نشر موقع "يوروآسيا ريفيو" اليوم مقالا للكاتب جراهام بيبلز الذى عمل من قبل فى البرامج التعليمية بأثيوبيا وقضى سنوات عديدة فى العمل مع المواطنين الأثيوبيين حلل فيه آفاق تطور حركة المعارضة فى أثيوبيا خلال الفترة الماضية.
وفى رصده لحركة المظاهرات التى جابت شوارع العاصمة الأثيوبية أديس أبابا خلال الشهر الجارى، قال بيبلز أن المعارضة الأثيوبية التى خرجت فى مواجهة الدكتاتورية والفساد يمكن أن تؤسس حركة مشابهة لثورات الربيع العربى التى اجتاحت المنطقة العربية، مؤخراً مشيرا إلى أن ميدان "مسكل" فى أديس أبابا يمكن أن يصبح ميدان التحرير الأثيوبى، إذا ما أصر الشباب الأثيوبى على مطالبهم ووحدوا جهودهم تحت شعار "العدالة والحرية والسلام للجميع".
وأضاف الكاتب أن شعب أثيوبيا كان يتعرض للقمع لعدة أجيال متتالية، وأن الحكومة الحالية قلصت حرية التعبير، وساد جو من الخوف بين المواطنين، حيث لم يعد من الممكن أن يتجمع الناس فى تجمعات سلمية وهو ما يتناقض مع الدستور.
وأشار الكاتب إلى أنه عندما خرجت جموع الشعب الأثيوبى غاضبة بعد الانتخابات البرلمانية التى أجريت فى عام 2005، والتى قال العديد من المراقبين بما فى ذلك المراقبين الأوروبيين أنها لم تكن نزيهة، تعرضوا لعملية قمع واسعة حتى أن "هيومان رايتس ووتش" قالت أن آلاف من المواطنين تعرضوا للاعتقالات العشوائية"، فيما تشير بعض التقديرات إلى مقتل نحو 200 شخصا بهذه المظاهرات.
وبعد عملية القمع تلك، يقول الكاتب إن الجماهير التزمت الصمت حتى خرجت يوم الأحد، الثانى من يونيو 2013، عندما نظم حزب "سماوى" مظاهرات فى العديد من الأماكن بالعاصمة الأثيوبية.
حيث خرج نحو 1000 شخص، وفقا لرويترز، وعدد أكبر من ذلك، وفقا للمتظاهرين، يطالبون الحكومة بإطلاق سراح المساجين السياسيين والصحفيين ومعالجة الفساد والمشكلات الاقتصادية.
وكان المتظاهرون يحملون لافتات تطالب بالعدالة وصورا لبعض المساجين فيما طالب آخرون باحترام الدستور.
وأضاف الكاتب، أن هذه الحركة المعارضة تأتى فى أعقاب الزخم الذى خلفته المظاهرات العديدة التى خرجت فى عام 2011 فيما أطلق عليه "الربيع العربى" والتى امتدت عدواها للعديد من البلدان الأخرى كان أحدثها تركيا بل وحتى إيران والتى تطالب جميعها بالعدالة الاجتماعية.
وأضاف الكاتب أنه فى ظل أن 65% من الشعب الأثيوبى هم أٌقل من 25 عاما، فإنهم يمثلون الأمل الأكبر للبلاد، وهم يدركون أن العدالة والمشاركة هى أسس السلام والحرية.
ودعا الكاتب هؤلاء الشباب إلى الوحدة والتى قال إنها ضرورية فى بلد يتكون من نحو 70 جماعة قبلية عرقية تتحدث عشرات من اللهجات المختلفة، مشيرا إلى أن المظاهرات التى خرجت فى بداية الشهر الجارى كانت تحمل بذور الاتجاه نحو التغيير، مؤكدا أنه يجب تنميتها والاستفادة منها حتى لا تتحول إلى مجرد حدث وحيد ومؤكدا أن ميدان "مسكل" فى أديس أبابا يمكنه أن يتحول إلى ميدان تحرير جديد على غرار ما حدث فى العاصمة المصرية.
موقع "يورو آسيا ريفيو": "المعارضة الإثيوبية" يمكنها خلع الحكومة
الثلاثاء، 18 يونيو 2013 03:10 م