إن تعاليم وقواعد ومرجعية ومصادر الدين والعقيدة الإسلامية موحدة ومنزلة من قبل الله عز وجل وعن طريق الوحى وبتبليغ من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بينما المسلمون مختلفون فى أجناسهم وأعراقهم وألسنتهم ولغاتهم وعاداتهم وأوطانهم ومواطنهم، كما أن تعدد واختلاف وتعارض وتصادم مرجعيات ومصادر الفتوى الدينية هو أخطر مظاهر وملامح التشيع والتحزب والتعصب والتطرف فى العقائد والأديان وفى مقدمتها الدين الإسلامى، كما أنها أحد آليات ودوافع ومسببات تقسيم وتفتت وحدة المجتمعات والشعوب والأمم الإسلامية، كما أنها بادئة لانتشار مظاهر الصراعات المذهبية والطائفية فى الإسلام، كما أنها أخطر مظاهر انتشار ثقافة الدوغمائية بين المتشددين فى الدين والعقيدة بجهالة وغير علم، علماً بأن تعاليم ومبادئ وقيم وقواعد وأسس الإسلام التى بنى عليها قد وسعت كل الأديان السماوية والثقافات والأفكار والمفاهيم والقيم واللغات والأعراق والأجناس والشعوب والأوطان المختلفة بينما اختلفت وتعارضت وضاقت وتصادمت مصادر الفتوى فى كل بلد وقطر إسلامى باختلاف العرق واللغة والموروث الثقافى، لذا فإن الفتوى فى الدين يجب ألا تسيس أو توظف لخدمة مصالح وسلطة الحكام والملوك والأمراء كما هو الحال فى السعودية وسائر دول الخليج وغيرهم كما يجب ألا توجه وتوظف الفتوى الدينية وفقاً لأغراض سياسية وحزبية أو وفقاً لبريق الإعلام والشهرة وغيرها، كما يجب أن توحد مرجعية الفتوى الدينية فى الإسلام على مستوى العالم الإسلامى وكذا على مستوى كل قطر إسلامى على أن تكون إصدارات الفتاوى الدينية والشرعية فى الإسلام من قبل مجمع علماء وفقهاء العالم الإسلامى وكذا من قبل لجنة ومؤسسة فقهية ودينية وعلمية عليا لكل قطر إسلامى وهذا المجمع وهذه اللجنة مكونة من كبار رجال الدين والعلم والفقه فى كل دولة وفى العالم الإسلامى على أن يكون بيده تنفيذ الفتاوى والأحكام الدينية والشرعية فى الإسلام هى مؤسسات الحكم فى كل دولة وليس من قبل الأفراد والمواطنين.
د. حسن صادق هيكل يكتب: من يصدر الفتوى الدينية ؟
الثلاثاء، 18 يونيو 2013 02:35 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة