رسالة من باسم يوسف لابنته نادية على "تايم" الأمريكية

نشرت مجلة "تايم" الأمريكية، رسالة من الإعلامى الساخر باسم يوسف لابنته الصغيرة نادية، ضمن مجموعة من رسائل المشاهير لأبنائهم وبناتهم.. وكان نص الرسالة كالتالى:

"قطططه".. ها أنتى قادمة من غرفة المعيشة، وأنا أبدأ فى كتابة هذا الخطاب إليك، لقد أصبح عمرك 14 شهرا، وقد أتقنتى كلمة "بابا" بشكل جيد جدا، تقولينها بالصوت الأكثر ملائكية.. لقد قمتى بتخريب اثنين من الهواتف الذكية "السمارت فون"، وجهاز سامسونج جلاكسى الخاص بأمك بتحطيمه على الأرض.. وجهاز الأى فون الخاص بى من كثرة وضعه فى فمك، والآن أصبح علينا أن ننقل الكثير من الأشياء التى لم نكن نعتقد أبدا أنها قد تثير اهتمامك، بعيدا عن متناول يدك، فأنت تتحركين بسرعة شديدة، وتتسلقين الأثاث صعودا وهبوطا، وقادرة على إخفاء ريموت التلفزيون بأعجوبة، ولا أستطيع أن أفتح الثلاجة دون أن تقفزى داخلها لتستكشفى وتمارس هوايتك المفضلة: إخراج الأشياء من أماكنها وإلقائها بعيدا خلف ظهرك.

وعندما تدخلين إلى غرفتى ها أنت تضغطين على مفاتيح الكى بورد، يجب أن تشارك فى الأمر أليس كذلك- حسنا عندما تدخلين إلى غرفة ويراك الناس نقول جميعا نفس الشىء: أنت كرة من الطاقة، أنت طفلة مرحة ولديك شخصية، ولا تخافين الناس، وإنك اجتماعية للغاية، والآن عمرك يتخطى العام قليلا، لكنك تخطفين الأنظار. ولديك الابتسامة الأروع على الإطلاق، ولديك الضحكة الأطرف أيضا.

أشعر بالقلق عليك فى بعض الأحيان.. لا أعرف أى عالم ينتظرك أعتقد أن الغريزة الأولى لأى أب هى أن يكون مفرطا عندما يتعلق الأمر بحماية ابنته.. هل يجب أن أشعر بالقلق عليك من أن تكونى فتاة شابة فى هذا العالم الحديث؟ وهل يجب أن أضغط عليك بشأن اختيارك لشريكك عندما تكبرين؟ هل يجب أن يجافينى النوم وأن أفكر فى حياتك الأكاديمية والمهنية.

أنا أفكر فى كل هذا، حتى لو بدا أنه من السابق لأوانه بما أنك لم تذهبى حتى بعد إلى الحضانة، لكن عندما أفعل، أخرج نفسى من هذا كله وأقول إنك ستكونين بخير. ستواجهين المشكلات، وتأخذينها بعيدا وترميها وراء ظهرك، ستتجاوزين العقبات تتغلبى عليها كما لو كانت لا شىء، ستأخذين مخاوفك وتحطيمنها على الأرض، ومن يريدون إيذائك، سيكون عليهم أن يبتعدوا عن طريقك وعن متناول يديك، وأيا كانت الصعاب التى ستواجهك، فستجعلينها تختفى بأعجوبة وستفعلين هذا كله بنفس الابتسامة الأجمل، وبأعلى ضحكة، وبطاقة وقوة لا تنتهيان.

أعترف أننى لست بشخص عاطفى للغاية، لكنك عزيزتى نادية حفرتى مكانا فى قلبى لك، وهو يكبر كل يوم، وأنا أدرك الآن أن كل ما يثير قلقى مبنى فقط على ضعفى وليس ضعفك، فأنتى أكثر قوة وثقة مما سأكون أنا دائما، هل توافقين؟ قططططه.. يبدو أنك توافقين بالفعل.

ملحوظة: أمك تشعر بالغيرة قليلا لأن ثانى كلمة نطقتى بها كانت "بابا" وليس "ماما".. فلا تخبريها أنى قلت لك.. اتفقنا؟