وجه الحزب الاشتراكى المصرى، نداءً إلى شباب الإخوان المسلمين، والتيارات الإسلامية، قال فيه "فى هذه اللحظات الفاصلة التى تخرج فيها جماهير الشعب المصرى، بمختلف طوائفه، احتجاجاً على حكم جماعة الإخوان المسلمين، الذى أثبت فشله وقاد البلاد إلى كوارث اقتصادية وسياسية وأمنية، نناشدكم ألا تقفوا فى مواجهة شعبكم ومطالبه المشروعة، وألا تسمحوا لأحد بأن يستدرجكم ويستدرج الوطن كله إلى التقاتل الأهلى فى سبيل الحفاظ على المصالح الأنانية لقيادات تلك الجماعة"، مطالبا إياهم بمناصرة مطالب الشعب ضد قادتهم.
وأكد الحزب، فى بيان له أمس الأحد، أن الصراع الدائر الآن ليس صراعاً بين الإيمان والكفر أو بين الإسلام وأعدائه، كما يروِّجُ قادة الجماعة ودعاتها كذباً، بل هو صراع بين جماهير تطالب بالحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية وبين سلطة غاشمة فاسدة تسعى إلى السيطرة على جميع مقدرات الدولة والمجتمع وإقصاء كل التيارات الأخرى وترسيخ التبعية للولايات المتحدة الأمريكية وضمان أمن الكيان الصهيونى، والحفاظ على أسس الظلم الاجتماعى الذى يزيد الفقراء فقراً والأغنياء ثراءً.
وأضاف البيان، أن قادة جماعة الإخوان المسلمين وحلفاءهم، سعوا منذ الإطاحة بمبارك، إلى استخدام سلاح التكفير وأساليب التضليل والتشويه ضد المخالفين فى الرأى، حتى لو كان الأمر يتعلق بآراء سياسية أو اقتصادية أو قانونية لا تمس الدين من بعيد أو قريب، فقد اتهموا معارضى التعديلات الدستورية المشوَّهة، فى مارس 2011، بالكفر والعمالة، كما كرروا التهم نفسها ضد معارضى الإعلان غير الدستورى الذى يقنن الاستبداد، والجمعية التأسيسية غير المتوازنة، والدستور الملفق الذى تظهر نواقصه الخطيرة كل يوم، وفى الوقت نفسه، تبارى قادة الجماعة ودعاتها والمنتفعون من نفاقها فى خلع صفات القداسة على محمد مرسي، بل ووصل الأمر إلى تشبيهه بالأنبياء، وجعله منزهاً عن أى خطأ أو نقيصة، وهو الأمر الذى يتناقض مع أبسط تقاليد الحكم الديمقراطى، كما يتناقض بالقطع مع مبادئ الدين الإسلامى الذى يتنزه عن تقديس أى شخص كان.
وأشار البيان، إلى أن الأحداث المتتالية والسياسات التى اتبعها النظام، أثبتت أن هذه الدعايات ما هى إلا متاجرة رخيصة بالدين، متسائلاً: فهل يليق بمن يدَّعى نُصرة الدين أن يصف الإرهابى الصهيونى بيريز بأنه "صديق عزيز"، وأن يتمنى الرخاء والازدهار لدولة الاحتلال الصهيونى؟ وهل يتفق مع مبادئ الدين ومصالح الوطن أن يقدِّم حاكم مصر الضمانات للدولة الصهيونية وأن يقف صامتاً أمام جرائمها المتواصلة، بما فى ذلك استباحة المسجد الأقصى وغيره من المقدسات؟ بينما يسارع إلى التحريض على غزو بلد عربى هو سوريا وإلى قطع العلاقات معها وإثارة الفتن المذهبية والطائفية البغيضة فيها.