سأقص اليوم عليكم قصة لعلها تعجبكم فهى قصة لفراشة كانت محلقة تطوف بين السحاب، ولكنها قد ضلت الطريق طارت هنا وهنا لعل لها من دليل ولكنها وقفت فى مفترق الطريق، تنظر لعل سربا يأتى لها من بعيد، وذات يوم وجدت طيورا هائلة تقبل عليها من جديد فتبسمت وضحكت، وقالت هذا يوم سعيد وتوسطتها وتواصلت لكنها لم تشعر وهى بينهم بما تريد فهم فصيلة غير فصيلتها وهذا ما لم تكن تريد تركتهم وتوكلت على رب العبيد.
وأكملت مسيرتها محلقة تنتظر شيئا جديدا وذات يوم وقعت عيناها على حديقة غناء مشرقة فقالت هذا يوم سعيدة، ودخلتها متمنية أن تجد فيها كل ما تشتهى وتريد دخلت تبحث هنا وهناك هل من أحد هل من أخ هل من صديق، ولكنها ملت من البحث وجلست على غصن الزيتون تشكى إليه ما بها من هم شديد.
وذات يوم شاهدت شيئا بعيد فحدقت بعيونها ما هذا هل هو حلم أم أرى شىء، أكيد لكنها اقتربت فرأت أمانيها تقبل عليها من جديد فقد رأت طائرا يأتى إليها من بعيد، فتعاهدا على الإخلاص والإيخاء والله كان على قولهم شهيدا فذاقت من السعادة ما لم تكن تحيى من قبل وكأنها خلقت من جديد.
هذه كانت أقصى أمانيها ولكن القدر يفعل ما يريد، وفى ذات يوم قد عادت إلى حزنها من جديد تفرق الخلان دون إنذار أو سابق مواعيد طارت، هنا وهناك باحثة عن كنزها لعلها تراه من جديد لكنها تذوقت ألما لم تذق طعمه فى أى حين، وظلت تبكى تناديه لعله يسمعها ويعود من جديد، وتحدث نفسها تارة وتشكو إليه منه تارة وتشتاق إليه تارة وتشتكى منه تارة أخرى لعل ما بها من هم يزول ويعود لها من تعاهدت معه على الإيخاء والله كان عليهم شهيدا، لكنها طالت عليها لياليها وهى فى حزن شديد.
عادت وحيدة فى حديقتها لم تجد مالكا لها ولا سكانا يعطوها أملا من جديد، لكنها جلست على غضن من الزيتون تحكى إلى ربها ما أصبحت فيه من جديد، دموعا لا تجف وبسمة فقدت وقلب لا يمل من الأنين لعل الله يسمعها ويجمع شملها ويأذن لها بما تريد فقد كانت تعلم أن كنزها فقد إلى ما لا يعلمه إلا الله ولكنها كانت متسلحة بالله فهو لها نعم المولى ونعم النصير.
وذات يوم وجدت نفسها عليلة لا تقوى على أن تحيى حياتها من جديد، فهى دائما وأبدا فى انتظار لعل ما فقدت يعود ولكن الله لم يتركها وحيدة وسط حديقتها فقد أمدها بقوة وألهمها أن تبحث عن كنوز بداخلها، ومما بها يحيط فقامت وشدت عودها وتسلحت بسلاح الرب القوى الشديد، وهو الصبر والرضاء على البلاء والدعاء إلى أن يشاء القدر، ويفعل بها ما يريد وحينها وفجأه وجدت طيورا آتية متمنية أن يصبحوا أعوانها ولحديقتها يكونون سكانها فرحبت وتواصلت وأحاطوها بطوق من حديد.
أحبوها وراعوها وصَدَقوها حبا تشعر به كأنه يجرى فى الوريد وتأكدت أن الله خالقها يصدقها الوعيد عوضها كنوزا كثيرة كما كانت تريد، وأن شيئا ينتظرها ولكنه بعيد فظلت فى انتظار إلى أن يأذن الله لها من جديد بقرب خل قد تعاهدا معا على الإيخاء والله كان على قولهم شهيدا.
لكنها برغم من كنوزها فلم تكن هى كل ما تريد فقد كانت عندما تبتسم تلوم نفسها ويعبس وجهها وتقول لنفسها لما البسمة وكنزك مفقود بعيد، لكنها عاشت بين الرفاق المخلصين فقد وجدت الفراشة مالك لها يهتم بشئونها ويرعاها ويلملم جراحها ويهون عليها، فهو مالك الفراشة وصاحب الحديقة وأصبحت تهون عليهم ويهونون عليها، فقد كانوا لها خير معين سارت حديقتها تفوح بأغلى الرياحين وينهال منها العطر ويشتاق إليها الناظرون. وأصبحت حديقتها حلما يتمناه كل المارين لكنها تنازلت عن ملكها من أجل حلم لا تمل أن يحقق ولو بعد حين.
ولأنها تسلحت بربها، وتعلمت كيف الطريق وكيف يكون المنتهى لانت لها كل الصعاب فى لحظة قد أذن الله لها بالرضا وأقبلت حياتها، وعادت تشرق من جديد فقد عاد لها كل ما تريد.. فقد فارقت خليلها وكنزها وهى وحدها وقد عاد إليها وهى تمتلك من الكنوز كل ما تريد وجدت الصحبة الصالحة ورفقة الخير
فهنيئا لها وبكنزها الذى عاد إليها من جديد فلك الحمد ربى يا فعال لما تريد.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سالم
فراق على أمل اللقاء وعودة الفراشة الى حضن البستان
عدد الردود 0
بواسطة:
شهد
تسلم ايدك ولسانك وقلمك واحساسك انتى مبدعه مش هقول غير كدا