فريدمان: استقرار تركيا مرهون بحسن تصرف أردوغان الفترة القادمة

الأربعاء، 19 يونيو 2013 08:18 م
فريدمان: استقرار تركيا مرهون بحسن تصرف أردوغان الفترة القادمة رجب طيب أردوغان
نيويورك (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأى الكاتب الأمريكى المخضرم "توماس فريدمان"، أن استقرار تركيا على المدى القريب مرهون بالكيفية التى سيحافظ بها رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان على إرثه خلال الفترة القادمة.

وأضاف فريدمان - فى مقاله الذى أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء - أن ما يحدث فى تركيا فى ساحة تقسيم عام 2013 ليس مشابها للانتفاضة المصرية فى ميدان التحرير عام 2011، فالمصريون آنذاك كانوا حريصين على الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسنى مبارك.

وتابع قوله "أما بالنسبة للأتراك فهم لم يصلوا لتلك المرحلة التى يرغبوا فيها بالإطاحة بأردوغان رئيس الوزراء الإسلامى المنتخب ديمقراطيا، بل إن سبب خروجهم للشوارع تمثل فى عمليات قمع المعارضة التى يقوم بها أردوغان، والذى هيمن على السياسة التركية لأكثر من عقد ولا يزال يحظى بالدعم والتأييد من قبل أكثر من نصف الأتراك المتدينيين المنتمين إلى التيار الإسلامى".

وأردف فريدمان " أن أردوغان قد استخدم قوانين الضرائب وغيرها من الوسائل لتخويف الصحافة والخصوم السياسيين وقمعهم، حتى أن "سى إن إن ترك" رفضت تغطية الاحتجاجات فى بداية الأمر، إضافة إلى مدى ضعف المعارضة فى البرلمان الرسمى، لذا استخدم الشباب التركى مواقع التواصل الاجتماعى كوسائل الأخبار وشبكة الاتصالات وساحة تقسيم وحديقة جيزى كبرلمان خاص بهم ليصبحوا المعارضة الحقيقية".

وأوضح فريدمان أن المحزن فى الأمر هو أن غطرسة أردوغان واستبداده كانت كفيلة بتلويث سجله القيادى الحافل، بداية من تحسين الرعاية الصحية ورفع مستوى الأجور مرورا بالبنية التحتية وإبعاد الجيش عن الحياة السياسية".

ونوه فريدمان إلى استياء الأتراك مما اعتبروه بمثابة تدخل فى حياتهم، حيث يرون أن الديمقراطية ليست ما تريده الأغلبية فقط، بل إنها ما تريده الأقلية أيضا، الديمقراطية ليست فقط صناديق الانتخابات، لافتا إلى استطلاع للرأى نشرته صحيفة "زمان" التركية الاثنين الماضى، يبين أن نسبة 4ر54 بالمائة من الأتراك المستطلع آرائهم يعتقدون أن الحكومة تتدخل فى أسلوب حياتهم.

وأشار فريدمان إلى أن هناك نوعين من السلطة: السلطة الرسمية والسلطة الأخلاقية، وتعد الأخيرة أكثر أهمية فى وقتنا هذا، حيث تتحول القوة إلى الأفراد الذين يمكن أن يتصلوا بسهولة ويمزجوا بين قوتهم لتصبح أضعافا مضاعفة من أجل الخير أو السوء".

وشدد على أن السلطة الأخلاقية تستمد من خلال الكيفية التى تتصرف بها، وكيف يمكنك بناء الثقة مع شعبك، فكل مرة تمارس فيها السلطة الأخلاقية، وتبدى المزيد من الاحترام تجاه أبناء شعبك، كلما عززت من موقفك، مشيرا إلى أن السبيل الوحيد للقياد الفعالة فى هذا العصر، يتمثل فى توليد الطاقة من خلال الشعوب، فارتباط القائد بشعبه يكسبه المزيد من ثقتهم، ويجعلهم ينخرطون فى رؤية مشتركة".

واختتم الكاتب الأمريكى "توماس فريدمان" – مقاله - متسائلا "هل يمكن أن يفهم ويدرك أردوغان ما سبق"، مشيرا إلى أن استقرار تركيا على المدى القريب وإرث أردوغان ستكون رهنا بالجواب على هذا السؤال.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة