
أثناء لقاء عطاالله أبوالسبح وزير العدل فى حكومة غزة المقالة، دار حديث سريع حول أوضاع الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل، تحدث عن الوضع غير القانونى وغير الشرعى الذى تمثله إسرائيل، لكن حينما انتقل الحوار إلى الوضع المصرى الداخلى، تحدث أبوالسبح بكلمات قد تبدو للبعض صادمة خاصة للمعارضين لحكم الدكتور محمد مرسى، فأبوالسبح وصف مطالبهم وشعاراتهم بالغوغائية، مؤيدا فى الوقت ذاته حصار الإسلاميين للمحكمة الدستورية، وقال إن المحكمة «تشتغل غلط وبشكل واضح، وما حدث كان تظاهرا عاديًّا جدًّا اعتصم من أجله بعض المعترضين».
أبوالسبح الذى حاورته «اليوم السابع» بداخل منزله بقطاع غزة، شكك فى قانونية توقيعات حملة تمرد ضد الدكتور محمد مرسى، مؤكدًا أحقية الدكتور محمود الزهار، عضو المكتب السياسى لحماس، فى دفاعه ودعمه حكم مرسى، كون الزهار حاملا للجنسية المصرية.. وإلى نص الحوار..
بداية ما رأيك فى مشروع مكافحة الإرهاب الذى تعده اللجنة الوزارية لشؤون التشريع الإسرائيلية؟
- إسرائيل كيان غير قانونى وغير شرعى وما يصدر عنها غير قانونى، وكل القوانين التى صدرت، من مصادرة الأراضى وسحب الجنسيات وأملاك الغائبين وطرد المواطنين وبناء المستوطنات ليست قانونية، الآن إسرائيل تشرّع القتل والتعذيب، لذلك فعندما تشرع إسرائيل قانون إرهاب، فكل من يقاومها ولو بالكلمة أو المسيرات السلمية يعتبر بالنسبة لها إرهابا، لأنه يتعارض مع قانون الاحتلال، وعلى أساسه تبيح لها قتل الفلسطينى وسجنه وتعذيبه بموجب القانون كقانون الاستيطان.
باعتبارك وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين حدثنا عن حال الأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية؟
- نحن فى غزة ليس هناك تواصل مع الأسرى الفلسطينيين إلا عبر الصليب الأحمر الدولى وعبر المحامين الدوليين، وأسرى قطاع غزة عددهم 500 أسير يحرمون من الزيارة، ويحرمون من مقابلة المحامين فإسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون الدولى، لذلك لا تذعن لاتفاقيتى جينيف الثالثة والرابعة التى تنظم حياة الأسير داخل المعتقلات الإسرائيلية.
هل يمكن أن تشهد غزة تغيرات حكومية قريبة؟
- ضاحكا: نحن حكومة مستقرة ولا يوجد أسباب تدعو للتغيير، فنحن نعمل بشكل مؤسساتى، وتنظيم حماس تنظيم متماسك وقيادتنا جماعية.
تقلدت منذ خمسة أشهر حقيبة وزارة العدل عقب استقالة فرج الغول، متى تنوى تقديم استقالتك؟
- فى حالة تكوين حكومة وحدة وطنية كما جرى لحكومة الائتلاف، نحن لسنا طلاب كرسى ولا نبحث عن السلطة.
كرجل قانون ما تعليقك على رفع دعوات قانونية لمطالبة الرئيس المصرى بإعادة الاستفتاء على حكمه فى حالة تجميع 15 مليون توقيع للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟
- فى ظنى هذا الأمر مبالغ فيه، ولن يصل إلى هذا الحد بحال من الأحوال، الشعب المصرى 90 مليونا، لو كان الأمر فى بلادنا لقلت إنه غير شرعى وغير قانونى، ولا أدرى كيف هو شرعى وقانونى فى بلادكم؟!، وما دام مرسى جاء بالصندوق فلابد أن يخرج من القصر الجمهورى بالصندوق أيضا، ولكن مسألة التوقيعات فى تقديرى ليست قانونية، ومن الضرورى أن يحكم العقلاء وكثير من فقهاء الدستور المصرى، ولابد أن يكون لهم الرأى الأعلى فى هذه القضية، وليس هؤلاء الشباب الصبية الذين يجرون فى الشوارع وجزء كبير منهم من «البلاك بلوك»، وأمر الشعب المصرى يجب ألا يقرره هؤلاء الصبية.
فى حالة سقوط النظام المصرى هل يقضى على حلم الخلافة الإسلامية لدى حماس؟
- فى تقديرى لا يمتلك الرئيس المصرى حلم الخلافة، ولا جماعة الإخوان المسلمين فى الوطن العربى، تغيرت ظروف الخلافة، نحن حلمنا الأكبر فى حماس أن نحرر بلادنا، ثم بعد ذلك ماذا يقول الصندوق والشعب، لو الشعب فى غزة اختار أى حزب حتى لو كان لا دينيا، فهذا اختياره، ولا يمكن أن تخرج الحركات الإسلامية ضد شعبها عندما يختار غيرها للحكم.
إذن هل تدعم حماس مرسى منعًا لسقوط نظامه كما تحدث الزهار من قبل؟
- بالطبع لا، وهذا شأن داخلى لا علاقة لنا به، والزهار يحمل الجنسية المصرية ومن حقه دعم النظام المصرى، لكن حماس فلسطينية، وكل قطاع غزة عُشر القاهرة، محاصر فى الجو وبالبحر والأرض.
بم تفسر استمرار عمليات خطف المجندين فى سيناء وعزوها لحماس إلى اليوم؟
- هؤلاء جواسيس تابعون لإسرائيل، الكيان المبنى على العدوان الذى يريد زعزعة استقرار الشرق الأوسط، فإذا استقر الشرق الأوسط استقر الاقتصاد المصرى.
لماذا تحاول إسرائيل الوقيعة بين حماس ومصر وليس «فتح»؟
- ببساطة.. لإرباك الساحة المصرية، ليعود النظام الاستراتيجى مرة أخرى، ومن مصلحتها ألا تملك مصر السيادة على سيناء، فضلا عن كسر شوكة حماس التى تعتبر الجبهة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى ترفض الاعتراف بإسرائيل وليس فتح، لأن فتح اعترفت بإسرائيل فى أوسلو.
تحدثت من قبل عن رفضك لدور المعارضة المصرية، لماذا؟
- ما يحدث فى مصر ليس ديمقراطية ولا معارضة، فهذا نوع من الغوغائية، فعندما تشتم المعارضة الرئيس المصرى، وعندما يكتب عبدالحليم قنديل «العبيط أهوه»، ويتجاوز باسم يوسف ولميس الحديدى وخيرى رمضان، ويتجرأ البعض وينزل عند قصر الاتحادية ويحاولون اقتحامه ويهتفون يسقط حكم المرشد هل هذه معارضة؟ ما هذه الديمقراطية؟!
أنت ضد هذا الهتاف؟
- بالطبع، أنا ضده ليس لأنه ضد الرئيس محمد مرسى، لأن هذا نوع من الغوغائية وليس الديمقراطية والحديث عن الأخونة غير صحيح، مصر دولة مؤسسات، والمعارضة الآن تترك القضايا الهامة وتتحدث عن لحية الضباط أهذا معقول؟، هل يحدث مثلا أخونة فى الجيش؟ بالطبع لا، ولا فى الجامعات أو المستشفيات أو الصحافة فكلمة أخونة أكذوبة قالها بعض الإعلاميين وصدقها الناس.
هل ترى أن حصار دور القضاء أمر شرعى كما حدث فى المحكمة الدستورية؟
- المحكمة الدستورية «تشتغل غلط» وبشكل واضح، وما حدث كان تظاهرًا عاديًّا جدًّا اعتصم من أجله بعض المعترضين.