ماذا دهاك يا رجل؟ أو كل هذا بفعل الضغوط أم أن هذا هو جواهر أعمال العقل عند حكومتك؟ لماذا نحن مطالبون أن نحاسب على خطاياً ما لم نكن سبباً فيها وكأننا دائماً ندفع أثمان جرائم لم نتورط أصلا ولم نكن طرفاً فيها (ساحة حرب لنزاع على السلطة).
لنا بالأفعال والعبرة بما سوف يحدث ولسنا بصدد التبرير لقراراتك الذى أصبحت محل سخرية ليس من معارضيك فحسب، بل ومن التيار الإسلامى، الذى يدعى حسبك أنه أحد أهم روافده.
عن قرار إغلاق معابر ومداخل ومخارج سيناء قبل 30 يونيو أتحدث.
قد لا أبالغ إن قلت إنه مر أمام عينيى شريط الذكريات المقيتة إبان داخلية العادلى حين سمعت هذا الطرح الذى كان وقعه علينا كالصاعقة.
والله ما اشبه اليوم بالبارحة
فكيف لمثل هكذا حكومة تفكر أن تستمر!!
ألا يوجد بجوال أفكارها وحزمة الحلول والإجراءات الاستباقية إلا هذا؟
أسئلة استغرب أنه لا يطرحها قادة الحلول العجيبة على أنفسهم قبل اعتمادها، وكأن أهل سيناء كان ينقصهم الحصار هذا تجويعاً بفعل الغباء السياسى، فزاعات تلو فزاعات وحكومة ترتعد من المعارضة (التى يشوبها الكثير من السوء حول أدائها وعدم طرحها للحلول واقتصارها على المناكفة والنكاية السياسية) ومكمن الخوف والارتعاد هنا أنها حكومة ضعيفة غير ناجحة وغير ناجزة وهذا ليس محلا للخلاف أو لاختلاف خاصة فى سيناء.
لا صوت يعلو فوق صوت الوعود، ففجأة تتصدر سيناء وملفات التنمية المزعومة المشهد إما لحادثة لا شأن لى إن كانت بفعل القصد أو تشتيت الانتباه أو صراع لأجهزة الدولة سيادية منها لم ولن تذعن للشرعية التى قاربنا بالكفر بها ثم ما يلبث أن يرجع الملف إلى أسفل ملفات أخوانه وكأنه أرذلهم أو أصعبهم على الحل.
لا تصدق عزيزى القارئ بصعوبة حل ملفات سيناء، فالحقيقة أنه لم يحاول أحد من الأساس سابقاً أو حالياً حلها، الالتفاف حولها ثم التورط فى الكذب هو ما يحدث دائماً.
لا وجود لكلمتى الطبيعة الخاصة والأمن القومى أى علاقة لصعوبة المشكلة فالمشكلة بالأساس تنموية وليست أمنية أتحدث وأنا عن قرب وليد المحافظة أما خبراء المكاتب المكيفة وعبر الأثير وأكاديمى الشنطة الذين يتحدثون عن سيناء الإرهابية أو التهريبية فلا أكون مبالغاً إن قلت أنهم لم تطئ قدم أحدهم سيناء منذ سنوات وكثيراً منهم لم يزرها أصلاً.
نسمع منذ أيام عن إجراءات أمنية مشددة على مداخل ومعابر وتفتيش وجهة أمنية بعينها تمنع زيارة (وفد الأمن القومى بالشورى) إلى سيناء للمرة الثالثة خوفاً على حياتهم،،،
شر البلية ما يضحك
تنهال علينا الأخبار ونحن بداخل المشهد عن ضبط مطلوبون أمنيون ومخالفات مرورية وحملات للبحث عن الخارجين للقانون وهاربين من أحكام ومداهمات ثم أخرج من شرفة منزلى، وأنظر بعينى لا بعين الأخبار المتوارده فلا أرى إلا غيابا للأمن وتندات للمخدرات وكأنها مشروعات متناهية للصغير ومجاهرة بالإجرام وخطف وقتل وسرقة سيارات وبشر وكأنه يتحدثون عن سيناء غير الذى أسكن بها.
يتزامن هذا مع حادثة مقتل ضابط الأمن الوطنى، الذى قتل على يد مجهولين ثم ما لبثوا أن لاذوا بالفرار ويبدأ مشهد النواح المصطنع ويجن جنون الأعلام وتسييس القضية ويبدأ التوك شو فى شيطنة سيناء.
فى كل أقطار المحروسة تحدث حوادث مثل هذه إلا فى سيناء فالخطيئة تصبح كبيرة، ثم تعالى هنا أين البكاءون على شهداء بلدتنا الحزينة أم أن شهداء سيناء ومعذبيها قبل وبعد الثورة لا بواكى لهم؟؟
لا يمكن أن تحاصر مدينة كالعريش ومحافظة كسيناء كمجرد أنك تخاف أن تصفك المعارضة بأنك قد تستعين بحلفائك فى قطاع غزة يوم 30 يونيو.
هذا تكريس لعزل سيناء عن مصر، كما أنه يشل شرايين الحياة فنحن محافظة مستهلكة فلا اعتماد ذاتياً على أنفسنا والمعابر هى رافد رئيسى لدخول البضائع والأغذية وغيرها.
وكيف لك أن تقطع الإمدادات التموينية وكيف للمرضى والمسافرين خارج المحافظة؟
والحل دائماً يكون ببساطه ولكن الإقدام على الحل من حكومة فاشلة ووزير داخلية لا يعى دوره المخول به ويعتقد بأن الحصار والتجويع قد يركع أحرارا كمواطنى سيناء، وقد يساعد هذا على بسط نفوذه دون أن يستعدى أهل المحافظة فهو واهم، مرة أخرى الحل هو أننا فى حَل من كامب ديفيد المعوقة لفرض السيادة المنقوصة.
أدعو لسيناء (اللهم إنا نستغيث فأغثنا من حكومة قنديل ونجنا منها ومن نخبتنا ومن خيبة آمالنا فى ثورتنا التائهة بين خضم صراع المعارضة غير الرشيدة وتمكين الإخوان) فأمنوا من خلفى.