تمر أمتنا بمرحلة أخرى، اليوم، وهى ليست مرحلة جديدة علينا فلقد عانينا منها كثيرًا منذ بداية ثورة 25 يناير 2011، واليوم نعانى منها أكثر من ذى قبل، وهى مرحلة قلب الحقائق، فإذا أردت أن تعرف الحقيقة بالجريدة فاقرأها معكوسة أى اقلب الجريدة لتقرأها صحيحة فمثلا إذا قيل لك إن الأسعار لن ترتفع فاعرف أنها سوف ترتفع، وإذا قيل لك إن إسرائيل وأمريكا ليس لهما دخل بما يحدث فى مصر من أحداث دامية فاعرف أن لهما دخلا وهما المسبب الأول لتلك الأحداث هما وأعوانهما ويريدان احتلالها من خلال تغيير رئيسها أو تغيير رئيس أى دولة يريدون احتلالها فيحكمون بذلك العالم كله وينهبون بعدها خيراتها.
وإذا قيل إن سد النهضة هام فى تقدم دول أفريقيا واتحادها وأن إسرائيل تخشى تقدم أفريقيا وإنها ليست وراء بنائه فاعرف أن الحقيقة عكس ذلك، فإذا أردت قراءة الحقيقة اعكسها وأنت ترى بوضوح أكثر، فنحن نمر الآن بمرحلة صعبة فلا تصدق كل ما يقدم لك من أخبار، فأنت تعرف جيدا مثلا أن قتل النفس حرام ولكن تجد من يدفعك دفعا لذلك، ويقال لك إن هذا جهاد لله فتخسر دينك وتخسر نفسك معه فلا تندفع يا أيها الشعب المصرى الحر الأبى ويا جيشنا العظيم، وراء ما يريده عدونا من دمار وخراب، فالوطن ليس وطنه والشعب ليس شعبه فلا تعطه ما يريد وتغضب ربك وتقتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق وعبر عن رأيك فى سلمية تامة دون أن ترتكب الحرمات، وتندم بعدها أنك شاركت فيها وسفكت الدماء، وأغضبت رب العالمين عليك.
ولا أرى فيما يحدث من أحداث الآن فى وطننا الغالى من الحق فى شىء، فبأى وجه حق يقتل أولادنا وعلى يد من؟ على يد إنسان مصرى مثلنا! فالمؤمن بالله والموحد له لا يقتل أبدا أخاه المسلم، يقول رسولنا الكريم: ففى صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا.. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ؛ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَا هُنَا».
وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ».
فكيف يعقل هذا أرجو أن تترووا فى أفعالكم ولا تندفعوا وراء أهوائكم وغرائزكم من شهوة للقتل والتدمير والخراب وتتبعوا خطوات الشيطان، فأنتم فى بلدكم فكيف تخربونها بأيديكم وتشمتون أعداءكم فيكم، ولماذا لا يدفع عدوكم المعروف لديكم جميعا، وهم إسرائيل وأمريكا وأعوانهما ثمن ما يحدث فى وطنكم من خراب ودمار وثمن من قتل من فلذات أكبادنا منذ بداية الثورة، ولكن سندفع ثمنها المزيد والمزيد من أولادنا فى المرحلة القادمة وأدعو الله ألا يحدث ذلك.
ولماذا لا يكون الهجوم على أمريكا وإسرائيل، وتوحدوا جبهتكم فى سبيل تحقيق ذلك بدلا من أن تقتلوا بعضكم وتزيدوا آلامنا آلاما جديدة، فأنا لا أجد فرقا بين من هو إخوانى أو سلفى أو غيرهما قال رسول الله (لا فرق بين عربى أو أعجمى إلا بالتقوى) فكلنا مسلمون وموحدون بالله ونؤمن به ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام فهل كان سيرضيه أن نقتل بعضنا الآن؟ ونذبح أولادنا بأيدينا هذا إخوانى وهذا غير إخوانى وهل يرضى ذلك رب العباد كلهم؟ وأن نحدد يوم 30/ 6 لأن نتقاتل فيه ونخرب فيه ونلقى الرعب فى قلوب الناس الآمنة ونروعهم بدلا من أن نطمئنهم ونهدأ من خوفهم ونتعاون جميعا على البر والتقوى وأن نجعل من مصر مثلا يحتذى به فى كل شىء وأن نعمرها كما كنا نحلم جميعا بذلك، وكان ذلك أملنا وحلمنا جميعا فى بداية الثورة.
هل أنتم أيها الشباب يا من أسمعتم العالم كله كلمتكم لا تقدرون على ذلك؟ أم تقدرون فقط على الدمار والخراب لتسعدوا عدوكم وتقدموا أنفسكم لهم على طبق من فضة دون أى فائدة تعود على وطنكم الحبيب، أرجو من الله أن ينجى مصر وأبناء مصر وشعب مصر مما يدبر لهم فى الخفاء من عدوهم الظاهر والواضح لهم، وهم أمريكا التى تريد أن تحكم العالم كله ولا يكفيها إنها أقوى الدول وإسرائيل التى تساعدها على ذلك هى وأعوانها.
وأدعو الله أن ينجى مصر وشعبها الحر الأبى من ذلك اليوم ويوم 21 الذى ذكره البعض ولن أقول الإخوان فكلنا إخوة فى الله إنما المؤمنون أخوة وأرجو أن يلتزموا بكلمتهم فى أن تكون سلمية كما قيل ولا يكون عكس ذلك، فعندما تذكر سلمية أعرف أننى يجب أن أقرأها بالمقلوب، وأن يراعى الإعلام الله فيما يذكره لنا وأن نقرأ الحقائق صح كما هى ولا نضطر لأن نقلب الجريدة لكى نعرف الحقيقة.
