تعنى الدولة العصرية الحديثة أن حق الخيال وحرية الإبداع مكفولان لمواطنيها، وإذا كانوا قد قالوا من قبل إن «الحاجة أم الاختراع» فإننا نقول دائماً إن «الحرية أم الإبداع»، وليس هذا ترفاً فكريًا أو تعبيرًا عامًا، إذ إن الفارق بين المجتمع المفتوح والحياة المغلقة القائمة على السمع والطاعة وحدهما، دون أن تكون هناك مساحة للفرد ليفكر بشكل غير تقليدى «من خارج الصندوق» ويتمكن من بلوغ مرحلة متقدمة من الرؤية الحرة، فإننا نكون أمام حالة عجز وحالة عقم تضرب المبادرة العقلية فى مقتل وتحول دون اختراق مجالات جديدة فى التفكير والتعبير معًا، ولندرك أن النظريات التى غيرت مجرى التاريخ كانت فى بدايتها إلهامًا لدى أفراد دافعوا عنها وضحوا من أجلها، ولن يتقدم المصريون إلا بنمط مختلف فى التفكير وسلوك عصرى يعطى الفرد حجمه الطبيعى فى المجتمع دون وصاية عليه.