تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.. لم يكن يعلم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردغاون أن موافقته على مشروع تطوير ميدان "تقسيم" سيكون شرارة لاندلاع احتجاجات بالبلاد وصفت بأنها الأعنف منذ سنوات، وتنذر بخروج "تركيا" من قائمة الدول الرابحة من ثورات الربيع العربى سياحيا، وتعلن انضمامها لصفوف الخاسرين، فالوضع الأمنى غير المستقر بتركيا سيجبر السائح الأوروبى والعربى بتغيير وجهته السياحية لصاح دول كإسبانيا وإيطاليا واليونان، وفرنسا.
فقد نجحت "تركيا" فى الاستحواذ على الحصة السياحية لدولتى "مصر وتونس" بعد أن كانتا مقصداً سياحياً دولياً رائداً ومنافساً عبر مختلف فصول العام، وحققت تركيا 31 مليون سائح من جنسيات مختلفة عام 2012، وارتفع معدل النمو لـ 144 % فى العشر سنوات الأخيرة نتيجة التطور العمرانى والاستقرار السياسى، والاستفادة من ثورة الربيع العربى والحصول على نصيب العديد من الدول فى حجم حركة السياحة العالمية.
وأكد عدد من خبراء السياحة، أن الانفلات الأمنى وعدم استقرار الأوضاع بمصر، أطاح بآمال المستثمرين السياحيين للاستحواذ على حصة تركيا سياحيا، فالسائح قبل كل شىء يهمه الوضع الأمنى فى البلد الذى يتوجه إليه لقضاء عطلته بارتياح ومن دون هواجس أمنية.
وقال هشام على رئيس جمعية مستثمرى جنوب سيناء، إن شركات السياحة الأوربية المتعاملة مع السوق التركى لن تحول وجهات رحلاتها لشرم الشيخ أو الغردقة، لأن السياحة الوافدة إلى العاصمة التركية "أنقرة" ومدينة اسطنبول اللتين تشهدان حالة من التوتر والاضطرابات، هى سياحة ثقافية وليست شاطئية والمنافس لهاتين المدنيتين هما القاهرة والأقصر، وبالتالى لن يأتى أى سائح فى ظل تردى الأوضاع الأمنية، متوقعا أن تنجح دول إيطاليا وفرنسا وإسبانيا فى الاستحواذ على كعكة السياحة التركية.
واختلف معه فى الرأى الخبير السياحى السيد العاصى رئيس مجموعة فنادق روتانا بمجلس دول التعاون الخليجى، قائلا إن العديد من العرب سيحولون وجهتهم السياحية إلى شرم الشيخ والغردقة فى ظل التطورات المتصاعدة بتركيا.
وأوضح العاصى، أن هناك توقعا بانخفاض الحركة السياحية إلى تركيا، حيث زارها العام الماضى 31 مليون سائح من جنسيات مختلفة، حيث زادت بمعدل 144 % فى العشر سنوات الأخيرة، نتيجة التطور العمرانى والاستقرار السياسى، حيث أطاحت ثورة الربيع العربى بنصيب العديد من الدول فى حجم حركة السياحة العالمية منها مصر.
وتوقع العاصى أن تقوم وزارات الخارجية والسفارات بالدول الأوربية والعربية بإرسال تحذير لرعاياها بعدم زيارة تركيا فى ظل الأوضاع الحالية القابلة للاشتعال وسيكون الخيار الأمثل هو توجيه الرحلات لشرم الشيخ والغردقة كمنافس لتركيا، خاصة السياح السعوديين، حيث من المتوقع أن تستقطب مصر 200 ألف سائح سعودى زاروا تركيا العام الماضى.
أشار إلى أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا تركيا فى شهر إبريل 2.451 مليون سائح، بزيادة قدرها 13.2%، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2012، فى حين بلغ عدد الأجانب الذين وصلوا تركيا فى الربع الأول من العام الجارى إلى 6.665 مليون، بزيادة قدرها 18.85%، مقارنة بنفس الفترة من عام 2012.
وأصبحت تركيا وجهة مهمة للسائحين والمستثمرين العرب فى الأعوام القليلة الماضية، وظهرت كقوة إقليمية فى منطقة الشرق الأوسط، وساعد اهتمام العرب بالثقافة التركية بدءا بالمسلسلات التلفزيونية والموسيقى والأطعمة وانتهاء بإصلاح تركيا لتاريخها العثمانى فى تدفق أعداد كبيرة من السائحين العرب، ويقصد الكثير من العرب اسطنبول العاصمة الإمبراطورية القديمة لإقامة أعراسهم، كما يستطيع العرب الذين يهربون من حرارة الصيف الحارقة الاستفادة من قطاع متنام فى تركيا يخدم المسلمين المتدينين الأثرياء بفنادق بها أحواض سباحة ومناطق شاطئية مخصصة للرجال وأخرى للنساء ولا تقدم الخمور.
يذكر أن المنطقة العربية تشهد احتجاجات شعبية غير مسبوقة أدت للإطاحة برؤساء تونس ومصر وليبيا واليمن وامتد أثرها إلى سوريا والبحرين وسلطنة عمان والمغرب والأردن إلى أن وصلت إلى تركيا، وتطالب تلك الاحتجاجات بتحسين مستويات المعيشة وتعزيز الحريات وتداول السلطة ومحاربة الفساد.
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد جمعه اسوان
تحرك يا وزير السياحة