قالت صحيفة "واشنطن بوست" البريطانية إن مجموعات من المصريين يستعدون الآن للذهاب إلى سوريا فى ظل الخطاب الطائفى القاسى من الدعاة السنة وتشجيعهم من قبل السياسات المتساهلة مؤخرا للحكومة الإسلامية فى مصر.
وأشارت الصحيفة إلى أن المساجد القديمة بالقاهرة ترددت فيها فى الأيام الأخيرة دعوات الجهاد بعدما تولى القادة المسلمون السنة المتشددون قيادة رد الفعل على التصعيد الأخير فى سوريا مع مشاركة قوات شيعية من إيران وحزب الله.
وقد تردد رد الفعل السنى خارج مصر، واخترق كل ركن من أركان المنطقة حيث زاد من الانقسامات بين المسلمين، حسبما تقول الصحيفة. وفى المسجد الحرام بمكة، انخرط الإمام فى البكاء الأسبوع الماضى وهو يدعو المسلمين إلى مساعدة المعارضة السورية بكل الطرق.
وتقول واشنطن بوست إن المسلحين الأجانب طالما لعبوا دورا مهما فى الانتفاضة السورية، إلا أن احتمال تدفق موجة جديدة من المقاتلين المتطرفين العازمين على شن حرب طائفية يهدد بتعقيد إستراتيجية إدارة أوباما التى تم الإعلان عنها مؤخرا بتسليح فصائل المعارضة المعتدلة فى سوريا.
وتحدثت الصحيفة عن شاب مصرى يدعى بلال فرج الذى قتل فى سوريا هو يحاب الشيعة الذين اعتبرهم "كفارا". ثم نقلت عن عادل شكرى، محامى عمره 32 عاما يفكر فى الانضمام إلى المعارضة السورية بعد أن استمع لخطبة تدين الأسد وحلفائه فى أحد مساجد القاهرة، قوله إن هذه الحرب ليست فقط ضد السوريين ولكنها ضد السنة فى جميع أنحاء العالم.
وتقول واشنطن بوست، إن الأغلبية الشاسعة من المصريين سنة، لكن ظلت مصر حتى وقت قريب تقف على الهامش من الحرب السورية. وكانت جزءا من الأرضية الوسط المتقلصة فى منطقة تشهد استقطابا كبيرا. وتجنب الرئيس محمد مرسى الخطاب الطائفى، وكان حتى مستعدا لدور الوساطة من خلال تكوين علاقات أقوى مع إيران، لكن هذا تغير مساء السبت الماضى بعد خطابه عن نصرة سوريا والذى أعلن فيه عن قطع العلاقات معها وأن مصر ستقدم الدعم للمعارضة.
وفى ظل افتقار حكومة مصر للأموال والانشقاق الداخلى الذى تواجهه، فهى ليست فى موقع يسمح لها بتقديم مساعدة كبيرة، لكن مصر كأكبر الدول العربية سكانا، والتى يوجد بها نسبة مرتفعة من البطالة، يوجد بها قاعدة قوية من المقاتلين المحتملين.