57 عامًا على جلاء آخر جندى إنجليزى عن مصر.. عمليات "حرب الفدائيين" فى منطقة معسكرات الإنجليز والمفاوضات الطويلة أسباب الاستقلال.. و"العيد" رمز لكفاح وصمود الشعب ضد الاحتلال البريطانى على مدى 74 عامًا

تمر اليوم ذكرى خالدة على أبناء مصر، وهى الذكرى الـ57 لجلاء آخر جندى إنجليزى عن الأراضى المصرية عام 1956، تنفيذا لاتفاقية الجلاء بين البلدين، حيث كان صمود الشعب المصرى سببًا فى هذا العيد، وهو ما تحتفل به مصر كل عام تحت شعار "عيد الجلاء" رمزًا لكفاح وصمود الشعب ضد الاحتلال البريطانى على مدى 74 عامًا.

وجلاء آخر جندى بريطانى عن مصر جاء نتاجًا لثمار مفاوضات طويلة وشاقة بين الجانبين المصرى والبريطانى، حيث إن توقيع اتفاقية الجلاء فى أكتوبر عام 1954 لم يكن ممكنا دون الدور الذى لعبته حرب الفدائيين فى منطقة معسكرات الجيش البريطانى.

وكانت هذه الحرب امتدادًا للتواصل التاريخى لعمليات الفدائيين التى تلت مباشرة إلغاء معاهدة 1936 من جانب واحد لزعيم الوفد وزعيم الحكومة حينذاك مصطفى النحاس فى 8 أكتوبر 1951 وبدعم معنوى ضمنى أو على الأقل بصمت الموافقة من جانب حكومة الوفد بالرغم مما تعرضت له هذه الحكومة من ضغوط من القصر والإنجليز‏ لإيقاف هذه الحرب وتعقّب الفدائيين.

وحتى بعد سقوط حكومة الوفد فى 26 يناير 1952 عقب اندلاع حريق القاهرة، استمرت حرب الفدائيين دون انقطاع بالرغم من معوقات إضافية مثلتها سياسات حكومات أقلية تولت الحكم فى مصر حتى 23 يوليو 1952.‏

وبالرغم من هذا التواصل التاريخى مع حرب الفدائيين ما بين أكتوبر 1951 و23 يوليو 1952 فإن هناك فروقا أساسية بين هذه الحرب وحرب الفدائيين التى تلت قيام الثورة، واستمرت حتى توقيع اتفاقية الجلاء.