أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية أن زيارته إلى إثيوبيا حققت جميع الأهداف التى حُددت لها عقب الأحداث الأخيرة، حيث عادت العلاقات الثنائية مع إثيوبيا إلى طبيعتها وتم الاتفاق مع الجانب الإثيوبى على تنفيذ توصيات تقرير اللجنة الثلاثية والدولية المعنية بدراسة المواصفات الفنية لسد النهضة الإثيوبى وفقاً لإطار زمنى مُحدد وبحيث يتم الانتهاء من هذا الموضوع فى أسرع وقت باعتبار أن ذلك من مصلحة إثيوبيا ودولتى المصب.
وأضاف عمرو خلال حوار أجراه فى قناة "إم. بى. سى- مصر" أمس أن الجانب الإثيوبى أكد خلال الزيارة أنه لا يمكن له أن يضر بمصالح مصر، وأنه أكد من جانبه أيضاً أن مصر لا تعارض التنمية فى إثيوبيا، وأفريقيا بل مستعدة لأن تُساهم فى تحقيقها بما لا يضر المصالح المصرية.
وأكد أن البيان المشترك الصادر عن وزيرى الخارجية المصرى والإثيوبى فى أديس أبابا عكس ما تم التوصل إليه من تفاهمات خلال الزيارة وأن الجانب الإثيوبى أوضح من خلال البيان أن هدف السد هو توليد الكهرباء وأنه لن يُستغل لأى غرض آخر.
ورداً على استفسار حول ما إذا كان الجانب الإثيوبى سيستمر فى بناء سد النهضة فى الفترة القادمة، ذكر عمرو أن مصر على علم ببدء الأعمال الإنشائية لبناء هذا السد منذ عامين وتُشارك منذ عام فى اللجنة الفنية المنوط بها دراسة الدراسات الإثيوبية الخاصة بهذا السد كما قام خبراء مصر الأعضاء فى هذه اللجنة بزيارة موقع السد أكثر من مرة للإطلاع على تفاصيله وإعداد الدراسات اللازمة.
وفى هذا السياق، أكد عمرو أن المهمة الرئيسية الآن للجانب المصرى هى منع وقوع أى ضرر على مصر جراء بناء هذا السد، مُكرراً "النيل هو مصر ومصر هى النيل".
وأوضح وزير الخارجية أنه قدم عرضاً لمجلس الوزراء فى 19 يونيه 2013 حول زيارته إلى كل من أثيوبيا والسودان وما تمخض عنهما من نتائج، مؤكداً على حرصه التحدث بشفافية حول تطورات هذا الموضوع لأهمية اطلاع الشعب المصرى عليها بكل شفافية، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على توجيه دعوة فورية من وزير الرى والموارد المائية إلى نظيريه الإثيوبى والسودانى للاجتماع والبدء الفورى فى تنفيذ الخطوات التى تم الاتفاق عليها فى أديس أبابا.
وحول قيام السلطات الإماراتية بإحالة 14 مواطنا مصريا للمحاكمة فى 19 يونيه، ذكر وزير الخارجية أنه بصرف النظر عن الانتماء السياسى للمواطن فى الخارج، فكل مواطن له حقوق سواء فى الدولة التى يقيم بها أو حقوق على وزارة خارجية بأن تقدم له رعاية كاملة فى حالة القبض عليه وأن تضمن حقوقه وأن تقدم المساعدة القانونية له لدى الاحتياج لها.
وفيما يتعلق بما حدث فى الإمارات أمس، أكد عمرو أن السفارة المصرية لدى الإمارات كانت متواجدة منذ اللحظة الأولى فى هذا الحدث وقابلت المعتقلين المصريين بصورة دورية ورتبت لذويهم لقاء معهم كما رتبت اتصالات أسبوعية للمعتقلين وذويهم فى مصر، وأضاف عمرو أن السفارة المصرية تقدم كل التسهيلات والرعاية الممكنة للمواطنين المذكورين مثلهم مثل أى مواطن مصرى يتعرض لضائقة فى أية دولة سعياً للدفاع عنه وحماية حقوقه.
ورداً على سؤال حول وجود توتر فى العلاقات بين مصر والإمارات وبعض الدول العربية بسبب صدور تصريحات يعتبرها البعض غير مسئولة وتؤثر على دور وزارة الخارجية فى الخارج، ذكر محمد عمرو أن الدول العربية ليست فى مقدمة اهتمامات السياسة الخارجية فى مصر فحسب بل هى البند الأول على قائمة تلك الاهتمامات، مشيراً إلى أن أمن الدول العربية هو أمن مصر وأن أمن مصر هو أمن الدول العربية.
وأوضح عمرو أن هناك خطوطا لا يُسمح بتعديها بالنسبة لأمن الدول العربية فالعلاقات بين مصر والدول العربية هى علاقات تاريخ وحضارة وثقافة وماضى ولا يمكن المساس بها.
وذكر عمرو أن هناك بعض التصريحات التى تصدر أحياناً، ومنها تصريحات التى ليس لها محل، التى تكون لها بعض الآثار على علاقات مصر مع الدول الأخرى، وأن وزارة الخارجية تبذل قدر جهدها لمعالجة هذه الآثار، وذكر عمرو "نطلب من إخواننا المصريين أن يراعوا المصالح الواسعة لمصر فى الدول العربية فعلاقاتنا بالدول العربية علاقات ثابتة وأمن الدول العربية هو من أمن مصر ولن نسمح فى يوم من الأيام بالمساس بأمن الدول العربية".
ورداً على استفسار حول تأثير الأحداث الداخلية فى مصر على دور وزارة الخارجية فى الخارج ومدى قدرة الوزارة على تصحيح صورة مصر فى الخارج، أكد محمد عمرو أن مهمة وزارة الخارجية تتمثل فى الدفاع عن المصالح المصرية وأمن مصر القومى باعتبارها خط الدفاع المتقدم للدفاع عن المصالح المصرية.
وأضاف عمرو أن الوزارة بما تضمه من خيرة أبناء وبنات مصر تقوم بهذه المهمة بكل ما تملك من جهد، وأضاف " قطعاً ما يحدث فى الداخل يؤثر على دورنا فى الخارج لكن نحن نقوم بالدور المطلوب من الوزارة تحت أى ظروف، فهذه هى رسالة وزارة الخارجية التى نقوم بها بمنتهى الإخلاص والتفانى، وهذا واجبنا لا نمن به على أحد وفى نفس الوقت نرجو أن يكون هذا هو المفهوم لدى الجميع فى مصر".
ورداً على استفسار حول ما إذا كانت قد صدرت تعليمات إلى السفارات المصرية فى الخارج لتحسين صورة النظام المصرى فى الخارج، ذكر وزير الخارجية "التعليمات دائماً هى تحسين صورة مصر، مصر هى مهمتنا الأولى والأخيرة، فتحسين الصورة ليس بمجرد الكلام نحن نتحدث بوقائع، فمصر دولة مهمة ودولة محورية وأولويتنا الرئيسية هى الدفاع عن مصر ومصالح مصر والأمن القومى المصرى ورعاية حقوق أبناء مصر المتواجدين فى الخارج".
وفيما يتعلق بالتصريحات التى صدرت من قبل بعض أعضاء مجلس الشورى فى الفترة الأخيرة والتى هاجمت السفارات المصرية فى الخارج، ذكر محمد عمرو أن تلك التصريحات كانت مؤسفة وغير مقبولة شكلاً أو موضوعاً مشيراً إلى تقدير وزارة الخارجية لمجلس الشورى وتعاونها معه باستمرار.
وذكر عمرو أنه تلقى فى 18 يونيه اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى أعرب خلاله عن تقديره لأبناء الوزارة وإيمانه الكامل بوطنيتهم وحرفيتهم وعدم موافقته على التصريحات التى صدرت ضدهم فى هذا الشأن.
وأضاف عمرو أن رئيس مجلس الشورى أصدر كذلك بيانا حول هذا الموضوع وخلص عمرو إلى حرصه على إغلاق هذا الموضوع وعدم تكراره مرة أخرى.
وحول الرسالة التى يود الوزير محمد عمرو أن يوجهها إلى الشعب المصرى والمواطنين فى الخارج، ذكر عمرو: "أؤكد أن لديكم جهاز للعمل الخارجى ووزارة خارجية من أعرق وزارات الخارجية فى العالم، لديكم جهاز يمكنكم أن تفخروا به وأبنائكم وبناتكم العاملين فيه، وثقوا ثقة كاملة أن هذا الجهاز لن يألوا جهداً فى الدفاع عن مصالح مصر القومية ولن يألوا جهداً فى الدفاع عن المصريين الموجودين فى الخارج".
عمرو: مصر على علم ببدء الأعمال الإنشائية لبناء سد النهضة منذ عامين
الخميس، 20 يونيو 2013 02:18 م
محمد كامل عمرو وزير الخارجية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة