قالت صحيفة "ميامى هيرالد" الأمريكية، إن الولايات المتحدة تسىء إدارة علاقتها مع مصر، وأشارت الصحيفة فى مقال كتبته الصحفية المخضرمة فريدة غيتس إلى أن واشنطن تريد تعزيز الاستقرار فى المنطقة، وترى سياساتها الواقعية أن الإخوان المسلمين هم الطرف الأقوى فى مصر سواء شاءت أمريكا أم أبت، إلا أن المبالغة فى تبسيط القضية قد أسفر عن نتائج سياسية سيئة.
وتحدثت الصحيفة عن الحكم الصادر بإدانة 43 من نشطاء المنظمات غير الحكومنية فى قضية التمويل الأجنبى، ومن بينهم 16 أمريكياً واثنين من الألمان، حيث صدر ضدهم أحكام بالسجن تتراوح ما بين عام إلى خمسة أعوام فى محاكمة وصفتها الصحيفة بالصورية، نظراً لإدانة موظفى المنظمات بتهمة العمل بدون ترخيص.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الحكم يأتى فى الوقت الذى قدم الرئيس محمد مرسى قانون الجمعيات الأهلية الجديد الذى يزيد من القيود على عمل كل منظمات المجتمع المدنى.
وترى الصحيفة أن هذا يدل على أن مصر تصبح أقل ديمقراطية كل يوم، مع ملاحقة النائب العام لأغلبية المدونين والنشطاء والصحف والكتّاب بتهمة إهانة الرئيس أو الدين.
وتحدثت "ميامى هيرالد" كذلك عن ردود الفعل الدولية على حكم قضية التمويل الأجنبى ومن بينها وصف وزير خارجية ألمانيا القرار بأنه مشين، إلى جانب دعوات فى البرلمان بإنهاء المساعدات الألمانية لمصر وقطع العلاقات الدبلوماسية.. ثم قالت تعليقا على موقف واشنطن إن: "أمريكا بدت وكأنها تقبلت الأحداث باعتبارها مسارا طبيعيا.. فأصدرت الخارجية الأمريكية بيانا باسم الوزير جون كيرى لم يكن شديد اللهجة، وحثت القاهرة على الاستجابة لتطلعات الشعب المصرى للديمقراطية".
بل إن رد الفعل الأمريكى كان أسوأ من ذلك، وفقا للصحيفة فقبل أيام من صدور الحكم، قام كيرى بسحب كل النفوذ الأمريكى دون الحصول على شىء فى المقابل مع التنازل عن الشروط التى يتطلبها الكونجرس لتقديم المساعدات لمصر.
ولم تكن هذه هى المرة الاولى التى يحدث فيها ذلك، إلا أن كيرى فعلها بهدوء أكثر مما حدث فى الماضى بدون ضغوط عامة أو عتاب، وقام بالتوقيع على الورقة ببساطة وبدون أى كلمة.
ومضت الصحيفة قائلة إن الشعور بخيبة الأمل إزاء نهج الحكومة الأمريكية نحو الحكم الذى يهيمن عليه الإخوان المسلمون فى مصر يصل الآن إلى حلفاء أمريكا الأوروبيين الذين يرون سلبية واشنطن أمرا محيراً.
وتعترف الصحيفة بمدى تعقيد العلاقة الأمريكية بمصر، وتقول إن أمريكا تريد الاستقرار وتقدر العلاقات الوثيقة مع الجيش المصرى تريد أن تساعد فى تشجيع استمرار الهدوء بين مصر وإسرائيل، لكن لو أن واشنطن ترى المساعدات كوسيلة لتحقيق قدر من النفوذ، فما الهدف إذن من تقديم تلك المساعدات دون ضغوط من أجل أبسط مراعاة للمواطنين الأمريكيين والمتطلبات الأساسية للتنمية الديمقراطية.
وكانت مجموعة العمل الأمريكية عن مصر، والتى تضم مجموعة من أبرز خبراء السياسة الخارجية الامريكيين، قد كتبت إلى الرئيس باراك أوباما تحثه على القيام بثلاث خطوات مهمة: الأولى أن يخبر مرسى أنه أضر بالعلاقات المصرية الأمريكية، وأن الولايات المتحدة ترفض قانون الجمعيات الأهلية المقترح وتطالب بالعفو عن المواطنين الأمريكيين المدانيين بتهم زائفة، وثانيا: دعت المجموعة أيضا إلى مراجعة شاملة للعلاقات المصرية الأمريكية بما فى ذلك المساعدات العسكرية والاقتصادية وأيضا دعم طلب القاهرة الحصول على قرض صندوق النقد الدولى.
وأخيرا نصحت المجموعة وزير الخارجية جون كيرى بضرورة البدء فى تنسيق السياسة الأمريكية نحو مصر مع حلفاء أمريكا الأوروبيين ولا سيما ألمانيا، لأن هذا من شأنه أن يعظم من أثر القرارات السياسية.
وخلصت الصحيفة فى النهاية إلى القول بأن السياسة الأمريكية الحالية تجاه مصر لا توفر لأمريكا أى نفوذ على حكومة مثيرة للقلق، ولا تقدم شيئا لمساعدة آفاق الديمقرطية، وتقدم لليبراليين فى مصر سبباً منطقياً للاحتجاج على زيارة كبار المسئولين الأمريكيين.
صحيفة أمريكية: واشنطن تسىء إدارة علاقتها مع مصر.. ونهجها مع الإخوان أصبح محيراً حتى لحلفائها الأوروبيين.. وخبراء أمريكيون يطالبون "كيرى" بعقد تنسيق سياسى مع أوروبا للضغط على القاهرة
الإثنين، 17 يونيو 2013 11:19 ص
وزير الخارجة الأمريكى جون كيرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة