علت أصوات طبول الحرب، بين معسكرى التمرد والتجرد، وأذن الجميع للحظة البداية التى تعلنها صريحة أن البقاء للأكثر عددا والأقوى نفيرا، هذا ما تكاد الألسنة وبريق الأعين أن يوحى به، ويلفت نظرى اتفاق الجميع على الرهان على الشعب الذى هو المصريون جميعا، وهنا أرانى أعلم أنه مقتل الجميع، إلا من رحم ربى، الشعب يا لها من كلمة براقة نفيسة المعدن الشعب.. يا حسرة على العباد..
الشعب منتحل الصفة المتكلم باسمه، الذى ترفع باسمه رايات، وتقال على لسانه وعود، وتوعدات، بالله أنا أسأل أين الشعب؟، الرهان على الشعب الحقيقى لا يكون إلا إذا كان لكم أقصد الجميع عليه يد، فوالله لو قام هؤلاء بواجبهم تجاه الشعب فلن تقوم لعدو لهم قائمة، أما أنصار كل فريق من الفرق المتناحرة التى ترفع راية البقاء للأقوى، فإن شعب كل منهم هم الشعب المختزل الذى يراهنون عليه ولا أرى مثل هذا شعبا يسمن أو يغنى من جوع.. أما الكلمة الأخيرة لا تنسوا أن لهذا الكون إلها لا تأخذه سنة ولا نوم.. فليتحصن الجميع بقوله تعالى: "اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِى الْعَظِيمُ". إن فى ذلك لبلاغا لقوم عابدين.
