغانية لتسجيل مواليدهم أو تجديد وثائقهم الثبوتية".
وتنظر طالبان إلى قطر باعتبارها ذات علاقات متوازنة مع كافة الأطراف، وتحتفظ بمكانة مرموقة فى العالم الإسلامى، ووافقت الولايات المتحدة من جانبها أيضا على هذا الخيار، ويقول مسئولون أفغان إن الرئيس حامد كرزاى أعطى أخيرا الضوء الأخضر لإنشاء هذا المكتب بعد أن حصل على ضمانات بأن يبقى بعيدا عن الأضواء، ولا يستخدم إلا كمكان لعقد مباحثات السلام.
ولم تكن قطر واحدة من الدول الثلاث التى اعترفت بنظام طالبان فى أفغانستان بين عامى 1998 و2001، وهى باكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ولكن بحسب مسئول فى وزارة الخارجية التابعة لحكومة طالبان سابقا، فإن قطر كانت تحافظ على علاقات "ودية" مع الحركة، وبعد إسقاط حكومة طالبان، لم يجد قادتها مكانا يلوذون إليه.
وشاركت قطر كوسيط فى عدد من الأزمات الدولية الكبرى، ومنها أزمة إقليم دارفور السودانى والانقسام بين فصيلى فتح وحماس الفلسطينيين، كما ساهمت قطر بفعالية فى انتفاضات الربيع العربى، وساهمت بدعم الشعوب فى ليبيا ومصر وسوريا.
بى بى سى: أمير قطر المرتقب من دهاة السياسة العرب
الإثنين، 24 يونيو 2013 12:19 م