انتقد النائب الأمريكى فرانك وولف، تجاهل الإدارة الأمريكية للاضطهاد الذى يعانى منه المسيحيون فى الشرق الأوسط، قائلا إن صمت إدارة الرئيس باراك أوباما حيال ما يجرى لمسيحى المنطقة بات محيراً.
وطالب عضو الكونجرس، رئيس لجنة "توم لانتوس" لحقوق الإنسان بمجلس النواب الأمريكى، خلال مؤتمر إستضافه برنامج الشرق الأوسط فى مركز وودرو ويلسون، الاثنين الماضى، تحت عنوان "مستقبل الأقليات الدينية فى الشرق الأوسط"، بتعيين مبعوث خاص لحماية الأقليات الدينية.
وقال وولف: "لطالما كانت أمريكا صديق للمظلومين والمضطهدين والمهمشين.. لكن، للأسف، بات هذا الأمر محل شك، فالحرية الدينية وإنتهاكات حقوق الإنسان تزداد على نحو كبير فى جميع أنحاء العالم دون أى رد ".
وأشار إلى إن المنطقة تشهد عنفا طائفيا ومجتمعيا وقمعا ضد الطوائف الدينية، الذى يستهدف على وجه التحديد الأقليات الدينية، منتقدا وسائل الإعلام الغربية التى نادرا ما تتناول عواقب الحرب الأهلية فى سوريا والمستقبل المجهول الذى يواجه مسيحييها.
وأكد النائب الأمريكى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة أهملت محنة الأقباط المسيحيين فى مصر، مشيرا إلى أنهم يواجهون التهميش حاليا فى ظل حكومة يسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، ولفت إلى الدستور المصرى يمثل "مشكلة كبيرة"، خاصة بالنظر إلى تلك المواد التى تجرم التجديف والسماح برؤية أكثر صرامة للشريعة – على حد قوله.
وحذر وولف من مصير مماثل ليهود مصر والعراق وسوريا، مضيفا بأن النزوح التاريخى للمسيحيين فى المنطقة مدمر و يهدد بمحو المسيحية من جذورها.
وقال وولف إن مكتب المحاسبة العامة التابع للحكومة الأمريكية وجد أن وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لم يستطعا أن يثبتا أنهما أنفقا الأموال المخصصة لهذا الغرض فى مساعدة الأقليات الدينية فى العراق، فوفقا للأرقام الرسمية فإن مسيحى العراق إنخفضوا من 1.4 مليون نسمة فى 2003 إلى نصف مليون اليوم.
وأكد أن هذا الفشل فى إتباع توجيهات الكونجرس ربما يعود جزئيا إلى رفض من جانب هذه الإدارة وما سبقتها، للاعتراف بأن الأقليات مستهدفة على نحو محدد وليسوا 1مجرد ضحايا عنف عام فى العراق.
وشدد على ضرورة تمرير تشريع بتعيين مبعوث خاص بالأقليات الدينية فى الشرق الأوسط وآسيا، مؤكدا ان هذا من شأنه أن يبعث رسالة هامة إلى الجميع فى الداخل والخارج بأن الحرية الدينية أولوية وأن الولايات المتحدة ستكون صوت من لا صوت لهم.
ومن جانبه، وصف مارشال بريجر، أستاذ القانون فى كلية كولومبوس للقانون بالجامعة الكاثوليكية فى أمريكا، الحالة الراهنة للأقليات الدينية فى الشرق الأوسط بأنها "مأساة"، واشار إلى أن مواطنى المجموعات الدينية الأقلية يواجهون خطرا جسديا وطائفيا فى السنوات الخمس الماضية.
ورأى بريجر أن حل قضية الأقليات الدينية فى المنطقة يجب أن تنبع من داخل الإسلام، وأشار إلى مبادرات بعض القادة المسلمين لجمع العلماء المسلمين معاً فى سبيل وضع مبادئ لحماية الأقليات الدينية، مؤكدا على الحاجة الهامة لتشجيع مثل هذه المبادرات؛ ولفت الأستاذ الأمريكى فى كلمته أمام مركز وودرو ويلسون إلى الحاجة لحث الإدارة الأمريكية والخارجية لوضع تركيز خاص على هذه القضية ومعالجتها بطريقة تؤكد أهميتها وتأثيرها على العلاقة بين واشنطن وبلدان الشرق الأوسط.
وإنتقد روبرت ديسترو، أستاذ القانون ومدير ومؤسس برنامج التخصصات المتعددة فى القانون والدين بالجامعة الكاثوليكية، موقف وسائل الإعلام الأمريكية من قضية الأقليات الدينية فى الشرق الأوسط، مشيرا إلى حاجتها للانخراط وتقديم التقارير والتحليلات الكافية عن قضيتهم.
وأكد على ضرورة التعاون بين الجماعات الدينية المختلفة فى أمريكا والمنطقة، مشيرا إلى أنه ينبغى النظر للدين على أنه الحل وليس المشكلة.
خلال مؤتمر حول مستقبل الأقليات الدينية فى الشرق الأوسط: انتقادات لتجاهل وسائل الإعلام الأمريكية لقضية اضطهاد الأقباط.. وتحذيرات من عواقب نزوح مسيحيى المنطقة.. ونائب أمريكى: واشنطن أهملت محنة المسيحيين
الأحد، 23 يونيو 2013 07:32 م