تجاهلك لبعض الأشياء التى قد تحدث لك والتى قد تبدو عفوية من الغير أو تافهة شىء رائع منك، فأنت تجعلها فى طى النسيان، وتصديك لها هو الذى يجعل الأشياء تزعجك ويكون ذلك باختيارك، فكثير من الأحداث تكون بسيطة ولا تمس ذاتك أو كرامتك وقد يؤدى رد فعلك وتصديك لها إلى اشتباكات لا جدوى منها إلا خسائر فادحة، إذن الأمر يتوقف عليك فى تقدير الحدث الذى يمر عليك، كونه بسيط وعابر، أم أنه سوف يؤثر عليك على المدى البعيد.
وكثير من الناس وجدوا أنفسهم غارقين فى بحر من المشاكل لأنهم وقعوا فى مهاترات ومجادلات لا نهاية لها مع بعض العقول التى لا تدرك ولا تعى ما تقول، نعم تجاهلك لهم يجعلك تسقطهم من حساباتك ويصابون بالخيبة والإحباط، ويصابون بهستريا فقدان التوازن والاستقرار والجنون لكونك أدرت ظهرك لهم واحتقرت أفعالهم السيئة.
نعم هناك أشياء نعطيها أكبر من حجمها، وبمرور الوقت صارت قضية معقدة وأصبح الطرف الأخر يتفنن فى إيذاءك ويزيد حجمه لأنك أدخلته فى حيز الاهتمام وفى دائرة الضوء وهذا ما يريده ونجح فى تحقيقه لأنك وقعت بسهولة فى شباكه، بل قد يصبح تصديك له يخلق نوع من التعاطف من الآخرين لكون الناس لا تدرك حقيقة المشكلة.
هناك بعض الأمور تركها أفضل من التصدى لها، والزمن كفيل بمعالجتها ومداواتها، أبتعد عن صغائر الأمور حتى لا تسبب لك القلق والانزعاج المستمر، فتذمرك هو أسوأ شيء تفعله لأنك تجذب الانتباه بأن هذا الشيء يعكر صفاء حياتك، تركها سوف يجعلها تختفى من تلقاء نفسها.
اعترافك بعد شهرتك بأنك ابن رجل فقير، أو رسوبك فى إحدى المراحل الدراسية، أو فشلك فى شىء بعينه، أو أصابتك بمرض قاسى، لا يقلل من قيمتك ومن يحاول استغلال ذلك ظناً منه أنه عثر على وسيلة لتدميرك يدفن نفسه فى تراب التافهين، فاعترافك بمشكلة ما أكبر دليل لتجاهلك لها لأنك وضعت حدا لها فى حينها ويعطيك مصداقية بين الناس، وتجاهلك لشىء لم تستطع تحقيقه فى وقت ما، يزيدك قوة باستغناءك عنه إلى حين إشعار آخر.
فى نفس الوقت حاول مراقبة الحدث من بعيد بعد تجاهلك له، حتى تطمئن أنه انتهى، الأمر يتوقف عليك بالفعل فى تقدير الأشياء واستشعارك لها كونها مزعجة أم لا، لأن تركك لها بدون معالجتها وهى مستمرة قد تجد الأمر كارثة عليك، فقد تبدو فيما بعد صعب السيطرة عليها كونها استفحلت وكونت خلايا سرطانية من السهل تدميرك والقضاء عليك لأنك لم تقدر وتزن الأمور بميزان الاستشعار وتعيرها الاهتمام الكافى.
عصام كرم الطوخى يكتب: لا تدع صغائر الأمور تزعجك
الإثنين، 17 يونيو 2013 01:05 ص
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
منى محمد
قلم مميز
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد ياسر
شكرا لك
والله نحن في اشد الحاجة مقالات مثل مقالاتك