عند الاتحادية جثث، فى التحرير جثث، عند ماسبيرو جثث، فى الإسكندرية جثث، فى السويس جثث، فى المحلة جثث، فى المنصورة جثث، جثث هنا وهناك.
ويخرج علينا التلفزيون الرسمى وقناة مصر 25 والقنوات الدينية، لتؤكد للشعب أن مرسى هو الرئيس الشرعى للبلاد، وأنه سيعقد اجتماعا لمجلس الدفاع الوطنى لمناقشة الحالة السياسية، والاحتقان الذى اجتاح الشعب المصرى والذى يجتاح الأخضر واليابس، ومناقشة إمكانية تطبيق حظر التجوال للسيطرة على الشارع.
وعلى النقيض فى الجانب الآخر نجد المعارضة ممثلة فى جبهة الإنقاذ تملأ جميع شاشات القنوات الخاصة، لتؤكد أيضا أن مرسى فقد شرعيته، وتطالب المحكمة الدستورية باعتماد توقيعات حركة "تمرد"، وإعلان خلو منصب رئيس الجمهورية، والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة فى فترة لا تزيد عن 60 يوما.
وبعيدا عن هذا المشهد العبثى بامتياز، نجد فى جانب آخر من قلب الوطن الجريح فى أبنائه ومن أبنائه تجد الوطن يشيع جنازتهم الذين أسقطوا بعضهم بعضا فى مواجهات دامية عند الأماكن المذكورة سلفا، ونجد بكاء الرجال ونواح وعويل النساء على أبنائهم الذين ذهبوا هدرا نتيجة لجشع نظام فاشل لم يحقق أى شىء من آمال المواطن البسيط لمدة عام كامل، اللهم إلا القليل.
ونتيجة لمعارضة أفشل من النظام نفسه، لم نسمع منهم غير الخطب الرنانة الهوجاء فى وسط ميكروفونات أكثر من الحاضرين للمؤتمر أنفسهم.
والسؤال الآن: من الفائز فى هذه المواجهة الدامية؟!..
يؤسفنى أن أقول إن صيغة السؤال خاطئة، فالسؤال الصحيح من الذى لم يخسر فى هذه المواجهة؟!.
فالجميع خاسرون فى هذه المواجهة، والخاسر الأكبر هو الوطن الذى سيخسر زهرة شبابه، وكل يوم يخسر وينزف ولا يجد عاقل يوقف هذا النزيف، فالفائزون فى هذه المعركة هم الراقصون فوق الجثث.
فأهلا بكم فى بلد الأمن والأمان، والجثث المترامية فى كل مكان.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
killer bee
المنقذ الديكتاتوري
عدد الردود 0
بواسطة:
رفعت
egypt
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن حنفي
اقبض عليهم يا مرسي واقطع دابر الفتنة اقبض علي دعاة الفتنة اراجوزات المعارضة
فوق