أسامة مصطفى عبد ربه يكتب: إحنا بنشترى راجل!

الثلاثاء، 18 يونيو 2013 04:27 م
أسامة مصطفى عبد ربه يكتب: إحنا بنشترى راجل! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أليسَ أحد وأهم حُلم لكل لشاب وفتاة هو الزواج وتوديع العزوبية ليس فقط لقتل الفراغ العاطفى والجنسى ولكن ليكون لك شريك حياة يقف بجوارك جنبا إلى جنب جسدين فى قلب واحد لا يفرّقهما إلا الموت، إلا أنَّ حقيقة الأمر تخلو تماما مِن هذا المقدمة المثالية فمغالاة المهور وضعف الجانب المادى وعدم توافر عنصر السكن كأحد المتطلبات الأساسية لإتمام الزواج كلها عقبات تبنى سداً منيعاً أمام هذا الحلم.

ربما هناك بعض الأباء لا يغالون فى المهور ولا يكلفون الشاب فوق طاقته لكن هؤلاء وللأسف هم خِلاف القاعدة، فحينما تجد شريكة الحياة وتقرر الذهاب لمقابلة أهلها وتجد فرحة أبيها وانشراحة صدره وهو يردد أمامك بابتسامة طيبة –هى فى الحقيقة ابتسامة صفراء– " يابنى إحنا بنشترى راجل!" تنتابك حالة من التفاؤل والأمل سُرعان ما تختفى حينما يطلب منك مهراً "بالشىء الفلانى" وشقة فى "المكان العلانى" وفرح فى أرقى النوادى.. إلخ، لتكتشف فى نهاية الجِلسة أن الأب "مش بيشترى راجل ولا حاجة" لكنه يبيع ابنته لمن يدفع أكثر هى فى نظره مُجرد سلعة مُتخيلا نفسه فى أحد الأسواق وهو يتفاوض بشأنها، أعلمُ جيدا أن أى أب يريد لابنته حياة كريمة تخلو من الشقاء المادى والمعنوى لكن بالطبع ليست هذه هى الطريقة التى ستجلب لابنتك الراحة الأبدية بلا أية مشكلات تنغص عليها صفو حياتها.

بأى حال من الأحوال لا نستطيع التعميم لكن هذه النوعية من الآباء موجودة ومنتشرة بشكل كبير فى مجتمعنا، المشكلة مِن وجهة نظرى ليست فيما وصلنا إليه من تأخر سن الزواج لدى الشاب أو العنوسة التى تفشت بين بناتنا ولكن هى أكبر من ذلك بكثير حين يتشدد أى أب مع أى شاب يريد خطبة ابنته فيطلب منه ما لا يقدرُ عليه وكأنَّ لسان حاله يقول "مادمت فقيرا –على اد حالك يعنى–.. فلا تطرق الباب.. واترك ابنتى لحالها" بغض النظر عن أنه مِن الممكن أن يكون شابًا على خلق ويحب ابنته ويحتاج إلى من يقف بجاوره لا إلى مَن يقف ضده ويُحبط آماله.

آخيرا أقول لكل أب يُغالى فى متطلبات الزواج لابنته رفقا بنا نحن الشباب فكم من زيجات قامت على أساس المادة وفشلت فشلا ذريعا وانتهت إما بالطلاق أو بتفكك الأسرة، إما أن تُيسر على غيرك وتنتقى لابنتك مَن يحافظ عليها وليس مَن يُمطرها بالذهب أو لتدفع بها كعضوة جديدة فى مؤسسة العنوسة!











مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة