صدور كتاب "المشروع القومى العربى فى سينما يوسف شاهين"

الخميس، 20 يونيو 2013 10:11 ص
صدور كتاب "المشروع القومى العربى فى سينما يوسف شاهين" يوسف شاهين
(أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدرت حديثا عن المركز القومى للترجمة، النسخة العربية من كتاب "المشروع القومى العربى فى سينما يوسف شاهين" من تأليف مالك خورى وترجمة حسين بيومى.

يقع الكتاب فى 433 صفحة، ومن خلال 11 فصلا، يناقش كيف أن فكرة المشروع القومى العربى والهوية القومية العربية التى ظهرت ونضجت من خمسينيات القرن الماضى كونت وشكلت الجزء الرئيسى من أعمال المخرج الراحل يوسف شاهين.

بحسب المؤلف، فإن يوسف شاهين ليس مجرد مخرج حرفي، وإنما هو صانع أفلام كبير، أكد جوهر إبداعه مكانة السينما باعتبارها فنا رفيعا إلى جانب محاولة احتوائها باعتبارها الفن الأكثر شعبية، وعلاوة على ذلك لم يكن يوسف شاهين تكرارا لغيره ولكنه أضاف الكثير، وساهم بقوة بوصول السينما المصرية إلى مصاف السينمات الكبرى فى العالم.

ويضيف إن كان يوسف شاهين قد وصف بأنه شاعر السينما العربية ومفكرها، فهو يحتاج فى حقيقة الأمر إلى مزيد من القراءات والدراسات الشاملة التى تضع فنه فى إطاره الصحيح وفى سياقه المحلى والعالمى.

ويقول المؤلف إن اهتمامه بسينما يوسف شاهين يرجع إلى سنوات دراسته بالمدرسة الثانوية حين أصبح فيلم "العصفور" أيقونة بالنسبة لكل اليساريين فى مدينته وعبر البلاد، فليس هناك صانع أفلام آخر فى تاريخ السينما العربية شهد وتأمل ثم صور فى أعماله وجوها كثيرة للتغيرات التى طرأت فى العالم العربى المعاصر، مثل يوسف شاهين، مشيرا إلى أن هذا الكتاب يعيد وضع علاقة شاهين بالسينما فى بيئتها ومصادرها وجماليتها العربية وبالسياق الخاص بقرابتها إلى ما يشار إليه عموما بالمشروع القومى العربى.

ويوضح كتاب "المشروع القومى العربى فى سينما يوسف شاهين" كيف ساهمت أعمال شاهين باتساق فى هدم أسطورة الهوية القومية العربية المتجانسة، فى الوقت الذى أعادت فيه بناء مفهوم الأمة العربية والهوية القومية العربية باعتبارها مفهوما غير متجانس ومكملا لمشروع التحديث طويل المدى من أجل تقرير المصير القومى؛ علاوة على الإصلاح والتقدم الاقتصادى والاجتماعى والثقافى.

وعلى امتداد سيرة شاهين السينمائية الطويلة، فإن انهماكه التوقعى فى نضالات مجتمعه، خلال أشد الفترات اضطرابا فى التاريخ العربى المعاصر، نتجت عنه مجموعة أعمال ألقت الضوء على دوافع إعادة الانبثاق المعاصرة للمشروع القومى العربى فى الفترة التى تلت ثورة جمال عبد الناصر 1952 فى مصر.

وتشمل الدراسة التى يضمها الكتاب 44 فيلما تجسد فحصا ثريا ونقديا للتاريخ الاجتماعى والسياسى والثقافى، فى مصر والعالم العربى فى القرن الماضى.

ويذهب المؤلف إلى أن شاهين الذى ولد بمدينة الإسكندرية عام 1926، كسب الاحترام فى العالم العربى، فى حين حاز على الاهتمام الدولى والجوائز من مهرجانات سينمائية فى موسكو وفينسيا وبرلين وغيرها، وحصل فيلمه "المصير" عام 1997 على جائزة السعفة الذهبية للذكرى السنوية الخمسين لمهرجان كان السينمائى.

ويفحص الكتاب أفلاما صنعت فى خمسينيات القرن الماضى، وعلى امتداد حياة يوسف شاهين حتى فيلمه الأخير "هى فوضى" الذى تم إنتاجه عام 2007.

وخلال الكتاب يتم تحليل المضمون ومكونات الشكل فى أفلام يوسف شاهين، فى تفاعلهما مع ما يخص الأمور الثقافية والاجتماعية والسياسية فى فترات مختلفة من التاريخ المصرى والعربى المعاصر، كما يفسر دوافع إنتاج الأفلام وتلقيها، وخصوصا فى التفاعل مع النظم المحلية للممارسة الثقافية والسينمائية، من جانب النقاد والجمهور.

وبحسب كتاب "المشروع القومى العربى فى سينما يوسف شاهين"، توضع أفلام شاهين داخل مدونة كبيرة للهموم الاجتماعية والثقافية المواكبة للنضال الممتد فى سبيل تقرير المصير القومى العربى والتحديث، كما تشير أفلامه إلى الثورات التى هزت الشرق الأوسط منذ أوائل القرن الماضى - وهى أزمنة للحرب والنضال المدنى التى قد يكون وقودها الجوعى واليتامى والعمال والفلاحون والعاطلون.

منذ تسعينيات القرن الماضى مالت أفلامه إلى تأريخ صعود الأصولية الإسلامية بين الشباب العاطل فى المدينة، الذين يحصرون غضبهم فى نزعة رجعية دينية وسياسية وظلامية، ولكن هذه الأفلام أيضا تشهد على معضلات فعلية أنتجها التحرر القومى العربى.

تطورت مجموعة أفلام يوسف شاهين على مدى فترة تقترب من ستين عاما، وضد الوضع سريع التقلب فى التاريخ العربى المعاصر، ولعبت الأحداث السياسية دورا محوريا فى التكوين ذى الأثر الرجعى لأعمال شاهين الكاملة، وكانت ضرورية تماما لتطور أعماله الاستطرادية، وعبر السنين أصبحت سينما شاهين علامة بارزة فى صنع الأفلام العربية ومدرسة مهمة لأجيال من صناع تلك الأفلام العرب، وهناك مخرجون كبار من تلامذة يوسف شاهين كانوا ولا زالوا الأهم على الساحة الفنية.

المؤلف مالك خورى، رئيس قسم الأداء والفنون البصرية ومدير برنامج السينما بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، حصل على الدكتوراة فى وسائل الاتصال من جامعة ماك جيل فى مونتريال بكندا، ونشر العديد من الدراسات عن السينما الكندية، وله العديد من الكتب الأكاديمية المنشورة بالإنجليزية.

المترجم حسين بيومى، نشر الكثير من المقالات والدراسات المؤلفة والمترجمة فى دوريات ومجلات وصحف مصرية وعربية، صدرت له العديد من الترجمات، منها "آلة الطبيعة: الأيكولوجيا من منظور تطورى"، وثلاثة أجزاء من كتاب "أفلام ومناهج".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة