تسود حالة من القلق والخوف جموع المصريين بسبب تداعيات يوم 30 يونيو الحالى بل ازدادت شدة بعد تظاهرات يوم الجمعة تحت عنوان "لا للعنف"، والتى قامت بها مجموعة من التيارات الاسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.
فالبعض اعتبرها تظاهرات الغرض منها استعراض القوة والبعض الآخر اعتبرها دليلا على قلق التيارات الإسلامية من تظاهرات 30 يونيو.
نظرة عن كثب قبل أن نضع توقعات للأحداث وقبل أن نفسرها لابد من طرح هذا السؤال: لماذا تكون التظاهرات سلمية أو غير سلمية؟.. حقيقة الأمر إن سلمية التظاهرات تتوقف على مدى إيمان المتظاهر بأن تكون التظاهرات سلمية فإن أرادها سلمية فلا شىء يستطيع أن يجعلها غير ذلك، حتى وإن كان هناك تدخل من قبل التيارات الأخرى المعادية لهذه التظاهرات. حيث يمكن للمتظاهر السلمى من أين مصدر العنف فمقاومة العنف بالسلم أفضل الطرق لاكتساب خطوة إلى الأمام.
وهذا يذكرنا بهتافات 25 يناير "سلمية.. سلمية" ومع إننا لا نستطيع الجزم بأن التظاهرات كانت سلمية من كل الأطراف إلا أنها كانت سلمية بالمقارنة مع بطش واستبداد النطام السابق وازرعة الصارمة.
توقعات وتفسيرات لهذا اليوم!..
خروج التظاهرات من كل الميادين والمساجد.. فكانت فى 25 يناير كذلك وكان العنف فقط ضد أفراد الشرطة لإفساح الطرق للمتظاهرين، حيث كان المتظاهر يلقى بالحجارة مدعماً إياها بالهتافات وفرد الشرطة يرد بقنابل الغاز.. وأدركت وتعلمت الشرطة آنذاك بأنها لن تستطيع الصمود أمام حجارة وهتافات المواطن، فأصدرت بيانها بعدم المساس بالمتظاهرين السلمين ولو كان باللفظ فى تظاهرات 30 يونيو الحالى.
حماية الجيش للثورة.. يكون سببا ضمن الأسباب التى حافظت على سلمية تظاهرات 25 يناير، إضافة إلى خوف المواطن من بطش أمن الدولة.. فكان حب المواطن لفرد القوات المسلحة وإيمانه وثقته بأنه ما نزل إلا لحمايته كان كفيلا بفرض روح من الطمأنينة والارتياح لدى المتظاهر، ولكن فى تظاهرات 30 يونيو الحالى تكون الشرطة هى المسئولة عن حماية هذه التظاهرات ومطلوب منها أن تفعل إضعاف ما فعلة أفراد القوات المسلحة لفرض حالة من الطمأنينة لدى المتظاهرين.. فالمواطن يقف على المحك ما بين قبوله لفرد الشرطة أم لا، انتظارا منه تقديم ما يدعوه لقبول فرد الشرطة بعد معاناة دامت ثلاثين عاما.
حسن تقدير الموقف.. كان على الرئيس السابق أن يتمادى فى بطشة وإهدار المزيد من الدماء قبل أن يتنحى عن منصبة، ولكن حسن تقدير الموقف أجبره على اتخاذ القرار المناسب، والذى أوقف نزيف الدم الكائن آنذاك.. هذا وإن كان القرار متأخراً بعض الشىء، ولكنه أحسن تقدير الموقف، لذلك يجب على النظام الحالى ألّا يتمادى فى عناده إذا كان الموقف يستلزم ذلك، خوفا على مصلحة الوطن وحقناً لدماء المصرين.
"اللهم احفظ مصر وشعبها"
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مروة هاشم
"اللهم احفظ مصر وشعبها"