أصدر اتحاد كتاب مصر، بيانا رسميا أعلن فيه سحب الثقة من الدكتور محمد مرسى والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتشكيل حكومة وفاق وطنى مؤقتة، تضم ممثلين لمختلف الاتجاهات الوطنية والسياسية والفكرية، محاسبة المسئولين عن كل الدماء والشهداء الذين سقطوا من أجل ثورة يناير المجيدة من شهداء التحرير والاتحادية إلى شهداء بورسعيد.
جاء هذا البيان انطلاقا من الانتماء الكامل لاتحاد كتاب مصر، بوصفه نقابة الأدباء، لمبادئ ثورة 25 يناير المجيدة، التى دعمها منذ بداية اندلاعها، وكان أول نقابة فى مصر تصدر بيان تأييد لها يوم 26 يناير، وانطلاقا من التحام الأدباء العضوى بثوابت الجماعة الوطنية, يؤكد الاتحاد أن الاعتراض على سياسات النظام الحاكم, هو اعتراض ثقافى فى الأساس، ذلك لأن الصراع الدائر فى مصر الآن هو صراع بين ثقافة جماعة مؤطرة بإرث تاريخى يصلح لها وحدها، وثقافة شعب متعدد العقائد والمشارب والثقافات والاتجاهات.
لقد أثبت التاريخ أن وقوف المثقف العربى فى الواجهة وقيامه بالمبادرة له تأثيره الاجتماعى الهائل والقادر على التغيير باعتباره ضمير الأمة وصائغ وجدانها، مما يجعل تأثيره يتعدى الفعل السياسى، وهو تأثير لا يمكن تحققه إلا من خلال فهم للثقافة لا يرتبط بالحدود الضيقة للكتابة الأدبية فحسب، بل يرتبط بالمثقف بالمعنى الاجتماعى للثقافة.
وإيمانًا من اتحاد كتاب مصر بقدرة المثقفين والكتاب والمبدعين وهم نخبة هذا الشعب المعلم وبصيرته النافذة على التفاعل الإيجابى والنقدى مع واقعهم وبمقدرتهم على طرح البدائل فى هذه المرحلة الحاسمة والدقيقة من تاريخ مصر.
واستجابة لمطالب عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية بأن يقوم اتحاد كتاب مصر باتخاذ موقف عملى وواضح من الأوضاع الثقافية والسياسية والاجتماعية المتردية التى تمر بها مصر الآن، فى ظل احتراب نشهد آثاره المدمرة على المستويين الشعبى والسياسى بخاصة، وهو احتراب بات يهدد أمن مصر القومى على المستويين الداخلى والخارجى وتحت وطأة ممارسات سياسية أثبتت عجز مؤسسة الرئاسة الفادح على مستويى الرؤية والممارسة عن تقديم أية بدائل استراتيجية فى المدى القريب أو البعيد، هذا العجز الذى وصل إلى حد التفريط فى مصالح مصر القومية, على نحو ينال من مكانة مصر ودورها الريادى.
عقد مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر العزم بإجماع أعضائه على دعوة الجمعية العمومية للاتحاد إلى اجتماع غير عادى فى مقر الاتحاد، على تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة الموافق 21-6-2013, استناداً إلى المادة (21) من قانون الاتحاد, ووفق مادة (22) فقرة (ي) منه, وذلك فى موضوع واحد هو اتخاذ الموقف الواجب للأدباء والكتاب والمفكرين إزاء الأوضاع الراهنة التى سبق أن أصدر الاتحاد أكثر من بيان بشأنها، ووافقت الجمعية فى اجتماعها غير العادى على:
1- سحب الثقة من الدكتور محمد مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
2- تشكيل حكومة وفاق وطنى مؤقتة تضم ممثلين لمختلف الاتجاهات الوطنية والسياسية والفكرية.
3- محاسبة المسئولين عن كل الدماء والشهداء الذين سقطوا من أجل ثورة يناير المجيدة من شهداء التحرير والاتحادية إلى شهداء بورسعيد.
4- المطالبة بوضع دستور يليق بتاريخ مصر الدستورى ويعبر عن التوافق الوطنى المأمول.
وفى النهاية يؤكد مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، أن الثورة مستمرة، وأن مصر لا تملك ترف التخلى عن ثورتها بعد كل هذه التضحيات، وان الأديب لا يملك ترف التخلى عن دوره فى صنع المستقبل الذى تستحقه البلاد.