فى تلك الأيام ومصر مقبلة على مشاحنات واشتعال فتنة كبرى لا يعلم مداها إلا الله وظهور فئتين وهما فئة تمرد وفئة تجرد.
الأولى وهى فئة تمرد وهى فئة معارضة للنظام وتؤيد جبهة الإنقاذ بينما الثانية وهى فئة تجرد تؤيد النظام وتناهض جبهة الإنقاذ والمعارضة، ولكن هناك فئة كبيرة جدا لا يراها ولا يسمع صوتها أحد وهى معظم الشعب المصرى الذى يرفض الفئتين وساخط على الفئتين.
فهو يرفض النظام وساخط عليه وكذلك يرفض جبهة الإنقاذ وجميع النخب السياسية وساخط عليها، إن الشعب المصرى وجد خزلانا من النظام له فيما كان يطمح إليه من إعادة ميزان العدل وانصاف الشعب الكادح من فئة لا تتجاوز الخمسة فى المائة من الشعب وهى الفئة التى تتركز فى يدها السلطة والثروة فى مصر.
كما لم يجد الشعب المصرى جدية حقيقية لرد المظالم برغم إنشاء ديوان للمظالم منذ تولى الرئيس مرسى للحكم ولكنه يقوم بعملية حصر للمظالم والشكاوى ولا يقوم بحلها، كذلك يجد الشعب أن خطابات الحكومة مازالت كما كانت قبل الثورة تتحدث عن نقص الموارد وذلك عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب والفقراء ولكن يرى التطبيق يسير فى غير ذلك عندما يتعلق الأمر برواتب وأجور كبار المسئولين الضخمة وكثرة عدد المستشارين بالوزارات ومؤسسات الدولة وضخامة أجورهم، عندها يكون هناك غنى وزيادة فى الموارد لهم لأن نقص الموارد كلمة دائما تذكر لهذا الشعب المطحون ليسكت عن طلب حقوقه وليس لفئة الخمسة فى المائة.
كذلك لا يرى معظم الشعب المصرى نفسه فى جبهة الإنقاذ والأحزاب المعارضة ولا يجد فى معارضتهم للنظام والرئيس إلا معركة مستمرة منذ الانتخابات الرئاسية من أجل السلطة والمقاعد وليس من أجل الشعب المصرى. فلقد استمر الصراع بين الفئتين منذ عام على السلطة ولم يأبه الفئتين أنهم طحنوا المواطن المصرى بين شقى الرحى من خلال صراعهما على السلطة.
هذا المواطن الذى دفع ثمنا باهظا من تحمله لنظام مبارك وعشرات السنوات من الظلم والفقر والبطالة والتهميش والفساد انتهت بقتل أبنائه فى ثورة خمسة وعشرين يناير، ثم بعد ذلك ابتلى بنخبة خيبت آماله ما بين نظام خذله ولم يحقق طموحاته من تحقيق العدالة الاجتماعية وتفعيل لديوان مظالم حقيقى وبين جبهة انقاذ ومعارضة لا يأمل منهم خيرا لأن المقدمات دائما تؤدى إلى النتائج، والمقدمات حتى الآن يرى فيها معظم الشعب المصرى أن الجميع يصارع من أجل السلطة وليس من أجل رفع معاناة المواطن المطحون الذى زادوا من معاناته بصراعاتهم.
عصام إسماعيل الضبع يكتب: النظام وجبهة الإنقاذ والشعب المصرى
الثلاثاء، 18 يونيو 2013 11:40 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجاهد علي
القوى السياسية و الشعب المصري