تتطلع إيران إلى تشغيل مفاعل نووى العام القادم يخشى الغرب من أن يمكنها من إنتاج قنبلة نووية أما إسرائيل التى قصفت مواقع بناء مماثلة فى مناطق متفرقة من الشرق الأوسط من قبل فربما تحاول منع استكمال المفاعل.
وتجرى متابعة الجدول الزمنى لبدء التشغيل المزمع لمفاعل اراك الذى يعمل بالماء الثقيل عن كثب. ويقول خبراء إسرائيليون وغربيون إن أى مهاجم سيفضل على الأرجح التحرك قبل تشغيله تفاديا لانبعاث إشعاعات.
وتقول الجمهورية الإسلامية إنها ستنتج نظائر مشعة للاستخدام الطبى والزراعى. لكن محللين يقولون إن هذا النوع من المنشآت يمكن أن ينتج أيضا بلوتونيوم لاستخدامه فى صناعة الأسلحة إذا تمت إعادة معالجة الوقود المستنفد وتقول إيران إنها ليست لديها نية لهذا.
ربما يكون الوقت ملحا بالنسبة للأعداء الذين يريدون التحرك.
وقال عاموس يالدين رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق "من يفكر فى مهاجمة مفاعل نشط يريد تشرنوبيل أخرى" مشيرا إلى حادث المفاعل السوفيتى الذى وقع عام 1986 والذى أدى إلى انتشار غبار مشع فى معظم أنحاء أوروبا.
وكان يادلين الذى يدير معهد دراسات الأمن القومى بجامعة تل أبيب من بين ثمانية طيارين قصفوا مفاعل اوزيراك بالعراق عام 1981. وكان تحت الإنشاء آنذاك وكانت إسرائيل تعتقد أن تزويده بالوقود النووى اقترب وقررت قصفه لتفادى انبعاث إشعاعات إلى بغداد القريبة.
ومما يبرز إصرار إسرائيل على منع أعدائها من اكتساب سبل إنتاج قنابل نووية هجومها على موقع فى سوريا عام 2007 قالت الولايات المتحدة إنه مفاعل يجرى بناؤه بمساعدة كوريا الشمالية. ونفت سوريا ذلك.
ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هى الدولة الوحيدة بمنطقة الشرق الاوسط التى تملك أسلحة نووية وتعتبر أن البرنامج النووى الإيرانى الذى تقول طهران أنه سلمى بحت هو أكبر خطر يواجهها وهددت بالقيام بعمل عسكرى إذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات فى إقناع الجمهورية الإسلامية بالتراجع.
وتتركز معظم المخاوف الغربية والإسرائيلية بشأن إيران على محطات تخصيب اليورانيوم المدفونة تحت الأرض فى نطنز وفوردو لأن تنقية هذه المادة الى درجات أعلى يمكن أن توفر القلب الانشطارى لقنبلة نووية.
لكن دبلوماسيين وخبراء يقولون إن مفاعل اراك يمكن أن يوفر لايران طريقا ثانيا للقنابل النووية إذا قررت إنتاج هذا النوع من الأسلحة.
وقال دبلوماسى غربى فى فيينا حيث يوجد مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية "بات الخوف من مسار البلوتونيوم وموقع اراك أقوى كثيرا."
وأضاف المبعوث الذى لا ينتمى إلى إحدى القوى الكبرى "أعتقد أنه خط أحمر آخر". وكان يشير إلى "خط أحمر" حدده رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لإيران فى سبتمبر أيلول حين قال للأمم المتحدة إنه يجب عدم السماح لإيران بتخزين كمية من اليورانيوم المخصب لدرجة متوسطة يمكن استخدامه فى تصنيع قنبلة إذا خضع لمزيد من التنقية من خلال عملية غير معقدة نسبيا.
ومنذ ذلك الحين تحافظ إيران على أن يكون مخزونها من اليورانيوم المخصب لدرجة متوسطة أقل من هذه الكمية من خلال تحويل جزء منه إلى وقود للمفاعلات وهو ما يؤجل أى موعد نهائى لقيام إسرائيل بعمل عسكرى.
وقال وزير الشئون الاستراتيجية والمخابرات الإسرائيلى يوفال شتاينتز إن مفاعل اراك "مثار قلق بالتأكيد" لكن مسار تخصيب اليورانيوم الإيرانى لا يزال قضية "أكثر إلحاحا بكثير".
وتقول إيران إن أنشطتها النووية تهدف إلى توليد الكهرباء وإحراز تقدم فى مجالات أخرى من البحث العلمى.
وتنفى طهران اتهامات بأنها تسعى لإنتاج أسلحة نووية.
وقال مارك فيتزباتريك مدير قسم منع الانتشار ونزع السلاح بالمعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية إن من المحتمل أن يتمكن مفاعل اراك من إنتاج بلوتونيوم فى العام من الدرجة المستخدمة فى الأسلحة يكفى لصنع قنبلة.
وهو يرى أن اراك سيكون "واحدا من الأهداف الرئيسية إذا اتخذ أعداء ايران قرارا باستخدام القوة العسكرية ضد البرنامج النووي."
لكن كليف كابتشان محلل شئون الشرق الأوسط فى مجموعة أوراسيا للاستشارات يقول إنه سيكون من العسير من الناحية السياسية ضرب موقع يراقبه مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وقال كابتشان "احساسى يقول إن التحرك العسكرى الإسرائيلى سيرتبط أكثر بمعلومات تفيد بأن إيران تنتج أو تسعى" إلى امتلاك القدرة على إعادة معالجة الوقود النووى.
وتقول إيران إنها ليست لديها أى أنشطة لإعادة المعالجة وهو ما يلزم للحصول على البلوتونيوم من وقود المفاعلات.
ولدى طهران مفاعل واحد فى محطة بوشهر النووية على الخليج لكن حكومات غربية لا ترى أنه يمثل تهديدا عسكريا لأن نوعه غير ملائم لإنتاج البلوتونيوم.
وساعدت روسيا فى بناء المحطة الذى بدأ فى عهد شاه إيران الراحل فى السبعينيات وتصر على استعادة الوقود المستنفد.
وتقول طهران إن ترسانة إسرائيل النووية التى يعتقد أنها تكونت من البلوتونيوم الذى أنتج فى مفاعل ديمونة هى التى تهدد السلام والاستقرار.
لكن رفض إيران تعليق الأنشطة النووية المدنية وتلك ذات الأبعاد العسكرية المحتملة فى تحد لمطالب مجلس الأمن الدولى ورفضها التعاون الكامل مع الوكالة الدولية أذكيا الشكوك فى الخارج بشأن أهدافها.
وأظهر تقرير أصدرته الوكالة للدول الأعضاء فى 22 مايو أن إيران تمضى قدما فى بناء مفاعل اراك بما فى ذلك نقل حاوية المفاعل إلى الموقع.
وقالت الوكالة إن إيران تعتزم تزويد المفاعل بالوقود النووى فى الربع الأول من عام 2014 وتشغيله فى الربع الثالث من العام القادم مؤكدة أن من الضرورى إن تمدها طهران بمعلومات عن تصميم المحطة.
وقال دبلوماسى "هذا جدول زمنى طموح جدا."
وقال فيتزباتريك إنه لا يتوقع تشغيل المفاعل الواقع جنوب غربى طهران قبل عام 2015.
وعبر الكثير من الخبراء عن تشككهم فى مدى قدرة القوات النظامية الإسرائيلية من إلحاق ضرر دائم بالمنشآت النووية الايرانية البعيدة والمقامة فى أماكن متفرقة وتتمتع بتحصين شديد.
ولدى سؤاله عما إذا كان موقع اراك سيكون هدفا أسهل من فوردو ونطنز لكونه فوق الأرض قال القائد السابق للقوات الجوية الإسرائيلية ايدو نيهوشتان إن هذا قد يكون صحيحا.
الغرب وإسرائيل يتوقعان انتهاء إيران من مفاعل اراك قريبا
الأحد، 02 يونيو 2013 02:37 م