يناقش العرض المسرحى أيضاًً، الذى استضافته نقابة الصحفيين على مسرحها، أمس الخميس، قضايا شائكة داخل المجتمع المصرى، ألقى من خلالها نظرة على طبقات مختلفة من المجتمع، منها المواطن البسيط الذى يعانى من غلاء الأسعار، وشباب الطبقة الراقية الذين لا يعبئون بشىء، بالإضافة إلى الباعة الجائلين، وأطفال الشوارع، الذين يعدون قنبلة موقوتة داخل المجتمع المصرى، بالإضافة إلى تخصيص فقرة للحديث عن مصابى الثورة، وأداء الداخلية قبل وبعد الثورة.
أثار العرض، الذى قوبل بإعجاب شديد من الحضور، وهو ما بدا جلياً فى تصفيقهم الحار مع نهاية كل فقرة، نقداً حاداً لأداء الحكومة برئاسة الدكتور هشام قنديل، وأداء الدكتور محمد مرسى فى إدارة البلاد، وما وصلت إليه الحال فى مصر من سوء فى جميع الخدمات.
جاءت إحدى فقرات العرض، ليجسد فيها الطفل "محمد جمال" شخصية "أطفال الشوارع"، الذين لا يجدون مأوى أو أهل يرعوهم، ومن ثم يكون الشارع هو بيتهم الذى لا يعرفون غيره، ويبدع الطفل "محمد جمال" فى أداء دوره، ليجسد صورة الطفل الذى يغرق فى طريق الإدمان دون أن يجد من يرشده، حتى يبيع ملابسه من أجل الحصول على المواد المخدرة التى اعتاد عليها جسده، فيما ينهى فقرته قائلاً: " ذنبى إيه أنا مليش ذنب فى اللى أنا فيه دلوقتى، أنا اتولدت ملقتش أب أو أم، قالولى الدولة هتعلمك وتعالجك ومش لاقى وطن، خدونى فى وطنكو وعالجونى.. أنا عاوز وطن.. هاتولى وطن".
وتلا تلك الفقرة، الطفل "عبد الرحمن ياسر"، الذى قام بدور بائع جائل، ينظر إليه الناس من حوله نظرة متدنية، فيما يشكو همومه وما يعانيه المواطن المصرى فى عدم إيجاد وظائف ملائمة، بما فى ذلك خريجو الجامعات وحاملو المؤهلات العليا، قائلاً: "أخويا خريج هندسة.. هندسة يا ناس.. ومش لاقى شغل، وخريج آداب وشغال فى كشك"، واختتم الطفل فقرته قائلاً: "يا دكتور مرسى، آخر يوم 30 يونيو".
يأتى هذا فيما جسدت شخصية لمواطن بسيط بالكاد يوفر قوت يومه وأولاده، لديه 7 أطفال، يشكو غلاء الأسعار، شاكياً همه فى رسالة للرئيس، موجهاً له عدة تساؤلات: "أعمل إيه علشان أوفر الأكل لأولادى، أسرق ولا أشحت ولا أشغل أولادى وبناتى فى عمل حرام".
ويتخلل العرض، سرداً لأداء الداخلية، مروراً بأمناء الشرطة الذين يعتدون على المواطنين بالضرب والإهانات داخل أقسام الشرطة دون ذنب أو جرم يرتكبونه، وصولاً إلى ضباط الشرطة الذين يستهدفون المتظاهرين فى المظاهرات، وأبرز تلك الحالات التى سلطو الضوء عليها الضابط المعروف بـ"قناص العيون".
تناول العرض فقرة عن تحقيق العدالة بعد الثورة، والذى أكدوا غيابها تماماً الأمر الذى تجلى فى تحقيقات مقتل العديد من الشباب فى مختلف الأحداث العنيفة، ودارت الفقرة حول مقتل الحسينى أبو ضيف، ومحمد الجندى، والعديد من شباب الثورة الناجحين فى حياتهم العملية، الذين لا يطلق عليهم لقب "بلطجى"، وقال المشاركون فى العرض "الحسينى مات سألنا مين اللى قتله، قالوا جارى التحقيق" و "جيكا مات والجندى مات وكريستى مات، وسألنا مين اللى قتلهم، قالوا جارى التحقيقات".
اختتم المخرج العرض، بإلقاء قرارات جمهورية، صادرة عن الشعب المصرى بعد يوم 30 يونيو، قرار رقم 1 يعلن الشعب المصرى تنحى الرئيس محمد مرسى عن رئاسة الجمهورية، قرار رقم 2 الشعب المصرى بأكمله يشارك فى كتابة دستور جديد للبلاد، قرار رقم 3 المجلس الأعلى للقضاء يرشح نائباً عاماً يرضى عنه القضاة، قرار رقم 4 تشكيل مجلس رئاسى مدنى بحماية من الجيش والقضاء والشرطة، لحين انتخاب رئيس جمهورية مدنى، قرار رقم 5 مصر تقدم قروضا لا ترد لكل من دولة الكويت والمملكة العربية السعودية، وقطر، قرار رقم 6 الولايات المتحدة الأمريكية تلتمس من الحكومة المصرية، زيادة المعونة العسكرية للجيش الأمريكى، مختتماً تلك هى أمنيتنا التى سننزل يوم 30 يونيو لتحقيقها.
يأتى هذا فيما وجه الطفل "عبد الرحمن ياسر"، أحد أبطال العرض، وصاحب جملة "يا دكتور مرسى 30 يونيو آخر يوم"، رسالة للدكتور محمد مرسى، فى حديثه لـ"اليوم السابع"، عقب انتهاء العرض، "مش بنقولك ارحل لأنك وحش، ولكن بنقولك ارحل علشان الوطن، إحنا عاوزين رئيس مدنى منتخب يعبر عننا".








