فى حلقات استثنائية للكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، فى ضوء تعقد الأمور وتراكم الغيوم الملبدة فى سماء الوطن والدخول فى غياهب الجب وسيادة حالة اللا يقين والالتباس يكون دائماً الحوار مع الكاتب الصحفى فى حواره الممتد منذ بداية العام فى الفترات الحرجة "مصر أين وإلى أين ؟" والذى دائماً ما يقدم فيه رؤية، وتخرجنا بتبيان الخيط الأبيض من الأسود من الليل البهيم الذى يعيشه الوطن.
وقال الكاتب الصحفى، محمد حسنين هيكل، إن قرار قطع العلاقات مع سوريا ليس من سلطة الرئيس محمد مرسى، خصوصاً أن هذا الأمر متعلق بالأمن القومى، مشيراً إلى أنها محاولة لإرضاء أطراف خليجية نفطية، ولإرضاء السلفيين فى مصر.
وأضاف هيكل، خلال لقائه بالإعلامية "لميس الحديدى" بقناة "سى بى سى"، أن قرار مرسى بقطع العلاقات، أخرج مصر نهائياً من قارة آسيا، مشيراً إلى أنه لم ينظر للموقف جيداً، حيث إن الأزمة السورية خرجت عن نطاق الدول الصغيرة، والقوتان الكبيرتان روسيا وأمريكا هم المقررتان فى سوريا.
وأشار إلى أن شهر يونيو يعتبر من الشهور الكارثية على تاريخ مصر، حيث إن جميع الكوارث الداخلية والخارجية حدثت فى ذلك الشهر.
وعلق الكاتب الكبير، على خطاب الرئيس محمد مرسى فى مؤتمر "نصرة سوريا" قائلا: "إنه على الرئيس مرسى أن يقرأ ما قاله أوباما من عدم توريط أمريكا فى حرب سنية شيعية فى سوريا".
وأوضح أن إيران دولة محورية بالمنطقة وينبغى أن نعمل حسابها سواء كانت دولة صديقة أم لا، مؤكدا أن الثلاثة أسابيع المأساوية فى يونيو أساءت كثيرا للدكتور محمد مرسى.
وأشار هيكل، أن الرئيس اتخذ تصرفات لا نعرف مدى قدرته فى أن يتراجع فيها أو يشرح أسباب ذلك، فعن قيام الرئيس بمخالفة قواعد الأمن القومى، فلا يمكن أن نقول من الممكن السكوت عليه ولكن تترتب عليه أن نكون معزولين من آسيا، متسائلا :"هل من حق الرئيس أن يتخذ قرارات معادية للأمن القومى؟ ومن يحاسبه؟".
وأضاف أن الرئيس مرسى تناقض فى قراراته حيث طلب حظرا جويا على سوريا ثم طلب عدم التدخل فى شئونها، لافتاً إلى أن الرئيس تجاوز خطوط غير منظورة لا يحق لأحد تجاوزها.
وقال حسنين هيكل، إن عناد جماعة الإخوان المسلمين المتواجدة فى سدة الحكم الآن، ناتج عن اعتقادهم بأنهم لو خسروا هذه المرة، فإنهم سيخسرون إلى الأبد وسيقضى عليهم للأبد.
وأضاف هيكل، أنه سيحترم الرئيس محمد مرسى ألف مرة وسيحترمه شعبه جداً إذا صارحهم بما قام به من أخطاء ووعد بالتراجع عن القرارات الخاطئة إنقاذاً للموقف، مشيراً إلى أن ما حدث خلال الفترة الأخيرةً لا يمكن التساهل معه ويجب تصحيحه، لأنه يهدد التواجد المصرى فى المنطقة كلها.
وأشار إلى أن كبرياء الرئيس مرسى يشبه كبرياء مبارك، موضحاً أن أى رئيس يتعالى على شعبه مصيره الهلاك.
وأكد الكاتب الكبير، إنه على الرئيس مرسى أن يقرأ ملفات أزمة مياه نهر النيل جيداً خصوصاً بما يتعلق بالأزمة مع أثيوبيا، قائلاً له "لقد شغلتك السلطة أكثر من المسئولية".
وأضاف أن أزمة مياه نهر النيل، مبارك تعامل معها بالإهمال، ومرسى تعامل معها بالارتجال، مشيرا إلى أنه يجب أن تخفف حدة التوتر بين مصر وإثيوبيا، لأن القضية حلها ليس سهلاً وأعمق مما نتخيل.
وأشار هيكل إلى أن على الرئيس مرسى أن يهتم بقضيتين أساسيتين خلال المرحلة الحالية، أزمة مياه نهر النيل، وتحقيق الوحدة الوطنية الآن.
وأضاف، أن الرئيس محمد مرسى غلب مصالح ضيقة على مستقبل الوطن، وذلك تعليقاً على حركة المحافظين.
وانتقد هيكل، اختيار محافظ للأقصر من الجماعات الإسلامية فالعالم يتعجب، وتصريحات ميركل خير شاهد، لافتاً إلى أننا جعلنا أنفسنا نموذجا يدعو للرثاء وإذا لم يتدارك كل ذلك بسرعة فتداعياته ستؤدى إلى مشكل كبيرة.
كما طالب الإخوان المسلمين بألا يقوموا بمعركة العناد فى اتخاذ قرارات خاطئة ويجب أن يجدوا الطريقة للتراجع، مشيرا إلى أنه لا يمكن التضحية بالأمن القومى المصرى فى سبيل بث الرعب فى نفوس الآخرين ممن ينزلون فى تظاهرات 30 يونيو.
ورأى هيكل أن كل الأطراف الموجودة فى الساحة حائرة من موقف حركة تمرد، موضحا أن المشهد الذى يسعده هو الطاقة المتجددة للشباب وأدهشنى بأفكاره المتجددة التى تلاءم كل مرحلة، وكنت قد ظننت أن روح 25 يناير قد خمدت.
وأعرب هيكل عن قلقه حول تظاهرات 30 يونيو فى خطأ الحسابات، وكذلك من عناصر الانفلات، موضحاً أنه لا يستطيع أن يلوم انفلات الشارع فى ظل انفلات السلطة.
كما أكد الكاتب الصحفى الكبير، أنه كان على الرئيس محمد مرسى قراءة ملف أزمة سد إثيوبيا، وذلك بعد تفاقمها، وكان عليه أن يشعر بأن هناك خطأ كبيرا، وخاصة بعد أن منحتنا إثيوبيا فرصة لمدة 6 أشهر دون أن نفعل شيئاً.
وأضاف هيكل، إن الحوار الوطنى حول أزمة سد النهضة على الهواء عرى مصر أمام العالم، ولأنه إن كان مقصودا إذاعة الحوار على الهواء فهى مصيبة، وإن لم تكن مقصودة فمصيبة أكبر.
وأوضح أنه كان على الرئيس أن يدعو الدول العربية لقمة أفريقية موسعة، ويبدأ بتخفيف الاحتقان، بدلا من الحوار بين وزراء الخارجية.
وأضاف هيكل: "أقول لمرسى إن العلاقات التاريخية المصرية الأفريقية فيها مشاكل ولا بد من جهود مضنية لحلها وبناء جسور مع أفريقيا".
واستبعد هيكل أى عمل عسكرى فى إثيوبيا، واصفاً إياه بغير الممكن والمستحيل وغير أخلاقى، مشيرا إلى أن جميع الخبراء العسكريين يعرفون جيداً أن مصر ليس لديها مدى طيران هناك، إضافة إلى أن مصر وحيدة ضد 10 دول من مياه حوض النيل توافق عليه.
وأضاف هيكل، "إن سبب الأزمة مع إثيوبيا هى حالة الارتجال السياسى الذى مارسها النظام فى مصر الآن"، مشيراً إلى أن حل الأزمة سياسى لا محالة، حتى لا يتم بناء هذا السد بدون موافقة مصرية، وحتى لا تكون ظاهرة الانفراد ببناء السدود فى أفريقيا.
وأشار إلى أنه على الرئيس مرسى أن يفصل بين القضايا التى أمامه، وذلك عن طريق تجنب القضايا الضاغطة عليه حتى يستطيع تقديم حلول حقيقية وليس حلول ارتجالية.
وقال الكاتب الكبير، إن إنهاء التواجد والتأثير الإسرائيلى فى دول منابع النيل، من خلال التواصل وتعمق العلاقات مع تلك الدول والوصول معها إلى اتفاق حول المشكلات المشتركة.
وأشار "هيكل"، أن التواجد الإسرائيلى فى دول المنبع ليس حجيج، بل هو من قبل إنشاء دولة إسرائيل منذ إنشاء حركة الصهيونية العالمية.
وطالب "هيكل"، عدم التهويل من قوة إسرائيل، مشيراً إلى أن إسرائيل ليست بتلك القوة المؤثرة على مصير الشعوب الأفريقية.
قال الكاتب الصحفى الكبير، محمد حسنين هيكل، إنه لا بد من إزالة الاحتقان مع إثيوبيا حول أزمة سد النهضة، وأن نتوقف عن التهديد، منتقدا تصريحات الرئيس بأن كل الخيارات مفتوحة لحل الأزمة، مشيراً إلى أن الخيار الوحيد المفتوح هو "التعاون بين الناس وفهم أن النيل مصلحة مشتركة وأنه لا بد من استعادة مكانة مصر والوصول لاتفاقات.
وأشار، إلى أن مصر الراهنة بهذه الطريقة المتخبطة لا تستطيع أن تقدم حلولا لأحد أو لنفسها، قائلاً للرئيس مرسى أن العلاقات بين الرؤساء والزيارات لا تصنع شيئاً وما يصنع شيئاً هو "ماذا تمثل؟"، ويمكن أن تؤثر مصر بإدخال دولة عربية أخرى فى الأزمة مثل المغرب أو الجزائر، وعلى مصر أن تسعى لمؤتمر قمة لحل الأزمة.
وأوضح هيكل أننا فى المؤتمرات الأخيرة نطالع أفريقيا بالوجه الذى لا تريده وهو الاستعلاء والإرهاب، لافتاً إلى أنه لابد وأن نسلم بأننا قمنا بعمليات انفلات كبيرة، وتأخرنا فى أشياء كثيرة، بعد عبد الناصر.
كما أكد أن الرئيس السابق مبارك أفسد العلاقات مع السودان بتقديم السلاح للبشير لضرب الجنوب، وبعد ذلك قمنا بمساعدة الجنوب ضد الشمال، فالسياسة شخصية وتخضع لمزاج الحاكم وتلك كارثة حكم الفرد.. لافتا إلى أن السودان ليس لديه مشكلة مياه مثل مصر، لأنها منطقة أمطار.
وقال الكاتب الكبير، إن سبب الأزمة مع إثيوبيا هى عدم التواجد هناك لوضع حلول فعالة وحقيقية للأزمة، إضافة إلى أن الجانب الإثيوبى يشعر بتعالٍ من تعامل الجانب المصرى مع الأزمة.
وأضاف هيكل، أنه على الجانب المصرى أن يقدم حلولا حقيقية للأزمة قبل أن تقدم المطالب، مع مرعاه الجانب الآخر، مشيراً إلى أنه على مصر الاتفاق على سنوات ملئ خزان السد، وإمكانية شراء الكهرباء الناتجة عن السد لأن إثيوبيا لن تستفيد من الطاقة الهائلة الناتجة عن السد لعدم وجود مشروعات تحتاج لتلك الطاقة.
وأشار إلى أنه لا يستطيع أحد أن يحرم دولة فقيرة من تحقيق حلم لديها، موضحاً أن جميع الدول فى أفريقيا لديها حلم بناء السد العالى على غرار مصر.
كما أوضح أن "هيلاسيلاسى" إمبراطور إثيوبيا السابق قد أرسل خطابا للرئيس السابق جمال عبد الناصر "اعتذر فيه على الاعتراف بإسرائيل"، وأشار فى الخطاب إلى أن لديهم صلة مع فلسطين القديمة والممالك اليهودية القديمة، وهم من نسلهم، معتبرا نفسه حفيد سيدنا سليمان.
وأضاف هيكل، أن عبد الناصر قال إنه لا مانع من اعترافهم بإسرائيل، حيث يريد أن يدخل الإمبراطور منظمة الوحدة الأفريقية وذلك لدعم أفريقيا.
وتابع هيكل: "إن سد النهضة فى إثيوبيا هو الابن الطبيعى للمجاعة التى حدثت فى أفريقيا وأدت لسقوط الإمبراطور، حيث إن مليون شخص ماتوا جوعاً بسبب المجاعة فى إثيوبيا، مشيراً إلى أنه لابد أن نعظم حقوقنا مع احترام مصالح الآخرين على نهر النيل.
وقال الكاتب الكبير، إن ما كان يجب أن يفعله الإخوان المسلمين نحو 30 يونيو هو مراجعة أوراق صلاحياتهم وليس الحشد، مشيراً إلى أن الأسابيع الماضية من يونيو أثبتت أن النظام الحالى غير قادر على صنع القرار إن لم يكن غير صالح.
وأضاف هيكل، أنه كان يتصور فى وقت من الأوقات أن مركز صنع القرار فى الاتحادية، ولكنه كان يتصور أن المقطم يقوم بدور الوحى والرئاسية تسمع الوحى وتتصرف بقدر من الحرية، ولكن الأمور اختلطت فى ظل الفوضى الشديدة.
وأشار هيكل إلى أنه لا يعرف موقف الجيش من موضوع سوريا، وأى شخص لديه فكرة عن إستراتيجيات الأمن المصرية فلابد أن يكون طغى صوابه مما قال مرسى فى خطابه الأخير، وهناك عدم مسئولية من التصرفات، فالجيش آخر حائط لأمان هذا الوطن قائلا: "سيبوه يكمل شغله"، مطالبا بمحاولة حل المشاكل بعيداً عنه، وإلا فسندفع البلد إلى مجهول، وهناك مقامرات على البلد لا تجوز.
وقال هيكل: "استغربت من هجوم الرئيس مرسى على حزب الله"، مضيفاً، كلنا نعرف أن الهدف من سوريا هو الحصول على إيران وليس تدميرها.
وشدد هيكل بأنه يجب على الرئيس أن يواجه الموقف بطرح رؤية تصالحية وليس بالحشد، وأن يظهر بأن النظام يمكن أن يفكر بعقل، مشيراً إلى أن مرسى فى مأزق كبير.
وحذر من إقحام الكنيسة المصرية فى الأزمة مع أثيوبيا، معتبراً ذلك بالظلم الشديد لها، لأن ذلك يجعلها فى حرج شديد مع الكنيسة الأثيوبية.
وأضاف هيكل أن الكنيسة الأثيوبية لم تعد بالقوة المؤثرة كى تتدخل وتحل الأزمة، مشيراً إلى أن دور الكنيسة المصرية يكون عن طريق توطيد العلاقات وليس التفاوض.
وأشار إلى أن مصر للأسف لا تملك القوة الناعمة، موضحاً أن فرض القوة الناعمة عن طريق تقديم النموذج والمثال الذى يجعل الدول الأخرى تحتذى بك وتنظر إليك نظرة الملهم.
وأوضح هيكل أن الانفتاح على دول الخليج ليس وقته إطلاقاً، مضيفاً أن أفريقيا هى الوجهة الصحيحة للانفتاح لأنها قارة المستقبل.
هيكل: الجيش آخر حائط أمان.. والنظام يضحى بالأمن القومى لبث الرعب فى متظاهرى 30يونيو.. الإخوان يصارعون المعارضين صراع وجود.. الحل العسكرى لسد النهضة مستحيل.. وقطع العلاقات مع سوريا ليس من سلطة مرسى
الخميس، 20 يونيو 2013 09:33 م
هيكل
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أنا المصرى أبن مصر
مرسى سعيد بالكرسى ويقاوم بكل الطرق للبقاء على الكرسى
عدد الردود 0
بواسطة:
الزعيم عبد الناصر
الاستاذ يحمل مرسى وزر قصر نظر السياسات مع العلم انه يعرف ان المرشد هو الموجه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
ظهرت دلوقت يا هيكل.!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حسانين - صحفي بنيجيريا
فقد عقله
عدد الردود 0
بواسطة:
Sievn
اذا كان قطع العلاقات مع بشار الاسد مش من سلطات مرسي يبقي ايه هي سلطاته؟
عدد الردود 0
بواسطة:
dr
هيكل كبر وخرف
انت ضللت جيل باكمله ارحم بقي الجيل ده
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن حامد
هذا الرجل لازم يكون مستشارا لمصركلها
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس/سعيد خيرى
هيكل طلع قبل المعمة علشان يشطشط المعركة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. محمد خميس
هيكل وعبد الناصر .......
عدد الردود 0
بواسطة:
yosef
رؤية