قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إنه مع اقتراب العام الأول للرئيس محمد مرسى فى الرئاسة على الانتهاء، فإن مصر تتجه نحو ما يعد المنظمون بأن يكون احتجاجات جماهيرية من قبل المصريين الليبراليين والعلمانيين الذين يطالبون بالإطاحة به.
غير أن أول رئيس منتخب ديمقراطيا فى مصر يواجه أيضا خلافا من فصيل غير متوقع، وهم الإسلاميون الذين صوتوا له، فبينما يبدو أن الموالين للإخوان المسلمين يحتفظون بدعم داخل التنظيم، إلا أن تأييد مرسى بين الإسلامين المتشددين "السلفيين" قد ضعف إلى حد كبير، فالرئيس كما يقولون فشل فى الوفاء بوعده بنقل البلاد نحو الشريعة الإسلامية.
ونقلت الصحيفة عن يسرى حماد ـ نائب رئيس حزب الوطن السلفى- قوله، إن ما حدث كان العكس مع الأسف، فالكثير ممن صوتوا لمرسى فعلوا ذلك بناء على آمال وأحلام لم تم تحقيقها خلال العام المنصرم.
ويخلق هذا الإحباط بين أقران مرسى من الإسلاميين، حسبما تقول الصحيفة، ضغوطا من اليمين السياسى الذى ينتمى إليه ويجعله بلا حيز كبير للتوصل إلى حل وسط مع معارضيه الليبراليين، كما أنه يشير أيضا إلى حقيقة بعد عام مرسى الأول فى الحكم يعترف بها حتى الكثير من العلمانيين المصريين وهى أن مرسى ربما يرغب فى نقل البلاد فى اتجاه فكرى دينى أكثر تشددا، إلا أنه لم ينجح كثيرا فى ذلك.
فالتوقعات بأن انتخاب مرسى، سيجعل مصر دولة أشبه بالسعودية، حيث يتم تقليص حقوق المرأة إلى حد كبير ويُمنع تناول الكحول ويتم تشديد العقوبات الجنائية والإسراع فى تطبيقها.
وأشارت الصحيفة إلى أن دعوات السلفيين فى البرلمان لحظر فن الباليه وحل جماعات حقوق المرأة قد أثار السخرية والخوف بين الليبراليين، ورغم أنها لم تؤد إلى تشريع فعلى، إن الكثيرين فى مصر يخشون من أن مثل هذه المبادرات المتزمتة قادمة.
وتتابع الصحيفة قائلة، إنه فى الإسكندرية التى أصبحت ملاذا للإسلاميين المتشددين فى السنوات الأخيرة، تقول القيادات السلفية إنهم لا ينون الانضمام إلى الاحتجاجات المقررة ضد مرسى فى 30 يونيو، ويقولون إن الرئيس له الحق فى إنهاء مدته الرئاسية.
ويقول حماد إن مرسى والإخوان المسلمين جذبوا الناخبين العام الماضى بوعود سياسية شعبية بتطبيق الشريعة، لكن منذ هذا الحين، لم يقدم مرسى سوى أعذارا لعدم قدرته على العمل فى النهج منها البيئة السياسية المضطرية والاقتصاد المدمر، وهذه التفسيرات لا يتقبلها حماد، ويقول إن الشريعة هى نظام مبنى على العدالة ولحرية والمساواة، ولو تم إدارة البلاد من خلال الإسلام، سيحل كل شىء بعد ذلك.
من جانبها، تقول عزة الجرف، عضو اللجنة العليا لحزب الحرية والعدالة، إن السلفين المنتقدين لمرسى يعيشون فى عالم آخر، فبعد 30 عاما من الحكم الفاسد وغير الدينى تحت حكم مبارك، هناك حدود لكيفية توقع ما يمكن أن يقوم أى رئيس مصرى بتحقيقه فى عام واحد.
وأضافت الجرف: نعلم أننا لكى نحقق أهدافنا، يجب أن يكون هناك تدرج، وأقول بدون تلبية مطالب الشعب فى الأمن والرعاية الصحية والاقتصاد والتعلم لا نستطيع بناء نظام ولا نستطيع أن ناتى لبلد مستنزف تماما مثل مصر لنعلن الشريعة".. وربما يكون ذلك سببا فى أن مرسى لم يفقد التأييد تماما بين كل السلفيين.
من ناحية أخرى، يقول حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الإسلاميين فازوا بسبب سمعتهم بأنهم غير فاسدين أكثر من أن يكون السبب هو أيديولوجيتهم، لكن بعد عام تدهور فيه الاقتصاد والأمن العام، هناك مخاوف قوية من أنهم غير قادرين على حكم البلاد، واعتبر نافعة أن السلفيين لم يكسبوا شيئا برغم نجاحهم فى البرلمان، وقال إن انطباعه هو أن جميع الإسلاميين قد خسروا.
واشنطن بوست: عدم تطبيق الشريعة يضعف تأييد مرسى بين السلفيين
الثلاثاء، 18 يونيو 2013 04:54 م
يسرى حماد نائب رئيس حزب الوطن السلفى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة