د. مصطفى النجار

الشعب والجيش والإخوان.. من يفاجئ من؟

الأحد، 23 يونيو 2013 02:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبدو حركة جماعة الإخوان والرئاسة بطيئة، مع سوء تقدير لحجم الغضب المتصاعد، واتساع كتلة الرفض والسخط التى ستدفع أعدادا غير مسبوقة للنزول، تسود أوساط الجماعة الداخلية حالة من التسخين والشحن ضد المعارضين بشكل عام، حيث يتم شيطنتهم واستحضار جو المؤامرة واستدعاء أجواء المحن والابتلاء وتصوير ما سيحدث كحرب ضد المشروع الإسلامى وضد الإسلام نفسه، أخطر ما فى المشهد الداخلى للإخوان أن الأصوات العاقلة نسبيا باتت تردد هذا الكلام، مثلها مثل الأصوات المتشددة بلا فرق بينهما، لذا فالمتوقع أن يتم استنفار الصف الإخوانى بكامل قوته، بالإضافة إلى أنصاره من الإسلاميين لمواجهة الغضب الشعبى، خاصة مع انعدام ثقة الإخوان فى مؤسسات الدولة، وهذا ينذر بمشهد دموى فادح، خاصة مع فوضى حمل السلاح من الجانبين واحتماليات اندساس البعض لإشعال فتيل المواجهة العنيفة بين الطرفين.
الغضب الشعبى الذى رأى فى حملة تمرد وسيلة للتعبير عما بداخله لا يمكن توقع ماهيته، ولا حجمه، ولا حتى سقف أهدافه، غالبية من سيشاركون فى يوم 30 يونيو هدفهم تغيير النظام بالكامل، وهذا يضعف فرص نجاح أى خطوات تصالحية قد يقوم بها النظام خلال الأيام القادمة، حيث يرى الإخوان أن أى تراجع منهم هو استجابة لابتزاز يمارس ضدهم، وسيكون سببا فى ارتفاع سقف المطالب، بينما يرى الغاضبون أنه لم يعد هناك فرصة لأى إصلاحات، بعد فقدهم الثقة بالكامل فى الإخوان.
وبين هؤلاء وهؤلاء تقف المؤسسة العسكرية فى موقف لا تحسد عليه، فلا هى تريد العودة لمتاهات السياسة، ولا تستطيع فى نفس الوقت الانعزال عن التطورات الخطيرة التى تمر بها البلاد، أرسلت المؤسسة العسكرية رسائل لكل الأطراف السياسية أنها على الحياد، وأنها ليست مع أحد ضد أحد، وأنها تفضل المسار السياسى وتحترم آليات الصندوق، ورغم كل محاولات جرها واستدعائها، ظل موقفها مبدئيا لا يتأثر بهؤلاء ولا هؤلاء.
لكن السيناريو الذى يحاول البعض إغفاله، ماذا لو نزلت الملايين للشوارع، واستمرت بها عدة أيام، مطالبة بإسقاط النظام، وتكونت شرعية ثورية جديدة تسقط الشرعية الحالية؟ ماذا لو سالت الدماء وانتقلنا لبدايات حرب أهلية تلوح بوادرها هذه الأيام من خلال فوضى حمل السلاح وأحداث العنف المنتشرة الآن بالمحافظات؟
من المؤكد أن المؤسسة العسكرية لن يكون أمامها سوى خيار وحيد حينها، وهو النزول رغما عنها لتعيد المشهد إلى نقطة الصفر، عبر إعلان فترة انتقالية جديدة وهذا سيطرح تخوفات جديدة، هل سيرضى الإخوان وحلفاؤهم بذلك؟ وهل سيعتبرون هذا استجابة للإرادة الشعبية أم انقلابا على الشرعية؟ وهل سيكون رفضهم لهذا سلميا أم عنيفا لندخل فى سيناريو الجزائر؟ وهل سيرضى الثوار بهذه الخطوة أم سيعود هتاف يسقط حكم العسكر مرة أخرى؟
هناك حقائق لا بد أن يعيها الجميع، أولاً: أن المؤسسة العسكرية رغم الفترة الانتقالية الماضية وما حدث فيها من أخطاء تحظى بأكبر قبول شعبى ومصداقية لدى الجماهير، ثانيًا: عودة الجيش مرة أخرى لن تكون مثل المرة الأولى، لأنه سيأتى هذه المرة بإرادة شعبية، وهذا سيحدد طول الفترة الانتقالية الجديدة وطبيعة العلاقات المدنية العسكرية بعد ذلك، ثالثًا: إذا عاد الجيش للسياسة فإنه سيتخطى النخب السياسية الحالية، وعلى رأسها «عواجيز» المعارضة، لأنه يرى أن هؤلاء سبب أساسى فى الفشل ووصول الأوضاع لهذه الكارثية بفشلهم فى ممارسة العمل السياسى وبعجزهم عن إحداث حالة توازن عبر العمل فى الشارع مع الجماهير، رابعاً: لا أحد من المؤمنين بمدنية الدولة والديمقراطية الصحيحة يريد إقحام المؤسسة العسكرية فى السياسة، ولكن فشل السلطة وانسداد الحوار السياسى والخوف من تفكك الدولة والاقتتال الأهلى كل هذه أمور ستجبر الجميع على التعامل مع عودة الجيش بشكل مختلف هذه المرة.
نحن نرفض استدعاء الجيش للحياة السياسية كمبدأ أساسى، من منطلق قيمى يعرف أن إقحام الجيش فى السياسة انتقاص من رصيده، وإضعاف له، واستنزاف فى ظل ظروف دولية وإقليمية شديدة الخطورة، ونرفض محاولات إعادة إنتاج النظام القديم، وتجميل صورته ونرفض استبداد الإخوان، وفشلهم الذى أوصلنا لهذه الحال، ولكننا لن نرضى أن تتفكك مصر أو تندلع بها حرب أهلية، لنتحدث حينها فى مثاليات لا علاقة لها بالواقع.
كل الخيارات مفتوحة، ومصر هى التى تخسر وتتأخر بسبب العناد والاستكبار والفشل، فليصبّر الله المصريين على المستقبل المجهول.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجد

عارف ليه لازم ننزل يوم 30 يونية ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

مقال رائع من أحد صناع ثورة يناير

عدد الردود 0

بواسطة:

جوجا

اثبت

عدد الردود 0

بواسطة:

عزت المصري

هذا كلام الاخوان

واةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة.

عدد الردود 0

بواسطة:

مؤمن

أصبت يا دكتور

عدد الردود 0

بواسطة:

عابر سبيل

الشعب هو السيد وهو الامر والناهى

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد على

منتهى العقلانية والوضوح

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد الجندي

كلام محترم من شخص محترم

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد العمروسى

يسقط برادع الإخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

ملتزم مؤدب بهدوووووووووووووووووووء

الشعب والجيش والإخوان.. من يفاجئ من؟( الله سيؤلف بينهم ) يا أبالسة درب الودع

تقسيمة شياطين ابناء نجارين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة