أكدت صحيفة "حريت" التركية، أن غالبية المتظاهرين فى ميدان تقسيم بوسط إسطنبول، ليس لهم انتماءات سياسية ومعظمهم يشاركون للمرة الأولى فى المظاهرات، مضيفة أن غالبية المتظاهرين يرون أنه كان فى إمكانية الحكومة التركية تجنب وصول التظاهرات إلى هذا الحد إذا قامت منذ البداية بالإعلان عن البقاء على حديقة "غيزى" بميدان تقسيم كمساحة خضراء والتراجع عن قرار هدمها.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء التركى "رجب طيب أردوغان"، على النقيض من ذلك وجه الاتهامات إلى جميع الأشخاص بدعم التظاهرات والتحريض عليها بما فى ذلك الإعلام الأجنبى وموقع التواصل الاجتماعى "تويتر" والمعارضة التركية وعناصر خارجية غامضة لم يُكشف عنها بعد، مضيفة أن أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا، تماشوا مع أقوال أردوغان، بل أن وزير شئون الاتحاد الأوروبى "ايجمان باغيش" قد أعن أن كل من يتواجد فى ميدان تقسيم سيتم اعتباره كإرهابى.
ورأت صحيفة "حريت" أن الحكومة التركية فشلت فى التعامل مع الشباب الذين يرغبون فى التعبير عن آرائهم، فى الوقت الذى تعلن فيه الحكومة أنه فى إمكانياتها التعاون مع جميع قطاعات المجتمع، مشيرة إلى وقوع 5 قتلى فى التظاهرات حتى الآن، وإصابة حوالى 5 آلاف شخص.
وأضافت الصحيفة أن عدم هدم حديقة "غيزى" لم يعد الهدف الوحيد من التظاهرات، بل تحولت إلى اعتراض على عدة قرارات اتخذتها الحكومة التركية خلال الفترة الأخيرة ومنها سجن الصحفيين والرقابة على الانترنت واتخاذ الحكومة قرار بعدم شرعية الإجهاض، ودعوة الحكومة للشباب للزواج فى سن مبكر وتشجيعهم على إنجاب 3 أطفال على الأقل، وأخيرا وضع القيود على بيع الخمور فى تركيا.
وأكدت "حريت" أن حصول أردوغان على تصويت 50% من الشعب التركى فى الانتخابات الماضية لا تعنى تجاهله للنصف الآخر من الشعب، مضيفة أنه يجب على أردوغان أن يقوم بالاعتذار إلى المتظاهرين والتفاوض معهم من أجل حل الأزمة الحالية واستعادة شرعيته فى أعين معارضيه.
صحيفة "حريت" التركية: أنقرة فشلت فى التعامل مع المظاهرات وحملت "تويتر" والمعارضة وجهات أجنبية مسئولية الاشتباكات.. والمتظاهرون يعترضون على سجن الصحفيين والرقابة على الإنترنت والقيود على الخمور
الثلاثاء، 18 يونيو 2013 02:03 م