التليفزيون الإسرائيلى: مستوطنات الضفة تجعل "حل الدولتين" شبه مستحيل

بثت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى تقريراً كشفت فيه أن حلم "حل الدولتين" شبه مستحيل وغير واقعى تماما بسبب أرقام الاستيطان فى الضفة الغربية، موضحة أن الإحصاءات تؤكد وجود أكثر من نصف مليون مستوطن يعيشون ضمن الدولة الفلسطينية التى اعترفت بها الأمم المتحدة العام الماضى.

وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن شعار "دولتين لشعبين" يعتبر جزءاً ثابتا فى الخطابين السياسى الإسرائيلى والفلسطينى، لكن الوقائع على الأرض تقول إن الزمن ربما تجاوزه.

وأوضحت القناة الثانية أن الإحصاءات والأرقام الرسمية أظهرت أنه يعيش الآن فى الدولة الفلسطينية التى اعترفت بها الأمم المتحدة العام الماضى، أكثر من نصف مليون مستوطن بما يشمل القدس الشرقية، مشيرة إلى أن تلك الأرقام والوقائع تشير فى الحقيقة إلى نهاية حلم "حل الدولتين".

وكشف التقرير أن هناك إسرائيليين عاشوا فى الضفة أكثر مما عاشوا فى إسرائيل، وأن كثيرا من اليهود عاشوا داخل الخط الأخضر 19 عاما فقط من عام 1948 إلى عام 1967 (احتلال الضفة) فيما عاشوا ثلاثة أضعاف ذلك حتى الآن.

ووصل عدد الإسرائيليين الذين يعيشون خارج الخط الأخضر، فى الضفة الغربية، 550 ألفا، بينهم 200 ألف يعيشون فى شرق القدس المحتلة التى تطالب بها السلطة عاصمة للدولة الفلسطينية.

ويعتبر الخط الأخضر هو الخط الفاصل بين الأراضى المحتلة عام 1948 والأراضى المحتلة عام 1967، والذى حددته الأمم المتحدة بعد عام 1948.

وتعنى هذه الأرقام أن اليهود الذين يعيشون فى الضفة يشكلون معدل واحد من كل عشرة يهود فى إسرائيل، وأنه خلال العام الماضى فقط، زاد عدد المستوطنين بنسبة 4.7%، فى الضفة، وتوسعت مناطق نفوذ المستوطنات بمساحة 8 آلاف فدان.

الجدير بالذكر أنه يوجد فى الضفة والقدس المحتلة نحو 150 مستوطنة معترفا بها من قبل الحكومة الإسرائيلية، و100 غير معترف بها، إضافة إلى جيوب استيطانية فى محيط القدس.

وتصر إسرائيل على بقاء 4 كتل استيطانية كبيرة فى قلب الضفة، مع تعديل فى الحدود فى حال اتفاق سلام شامل، وتوافق على إخلاء مستوطنات صغيرة.

ويعتقدون فى إسرائيل أن 70 ألف مستوطن سيضطرون فقط إلى مغادرة منازلهم فى حال اتفاق شامل، وهو ما سيكلف خزينة إسرائيل حوالى 42 مليار شيكل أى أكثر من 10% من حجم ميزانيتها.

ويأتى هذا التقرير التليفزيونى فى وقت يبذل فيه جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، جهوداً مكثفة لإطلاق مفاوضات حل الدولتين، حيث يفترض أن يطلق مبادرة هذا الشهر لدفع الطرفين نحو عملية سلام جديدة بعد توقف دام 3 سنوات.