قالت وكالة "رويترز" للأنباء إن فيلم "عصابات نيويورك" الشهير يبدو أنه المفضل والمناسب لوزير الثقافة الجديد فى مصر، والذى يصور نفسه على أنه يقاتل من أجل كسر قبضة نخبة مميزة على الإنفاق الفنى.
وقد اعتصم الفنانون، الغاضبون من الوزير بسبب قيامه بإقالة رئيسة دار الأوبرا، فضلاً عن أنهم يخشون من قيام المتشددين الإسلاميين بمنع "فن الباليه"، ولذا قرروا الاعتصام أمام مقر وزارة الثقافة، ومنعوا الوزير علاء عبد العزيز من الدخول إلى وزارته.
وأشارت الوكالة إلى أن "الحرب الثقافية" ترمز إلى صراع أكبر بين الحكومة الإسلامية والمعارضين العلمانيين قبيل تظاهرات 30 يونيو، والتى تأتى فى الذكرى الأولى لوصول الرئيس محمد مرسى إلى سُدة الحكم.
وصرح عبد العزيز لـ"رويترز" متحدثاً من "دار الكتب"، قائلاً: "إنه لن يحظر أى شىء، وأنه سيدعم فن الشعب خارج العاصمة، وينهى الفساد الموروث من النظام السابق، ويرى أن الإنفاق الثقافى يعكس كيف غيرت الثورة الديمقراطية المجتمع المصرى".
وتابع قائلاً: "ما يهمنى هو تقديم خدمات ثقافية فى جميع أنحاء مصر، وليس مزايا مالية لقلة من المفكرين" – على حد قوله، مبرراً قرارات الإقالات التى أصدرها وتسببت فى الاعتصام أمام مقر وزارة الثقافة.
أما عن ذوقه الخاص، فتحدث الوزير الأكاديمى البالغ من العمر 52 عاما، عن أفلام للمخرج اليابانى أكيرا كوروساوا، والسينما الإيرانية والفرنسية، وأعمال المخرج الأمريكى تيرنس ماليك.
وقال إن أحد أفلامه المفضلة هو "عصابات نيويورك" للمخرج مارتن سكورسيزى، والذى يحكى فى زمن الحرب الأهلية الأمريكية عن الوافدين المغرورين الفاسدين، وأصحاب المصالح الراسخة الذين يتقاتلون على السلطة فى شوارع بلد جديد.
وهذا التذوق لأفلام هوليود يفصل عبد العزيرز عن بعض حلفاء مرسى والإخوان المسلمين الذين استخدموا السلطة التى حصلوا عليها بعد فوزهم فى الانتخابات منذ عام 2011 للدعوة إلى إنهاء عروض الباليه، والرقص الشرقى أو حتى الرقابة على الرومانسية على الشاشة.
وتتابع "رويترز" قائلة: "إن معارضى وزير الثقافة يرون أنه لا يمثل قيمة فنية، وأن جماعة الإخوان أتت به للمنصب من أجل شن حملة إسلامية على الثقافة المصرية".
ومضى عبد العزيز قائلاً: "ببساطة شديدة، أنا من خارج المجتمع الثقافى التقليدى الذى يتحكم فى الحياة الثقافية المصرية منذ عقود طويلة، وهذا يفرض نوعا من التهديد لهم". واتهم الوزير المعارضين بنشر الأكاذيب عنه ووصف بعض الانتقادات بأنها مخيفة وهمجية، وقال إن الثورة حدثت لتخلق تغييرا فى المجتمع ويجب أن تتغير الثقافة لمواكبة ذلك.
وتقول "رويترز" إن عام مرسى الأول فى السلطة شابه شكاوى من أن الإخوان وظفوا قوتهم التنظيمية من أجل السيطرة على المؤسسات السياسية، وأنهم يريدون الآن فرض آرائهم الاجتماعية على الفصائل الليبرالية الأقل تماسكاً، والتى كانت حليفهم فى الإطاحة بنظام مبارك.
إلا أن عبد العزيز عضو حزب التوحيد العربى وهو حزب إسلامى صغير، يسخر من مخاوف "الاستعمار" الإسلامى للإدارة، وقال إنه لن يتم الترحيب بشخص "متخصص وجدير بالثقة" سواء كان من الإخوان المسلمين أو الماركسيين أو الليبراليين.
وبالحديث عن الرقابة الفنية.. علق وزير الثقافة قائلاً: "فيما يتعلق بالأوبرا والباليه، هذا لا يتعلق بالرغبة فى إلغاء أى شىء، فنحن نعالج.. فشلا إداريا".. وأضاف: "عندما يكون هناك باليه على مسرح به 620 مقعد، ولا يوجد سوى ثمانية مقاعد محجوزة، فهذه كارثة، لكن عندما يتم اتخاذ إجراءات لمعالجة هذه الأخطاء، تجد نفسك فى مواجهة هذه الهجمات البربرية الشرسة والمخيفة".
ولا يود عبد العزيز أن يساعد فى عودة صناعة الفيلم المصرى بما كانت تتمتع به البلاد فى زمن الأبيض والأسود، مؤكداً أنه مهتم للغاية بالسينما التى تنتقد المجتمع مثل فيلم عصابات نيويورك للمخرج سكورسيزى، وهو أحد الأفلام التى يحبها.
واختتم عبد العزيز حديثه لـ"رويترز" بالقول: "أنا لا أعارض الاحتجاجات لأننى كنت يوما محتجا وشاركت فى اعتصامات، لكن المشكلة تكمن فى الكذب".
وزير الثقافة يتهم معارضيه بشن حرب "قذرة" ضده.. ويقول: الأولوية لـ"فن الشعب" الذى له جمهور يتلقاه.. و"رويترز" تكشف: علاء عبد العزيز يحب فيلم "عصابات نيويورك" ويشاهد السينما الفرنسية والإيرانية
الأربعاء، 19 يونيو 2013 03:52 م