د. أحمد لطفى يكتب: خواطر 30 يونيو.. دخول البيت من نافذة ضيقة!

الأربعاء، 19 يونيو 2013 07:17 ص
د. أحمد لطفى يكتب: خواطر 30 يونيو.. دخول البيت من نافذة ضيقة! تمرد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مثل الساخطين على الرئيس والإخوان عندما يعتزمون تنحية الرئيس فى 30 يونيو وبدء مرحلة سياسية جديدة كمثل من يريد دخول بيتٍ ما، فيترك الباب الواسع المفتوح أمامه ليبحث عن نافذة خلفية ضيقة يحشر فيها نفسه ليدخل بأعجوبة!.

كما أن أحد آفات الأفلام الناجحة جداً فى السينما محاولة البعض استنساخها فى أفلام أخرى استغلالاً لنجاح قصتها فتفشل عادةً فشلاً ذريعاً، فإن آفة بعض إخواننا فى مصر إنهم يريدون استنساخ نموذج الثورة ضد نظام مبارك وإعادة السيناريو حرفياً مع أول رئيس منتخب..

وبدأت محاولات إنتاج الفيلم الهابط مبكراً جداً منذ الشهور الأولى فى حكم الرئيس، ولم يتركوا مناسبة لتسويقه إلا واغتنموها لكن لأن قصة الفيلم الثانى والثالث والعاشر غير مقنعة دوماً فإنه يفشل كل مرة..

ويتغافل الثائرون الجدد أن الظروف هذه الأيام مختلفة تماماً، فالثورة ضد مبارك كانت حتمية لأن (البعيد) كان قد أغلق أى منفذ سلمى للتغيير، فالانتخابات مزورة والحكم شمولى والمناصب التنفيذية حكر على من يتمتعون بجنة (الوطنى) والبلد منهوبة والفساد مستشرٍ والتوظيف ممنوع على من يعارض النظام الحاكم فضلاً عن التبعية للحلف الصهيو أمريكى وانكماش دور مصر دولياً وعربياً وإقليمياً..إلخ.

أما اليوم فأبواب التغيير مفتوحة على مصراعيها، والانتخابات حرة نزيهة تسمح لمن له تواجد حقيقى فى الشارع بالوصول لأغلبية البرلمان وتشكيل حكومة يمكنها كما يسمح الدستور بمحاسبة الرئيس بل وعزله إن شاءت.. ويمكنها أن تغير برنامج الحكومة الحالى دون تدخل الرئيس..

إذاً، فالذين يرون أن وضع البلد مأساوى لدرجة محاولة الثورة على مرسى يمكنهم اكتساح الانتخابات البرلمانية، إن زعموا أنهم فعلاً يمثلون غالبية الشعب المصرى فيُصلحوا أحوال البلد بطريقة ديمقراطية سلمية، أما أى وسيلةٍ دون ذلك فهى انقلاب على الديمقراطية والشرعية..

أما وسيلة الحشد الجماهيرى (مع بعض البهاريز مثل الاتفاق مع وسائل إعلام بعينها للتصوير من أماكن معينة وفى وسط التجمعات، ووسائل أخرى) فليست هى الحل، لأن مؤيدى الرئيس يمكنهم بالمثل حشد مليونيات حقيقية لدعمه والتمسك به..

فإذا قال المعارضون إنهم لا يستطيعون أن يحصلوا على أغلبية برلمانية لأن شعبية الإسلاميين فى الشارع أكبر أو لأن المعارضين غير جاهزين أو.. أو.. إلخ، فنقول: "إذا كنتم لا تمثلون أغلبية المصريين فكيف تفرضون رأيكم على الغالبية وتزعمون أنكم تمثلونها؟!.

باب الديمقراطية الواسع مفتوح لأى تغيير يريده المصريون... أما شباك 30 يونيو الضيق فلن يغير شيئاً يُذكر على أرض الواقع!!.
(وأتوا البيوت من أبوابها، ولا تأتوا البيوت من ظهورها، واتقوا الله لعلكم تفلحون).





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة