على بعد 10كيلو مترات من القاهرة، تسكن قصة أول فتنة مذهبية تقع فى تاريخ مصر الحديث فى قرية زاوية أبو مسلم التابعة لمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة، وسيسجل التاريخ أن مصر فى عهد الرئيس الإخوانى الدكتور محمد مرسى شهدت أول فتنة سنية شيعة بعد مقتل زعيم الشيعة فى مصر الشيخ حسن شحاتة.
اليوم السابع رصدت كواليس قتل وسحل شحاتة وعدد من أنصاره على يد شباب غاضب من أنصار التيارات الإسلامية فى قرية أبو مسلم.
كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية من صباح أمس الاثنين، قوات الأمن تفرض كردونا أمنيا على مداخل القرية ومخارجها، وقيادات أمنية تتراص فى شكل دائرى حول مائدة مستديرة.. تتحفز وترقب ومشاعر متباينة بين أبناء القرية فبين غاضب وشامت تجمعوا فى حلقات متقاربة.. لا تلفت انتباهك فقط لافتات فداك أبى وأمى يا رسول الله ولكن أيضا ملصقات طويلة ترفض المد الشيعى فى القرية دون عليها كاتبوها "الشيعة أخطر على مصر من اليهود" عقائد الشيعة تخالف دين الإسلام، لا تضع يدك فى يد من يسبون الصحابة".
فى وسط القرية كان الهدوء مخيما لا يقطعه سوى نباح الكلاب الآتى من ناحية منزل أم شحات والدة الرجل الذى استضاف الشيخ حسن شحاتة قبل ساعات من قتله "أنا هنا فى حالى مليش دعوة بحاجة، عايشة بسترزق من بيع حاجات الأطفال والعيال الصغيرة "الشيبسى" و"البسكوت" واللبان وهما دخلوا بهدلوا حاجتى والناس خدونى على بيت أخويا، وأنا مليش غير ربنا" هكذا بدأت كلامها وأنهته فى وقتها" بعد أن رفضت أن تزيد فى كلماتها عن ابنها شحات ومدى تشيعه.
محمود أحد أبناء القرية قال منذ خروج الشحات من المعتقل فى عام 2010 فضل مذهبه الشيعى وزعيمه الشيخ حسن شحاتة على والدته التى عرضت عليه الاختيار بينها وبين شيخه ومن يومها وقررت أن تقاطعه لا أكل ولا شرب ولا حتى سلام وقامت بفتح محل صغير تبيع فيه حاجات الأطفال لتصرف على نفسها.
فى نهاية الشارع الرئيسى بقرية أبو مسلم يقبع منزل الشحات كومة من الركام الذى اختلطت فيه الدماء ببقايا زجاجات المولوتوف وبقايا خرسانة ساقطة من ثقب السقف الذى أحدثه شباب القرية وقطعا من أثاث محطم.. فى الدور الثانى تستقر لافتة "سلاما عليك يا أبو الأحرار" تقتضب زوجة الشحات هى الأخرى فى الكلام قائلة "هو إحنا يهود عشان يتعمل فينا كده هو الدين بيقول كدا دا الدم حرام وتنهى كلامها حسبى الله ونعم الوكيل فى من حرض علينا".
"نفذنا حكم الله فى القتلة" عبارة قالها شاب عشرينى العمر وانسحب بهدوء من الحلقة النقاشية المنصوبة بوسط القرية كان هو محور الحديث بعيدا عن المنزل المحطم.. "ناصر" لم يكن هدفنا القتل والسحل لزعيم الشيعة فى مصر وعدد من أنصاره لكن كنا نريد توجيه رسالة لأتباعهم بأننا قادرين على قطع دابر الشيعة وزعيمهم من القرية لكن الأمور تطورت حتى القتل ويضيف لسنا نادمين على ما حدث.
وكشف "ناصر" عن سبب الاحتقان لدى أبناء القرية ضد شيعة أبو مسلم، هو عرض عدد من المنتمين للتيار السلفى فيديوهات مسربة عن لقاءات سرية جمعت الشيخ حسن شحاتة بعدد من شيعة القرية فى مسجد الإمام على بمنطقة البساتين يلعن فيها الصحابة ويسب السيدة عائشة رضى الله عنها خلال المسيرات التى دعوا لها تحت عنوان الشيعى كافر محملا السلفيين والإخوان فى القرية مسئولية ذلك.
قائلا هم قاموا بالتحريض وتجميع الشباب ثم انسحبوا ليدينوا ما حدث.
ويضيف كل الأفراد المنتمون للمذهب الشيعى معروفون بالاسم لكن لدينا شبه مقاطعة مكتومة فى التعامل بينهم ويوضح "لو فيه واجب عزاء أو فرح واجب على كل أفراد القرية أن يحضروا" مضيفا، "واجب العائلات بره الديانات ويكمل بعد الثورة وجد أتباع الشيخ حسن شحاتة مناخا ملائما فى استكمال مدهم الشيعى".
مدللا على كلامه بمشادات كلامية بين الشيخ شعبان أحد كبار الشيعة بالقرية وبين إمام مسجد الفؤاد بالقرية بعد أن حذر الشيخ من خطورة المد الشيعى على السنة فى مصر وهو ما دعا المصلين إلى طرده من المسجد.
معظم المنتمين إلى التيار الشيعى تحولوا إليه قادمين من التيار الصوفى الذى يميل إليه أغلب أهل القرية التى سميت بقرية أبو مسلم نسبة إلى المتصوف أبو مسلم والذى أنشئ له ضريح فى نهاية البلد ويقام له احتفالا شهريا فى نهاية أغسطس، وكذلك المهن التى يمتهنوا المتشيعون لا تخرج عن كونهم حرفيون وصنايعية من بنائين أو مبيضى محارة.
صبرى أحد أفراد القرية يرصد وقوع أهالى أبو مسلم بين نيران ثلاثة جبهات فهناك قتيل من مركز أبو النمرس وهو ما قد يؤلب أهل المركز عليهم طلبا للثأر، وكذلك فإن المنيب هى الأخرى أصبح لها ثار لدى القرية بعد وفاة آخر من أنصار الشيح شحاتة من المنيب، وكذلك فهم يقبعون تحت حصار الداخلية.
وينتقد صبرى موقف الدكتور عصام العريان زعيم الأغلبية بمجلس الشورى والدكتور محمد الفقى رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس ذاته لعدم حضورهما إلى المكان باعتبارهما من أبناء الدائرة وقال كان من الممكن تخفيف ما حدث وتداركه لو شاهد الشباب الغاضب أحد القيادات البارزة يطالبه بفك حصار الشيعة.
أما الشيخ عبد الحليم عبد الباقى أمين عام شعبة جماعة الإخوان المسلمين بالقرية فاتهم شبابا من خارج القرية وعددا من الشباب غير المحافظ على الصلاة وآخرين مدمنين بتنفيذ تلك الجريمة قائلا "حينما حضرت إلى موقع الأزمة شوفت عيال بتبرشم، وعيال مبتصليش، وآخرون أخذتهم الحمية للدفاع عن الإسلام دون فهم" يتصدرون المشهد دون أن يستجيبوا لأى نداءات مطالبة بتخفيف الحصار، نافيا ما تردد عن مشاركة جماعته أو حزب الحرية والعدالة فى المسيرات التى جابت القرية، وقال أيضا لم يكن بحوزتنا أى فيديوهات لنعرضها ولسنا مسئولين عن من عرض تلك المقاطع، وقال إن الشيخ حسن شحاتة قام باستفزاز أهالى القرية بقدومه نهارا وجهارا دون تستر أو تخفى.
وحمل الأمن مسئولية ما حدث، قائلا، موقف قوات الشرطة كان سلبيا موضحا طالبنا الشرطة كثيرا بالتدخل إلا أن أحد الضباط المتواجدين قال العدد كبير ولا أستطيع الخروج بشحاتة وأتباعه وسط هذا الكم من المعترضين ولن أستطيع قتل مسلم يقول لا إله إلا الله.
وأدان العنف الذى شهدته القرية قائلا لا بد من إدانة واستنكار تلك الأفعال حتى لا نؤسس لدولة الفوضى، وعن عدم حضور العريان والفقى إلى القرية باعتبارها دائرتهما الانتخابية، إن الموازنة قد تكون شغلتهم عن الأحداث قائلا "وحتى لو جه مكنش حد هيسمعه ولا هيحس بوجودهم على أرض الواقع".
موضوعات متعلقة..
بدء تشريح "جثث الشيعة" بمشرحة زينهم والتقرير النهائى بعد أسبوعين
"شباب ماسبيرو": مقتل الشيعة حادث إرهابى.. وانتهاك للحقوق الإنسانية
بهاء طاهر: واقعة أبو النمرس نتيجة طبيعية لحكم الإخوان
موقع شيعى يتهم القنوات الدينية بالتحريض على حادث قتل الشيعة بمصر
النيابة تنفى إصدار قرار بضبط 15 متهما فى واقعة فتنة الشيعة بالجيزة
النيابة تنتهى من معاينة منزل أبوالنمرس وتكتشف وجود فوارغ طلقات
فيديو يكشف اللحظات الأخيرة فى حياة الشيعة الأربعة.. الأهالى حاصروا المنزل بالشوم والعصى.. والشيعة حاولوا حماية "شحاتة" بأجسادهم حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة.. وبعض العقلاء حاولوا وقف العنف دون جدوى
النائب العام يأمر بكشف هوية المتورطين فى قتل الشيعة وسرعة ضبطهم
النيابة تستدعى صاحب منزل واقعة أبوالنمرس وتصرح بدفن الجثث
"الأزهر": قتل الشيعة من أكبر الكبائر وأشد المنكرات
المحامى العام لنيابات الجيزة يجتمع مع فريق تحقيق حادث الشيعة
المصابون الشيعة: فوجئنا بمجموعة من الأشخاص يقتحمون المنزل ويعتدون علينا
رئيس التيار الشيعى: الإخوان يرضون السلفيين بقتلنا من أجل 30 يونيو
الشرطة تواصل جهودها لضبط الجناة فى موقعة الشيعة.. فحص فيديوهات الحادث للتعرف على المتهمين.. والنيابة تؤكد خلو كتب الشيعة المضبوطة من سب آل البيت.. وتشديدات أمنية بمحيط القرية
أول فتنة مذهبية فى عهد الإخوان.. السنة والشيعة يتقاتلون فى "أبو مسلم".. والسلفيون يسربون فيديوهات لـ"شحاتة" تسب الصحابة والسيدة عائشة ويخرجون فى مسيرات "الشيعى كافر".. وشباب القرية نفذنا حكم الله فيهم
الإثنين، 24 يونيو 2013 06:01 م
حرق منزل وسحل الشيعة فى أبو مسلم
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
magedy
حرام
عدد الردود 0
بواسطة:
أمير
رد فعل طبيعيه
عدد الردود 0
بواسطة:
أنور
انا لله وانا اليه راجعون
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود أدهم
انفرط العقد ...وتتوالى الفتن ....!!!!!!!!!!!!!!!!!