صحيفة تركية: احتجاجات "ميدان تقسيم" أدت لانقسام الإسلاميين

أكدت صحيفة "حريت" التركية، أن تركيا منقسمة حاليا إزاء الاحتجاجات التى تشهدها حديقة "غيزى" الواقعة بميدان "تقسيم" بوسط إسطنبول، احتجاجا على قرار الحكومة بهدم الحديقة وانتشرت إلى سائر المدن التركية، مشيرة إلى أن هدم الحديقة يعد الآن مجرد رمز للاحتجاجات إلا أن السبب الحقيقى وراء استمرار التظاهرات فهو السياسة التى يتبعها رئيس الوزراء التركى "رجب طيب أردوغان" وحزب العدالة والتنمية الحاكم القائمة على الانفراد بالقرارات وعدم التشاور مع المعارضة.

وأضافت الصحيفة أن من أحد الأسباب وراء انقسام الشعب التركى حول التظاهرات المناهضة للحكومة هو انقسام الشعب إلى فئتين أحداهما متدينة محافظة ويؤيد أغلبها أردوغان الذى منحهم المزيد من الحقوق خلال عهده وفئة أخرى علمانية والتى تجد أن سياسة أردوغان المحافظة الأخلاقية "مثيرة للاشمئزاز".

وتابعت "حريت" أن موقف أردوغان من المظاهرات أثار انقسام فى التيار الإسلامى المتدين نفسه، حيث أن حزب "العمل والعدالة" وهو حزب إسلامى محافظ أدان خلال اجتماع له الأسبوع الماضى موقف الحكومة "المتغطرس" فى التعامل مع متظاهرى ميدان "تقسيم" وتجاهل مطالبهم ووصفهم باللصوص، فضلا عن عنف الشرطة فى التعامل مع المتظاهرين، وأشار الحزب إلى الإهانة والاضطهاد الذى كان يتعرض له المتدينين خلال التسعينيات من القرن الماضى، وهو ما يتعرض له حاليا المعسكر العلمانى.

وأكدت الصحيفة أن سياسية أردوغان فى التعامل مع المظاهرات الحالية فى تركيا، تواجه معارضة من عدة شخصيات إسلامية بارزة إلا أنها تفضل عدم معارضته فى العلن، مضيفة أن الانقسام داخل المعسكر الإسلامى المتدين يعد مؤشر جيد للتغلب على الاستقطاب المطلق لحزب العدالة والتنمية والذى يعد مؤشرا خطرا، حيث يرى معارضو أردوغان من الإسلاميين أن الشعب التركى فى حاجة إلى مزيد من الاستقامة والتواضع.