مجلس عالمى يحذر من نضوب مصادر المياه فى أفريقيا بسبب "فورة السدود"

الأربعاء، 19 يونيو 2013 09:44 ص
مجلس عالمى يحذر من نضوب مصادر المياه فى أفريقيا بسبب "فورة السدود" سد النهضة
نيويورك (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذرت التقارير والدراسات الصادرة عن المجلس العالمى للتغيرات المناخية التابع للأمم المتحدة من احتمالات نضوب مصادر مياه الأمطار فى أفريقيا خلال الأعوام القادمة.

وقال ريتشارد بيلفوس أستاذ الهيدرولوجيا فى جامعة ويسكنسون الأمريكية للهندسة، إن دراسات مشتركة أجراها مع أساتذة وباحثى جامعة موزمبيق الوطنية أكدت حدوث انخفاض نسبته 15% فى معدلات هطول الأمطار فى منطقة زيمبيزى الموزمبيقية وهو ما يهدد بشكل مباشر مستويات المياه النهرية فى القارة ويهدد مشروعا لإنتاج الكهرباء من سد بقدرة 13 ألف ميجاوات يقام على نهر زيمبيزى.

ونبهت الدراسات والتقارير إلى تداعيات الإفراط فى مشروعات بناء السدود فى أفريقيا، داعية الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون إلى مراجعة مبادرته التى عنوانها "الكهرباء للجميع" والتى تهدف إلى تعظيم بناء سدود الكهرباء فى أفريقيا بهدف إيصال الكهرباء لنحو 1.3 مليار نسمة على أرض القارة بحلول العام 2030، فإلى جانب فورة بناء السدود التى فى إثيوبيا وتنزانيا وأوغندا والكونغو، شرعت غينيا فى بناء سد على نهر النيجر باعتبارها دولة منبع بمساعدة من بلجيكا، وحذرت مؤسسة ويتلاند انترناشيونال من مغبة هذا المشروع، مؤكدة أنه سيهدد وجود 1.5 مليونا من سكان منطقة دلتا نهر النيجر الصغرى التى تقع فى غينيا.

وفى جنوب أفريقيا، بدأ العمل فى إقامة سد على نهر باتوكا جورج لتوليد 1600 ميجاوات على مساقط مياه فيكتوريا على نهر زيمبابوى بجنوب القارة، وبعد أن عارض البنك الدولى الإسهام فى تمويل هذا المشروع عاد وأيد إقامته وفقا لتقارير صحفية من جوهانسبرج، وفى موزمبيق وافق بنك الصين للتصدير والاستيراد على مساعدة موزمبيق فى إقامة سد ينتج 1500 ميجاوات على مصب النهر وهو المشروع الذى سيحمى الأراضى الموزمبيقية من أخطار الفيضانات العارمة ويقام على غرار سد كاهورا باسا المنشأ بمعرفة شركات بناء سدود برتغالية فى منطقة دلتا نهر زامبيا.

وبدأت سلسلة تحالفات تمويلية لإقامة السدود فى منطقة جنوب أفريقيا فى التشكل تضم البنك الدولى وبنك التنمية الأفريقى وبنك التنمية لجمهورية جنوب أفريقيا ومن بينها سد نهر اينجا – 3 فى الكونغو الديمقراطية وفى الوقت ذاته تسعى بنوك صينية، للانضمام إلى هذا التحالف، وإلى جانبها شركات تشييد ومقاولات صينية عملاقة تسعى للدخول بقوة فى مشروعات بناء السدود فى القارة، ويقول الخبراء إن الصين تسعى بقوة لدعم قدرات البلدان الإفريقية على توليد الكهرباء، لأن ذلك سيخدم المصالح الصينية فى مشروعات التعدين فى القارة والتى تحتاج إلى كميات متعاظمة من الطاقة.

وكانت الصين قد انتهت لتوها من بناء سد مروة على النيل فى السودان بقدرة 1250 ميجاوات نجم عنه تشريد 15 ألف عائلة من مناطق سكانهم فى المنطقة الواقعة خلف السد والتى تحولت إلى حوض لتخزين المياه تشمل قطاعا مساحته 174 كيلومترا من وادى النيل الخصب، وذلك بحسب ما ذكرته التقارير الإخبارية.

وتعمل الشركات الصينية حاليا على الانتهاء من بناء سد بوى جورج فى جمهورية غانا وإقامة حوض لتخزين المياه خلفه من شأنه، بحسب تأكيدات خبراء البيئة – إغراق ربع أراضى منتجع بوى الوطنى وهو محمية طبيعية.

وكانت كل تلك المشروعات مثيرة لمخاوف خبراء الاتحاد الدولى للكهرباء الهيدروليكية "هايدرو باور اسوسيشن انترناشونال" من الأضرار البيئية التى ستترتب على مشروعات بناء السدود فى أفريقيا، وكان ذلك باعثا لاجتماع هام دعا إليه الاتحاد و أقيم فى منطقة سروكا الماليزية هذا الأسبوع انطلقت منه صيحات التحذير من مشروعات السدود فى أفريقيا والتى تفتحت أمامها ينابيع التمويل الدولية من كل اتجاه لتنفيذها بلا ضابط.

ويؤكد خبراء الاتحاد الدولى للكهرباء الهيدروليكية أن سكان المناطق التى ستقام عليها أحواض تخزين المياه خلف هذه السدود سيواجهون تحديات صعبة عبروا عنها باحتجاجات شديدة قلما أصغت إليها وسائل الإعلام الدولية، فضلا عن إلحاق الدمار بملايين الهكتارات من المحميات الطبيعية ومناطق الغابات على نحو يخل بالتوازن البيئى الطبيعى بشكل غير قابل للإصلاح فى هذه المناطق وهو ما نبه إليه أيضا مؤتمر عقد فى مدينة بون الألمانية شارك فيه 500 من علماء المياه فى العالم مطلع العام الجارى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة