عندما تذهب إلى الاعتصام الذى ينظمه مثقفو مصر أمام مقر وزارة الثقافة بالزمالك، تشعر بحجم هذا الشعب وثقافته ذات الجذور الضاربة.
تجد مجموعة كبيرة من النجوم والوجوه المعروفة فى المجال الفنى كالممثلين والمطربين ذوى الأسماء المشهورة.. وتجد مجموعة أكبر من الشباب المغمورين والذين لديهم الموهبة، ولكن يحتاجون من وزير دولتهم العون والمساعدة.
كانت المرة الأولى فى حياتى التى أذهب فيها لوزارة الثقافة - قبل الثورة أو بعدها - ولم أكن أعلم حتى مكانها ولا أهتم بها كثيرا فى فترة ما قبل الثورة، حيث كنت قد تعاملت مع قصور الثقافة فى سوهاج وفى قنا وفى القاهرة وفى محافظات أخرى، ولى سوابق سيئة جدا وذكريات مريرة مع هيئة قصور الثقافة تجعلنى لا أهتم بوزارة الثقافة ولا أعول عليها طموحاتى الأدبية.
قبل الثورة كنا نحلم بالتغيير ولو لشهر واحد.. شهر واحد فقط - فى أحلامنا - كان يكفى لإفراز ما لا يقل عن سبعة أو ثمانية شعراء حقيقيين ممن صرف الله لهم موهبة الشعر.. وكنا نتمتع بالإصرار الكافى لبقائنا رغم التهميش والتعتيم وتعمد الإهمال.. وعندما قامت الثورة وقادها مثقفو مصر وحرّضوا عليها بوجوه مكشوفة وصدور عارية، توقعنا أن يتغير حال قصور الثقافة.. وتصبح منبرا للشباب ومحجّا للقاصدين.. وتستعيد مصر بهاءها ومنارتها الثقافية والحضارية والعلمية المعهودة.
كنا نحلم بالشعراء والقاصين والروائيين والنحّاتين والرسامين والموسيقيين والباحثين الجدد الذين لن يضطروا للاعتماد على مجهوداتهم الذاتية للظهور إلى الناس.. كنا نحلم بدعم الحكومة لنا ولإبداعاتنا التى ظلت فى أدراج المكاتب تحت أكوام البيروقراطية والرقابة والمحظورات والمحسوبية طيلة أعوام ثقيلة ولم ترَ النور.
كنا نحلم بانتشار أكثر سهولة ومنابر أكثر عددا وأسلوب جديد فى تقديم الإبداعات للجمهور المتعطش للفنون الراقية.
لقد عانيتُ أنا شخصيا من كل مساوئ قصور الثقافة فى صباى فى الصعيد وفى فترة الجامعة عندما انتقلت إلى القاهرة.. حتى قررتُ الابتعاد عن وزارة الثقافة واتحاد الكتاب وقصور الثقافة وسلكت طريقا بعيدا عن الآمال الوردية وانتظار العون من الدولة.. ولكنى اعتبرتُ النشء الذى سيخرج بعد ثورة يناير هو الأكثر حظا والأوفر إبداعا والأقل مجهودا فى الوصول إلى الناس.. توقعت أن يجد هذا الجيل الذى فقد زملاءه فى ثورة يناير طريقا أكثر تمهيدا ويسرا للوصول إلى ما يحلم به من خلال قصور الثقافة.. ولكن يبدو أن «القصور» والتقصير مازالا يسيطران على الوزارة.
لقد كنا نحلم بشهر واحد يتغير فيه «فاروق حسنى» لنجد أصواتا جديدة تصدح فى سماء الثقافة والشعر والأدب فى مصر وكنتُ أحلم - فى أيام الثورة - أن أزور مقر الوزارة بصفتى شاعر صغير بين شعراء مصر الكبار ونعيش جوا من الوحدة والتآلف وبث الروح البناءة فى جمهور الشعب المصرى.. ولكنى للأسف وجدت نفسى - فى زيارتى الأولى - أذهب معترضا على سياسات وزير الثقافة ومتضامنا مع مثقفى مصر الذين لم يلمسوا تغييرا عن ما كان أيام «فاروق حسنى» إلا الأسوأ.
الله يجازى اللى كان السبب.
عدد الردود 0
بواسطة:
إسلام حسني..شاعر فصحى
تمام وبحبك
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالقادر
سبحان الله
عدد الردود 0
بواسطة:
Ange Al Kashf
المشكله مش فى الرئيس