يضطر تامر فاروق، سائق، إلى الانتظار ساعتين يوميا أمام محطة تموين السيارات بالوقود، حتى يصل إلى دوره وملئ سيارته ببنزين يكفيه ليوم إضافى ويكمل عمله كسائق لسيارة أجرة، لم تحول إلى العمل بالغاز الطبيعى بعد.
فاروق وقف فى طابور طويل بمحطة وقود بوسط الإسماعيلية ينتظر دوره، وتوقع ألا يصل قبل ساعة ونصف على الأقل، بسبب طول الطابور، ونقص حصة السولار الموجودة فى المحطة.
تعانى الإسماعيلية من نقص فى حصة الوقود الموزع على محطات التموين بالوقود بنسبة 25% للسولار أكبر المحروقات استخداما، و55% فى بنزين 90 المستخدم أكثر فى السيارات الخاصة.
وقال محمد عطية، المسئول الإعلامى بمديرية التموين والتجارة الداخلية بالإسماعيلية، إن حصة الوقود الموجودة فى الإسماعيلية قلت عن الحصة المعتادة، ولكن النقص لا يصل إلى حد الأزمة، مضيفا: بلغت نسب العجز فى المواد البترولية فى السولار 25% وبنزين 80 فيه 19% وبنزين 90 55% وبنزين عجر بنسبة 92 10%. مما تسبب فى تكدس السيارات على منافذ التوزيع.
واشتكى أصحاب السيارات أمام محطة الوقود الرئيسية بشارع "صبرى مبدى" بحى الشيخ زايد، ومن نقص الوقود فى المحطة التى تغلق أبوابها بعد غروب الشمس بعد أن تنهى توزيع حصتها، وتستوعب سيارات قادمة من أحياء أخرى، بسبب إغلاق محطات لا تتوفر فيها حصص وقود كافية لسكان المنطقة.
وقال السائق تامر فاروق: "الآن كل الأزمات تتلاحق، وأصبح الحصول على وقود للسيارة أمرا شاقا، ولا نعرف كيف ستستمر الأمور مستقبلا".
أحمد زايد شاب عشرينى تعود أن يستقيظ فجرا للحصول على وقود لسيارته مبكرا، ولكن نقص الوقود فى المحطات جعله ينتظر وصول شاحنات الوقود، وانتظار ملء خزانات السيارة وقت الذروة الازدحام.
تكدس السيارات أمام محطة "موبيل" بحى الشيخ زايد أغلق الطريق وفتح حارة مرورية واحدة، تتحرك بها السيارات القادمة من وسط المدينة فى اتجاه المنطقة الخامسة وامتد طابور السيارات إلى مسافة اقتربت من 300 متر، وطابور طويل من حملة "الجراكن" لملء سياراتهم المعطلة أو تخزين كميات إضافية للطوارئ.
حال محطة وقود شل، بطريق جمال عبد الناصر، المعروف بشارع شبين الكوم لم يكن أفضل حالا، لأن المحطة تحصل على حصة أقل، وتنهى توزيعها مبكرا، وزاد ضيق مساحة الطريق من صعوبة التكدس وأغلق الطريق وقت ذروة خروج الموظفين فى الطريق الذى يقع بين مجمع محاكم الإسماعيلية، ويصل بمناطق وسط المدينة.
أكثر محطات تموين الوقود تأثرا بالأزمة هو محطة أولاد طايع الواقعة على مفارق طريق الإسماعيلية بورسعيد والقاهرة الصحراوى، بسبب خفض حصة المحطة من 300 ألف لتر سولار يوميا إلى نسبة تصل إلى 100 ألف لتر يوميا وتصا أحيانا 160 ألفا، حسب تصريح ممدوح رميح، مدير إدارة تموين مركز الإسماعيلية.
أحمد منصور، مفتش تموين، وقف يراقب توزيع الوقود بمحطة بحى الشيخ زايد، قال إن الأزمة تكمن فى أن الإسماعيلية تقع فى منطقة وسط بين محافظات بورسعيد والشرقية والسويس وسيناء، وأغلب سيارات النقل الثقيل القادمة من موانئ دمياط وبورسعيد تأتى للتموين خلال طريقها من محطات الإسماعيلية.
وقال منصور "نحاول السيطرة على الأزمة بتحديد نسبة توزيع الوقود للجراكن 10 لتر لكل شخص لتعطل السيارة ولا نسمح لبيع أكثر من ذلك لحاملى الجراكن".
ما يزيد أزمة الوقود بالإسماعيلية تخزين السولار بمحطات الوقود، وسجلت مديرية التموين تقريرا بمحاضر تخزين وإمتناع عن صرف الوقود لمحطتى وقود أثناء زيارة وزير التموين للإسماعيلية قبل أسبوعين بمحطة تموين السيارات بالوقود "التعاون" بالقرب من بوابة تحصيل الرسوم على طريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوى، وحرر محضرا بسبب وجود 87 ألف لتر سولار، خصصها صاحب المحطة لحسابه الخاص، ومحضرا آخر لصاحب محطة بنزين أولاد طايع، فى بداية طريق القاهرة الصحراوى، للامتناع عن بيع السولار للمواطنين وحجز 5 آلاف لتر سولار فى خزانات المحطة.





