أتفق كل الاتفاق مع كل من ينتقد أداء الرئيس مرسى منذ توليه مقاليد الأمور البلاد فى 30/6/ 2012، فهو ما زال لم يقدم أوراق اعتماده للشعب المصرى الذى عانى الأمرين فى ظل نظام فاسد على مدار ثلاثة عقود كاملة، تجرع فيها كل أنواع القهر والذل وعانى من الجهل والمرض والفقر.
فما زال أداء الرئيس يتسم بالقصور والضعف، لأنه ما زال لم يقدم شيئا للفقراء حتى هذه اللحظة لم يقدم جديدا لمحدودى الدخل لم نرى منه صنيعا إيجابيا للمهمشين وغير القادرين والمسنين والأيتام وذوى الإعاقة والأرامل والمحتاجين ومن يحصلون على أرزاقهم يوما بيوم.
أصبحنا نرى ارتفاعا مستمرا فى أسعار جميع السلع والخدمات وماخفى كان أعظم، ألتمس العذر لكل هذه الطبقات لاسيما التى اختارتك سيدى الرئيس عن قناعه، وهى تتوسم أنها ستكون فى مقدمة أولوياتكم مع اللحظة الأولى لتوليكم مقاليد حكم البلاد، إلا أن ازدياد أحوالهم سوءا جعلتهم يشعرون باليأس نتيجة عدم شعورهم حتى هذه اللحظة بتحسن احوالهم المعيشية، لدرجة أنهم أصبحوا يضعونك فى مقارنة مع من سبقك رغم الفساد الذى استشرى فى عهده والسرقة والسلب والنهب، إلا أنهم كانوا يشعرون أنهم أحسن حالا!.
أعلم بل أؤكد أنها مقارنة غير عادلة، ولكنى ألتمس لهم كل العذر، فلقد ازداد الفقير فقرا على فقره، وازدادت معدلات الجريمة والسرقة بصورة غير مسبوقة أغلبها جاء نتيجة هذا الفقر وشدة الحاجة.
أعلم سيادة الرئيس أنكم واجهتم منذ توليكم مقاليد حكم البلاد تحديات كثيرة ومحاولات عديدة لإفشالكم ولكنها لاترقى ان تكون مبررا لسوء إدارتكم للبلاد، فأنا كمواطن مصرى يعشق هذا البلد ألوم عليكم فى عدة أمور أهمها عدم الشفافية والإفصاح عن نتائج التحقيقات فى الجرائم التى ارتكبت فى حق أبنائنا من الجنود الذين قتلوا فى شهر رمضان الماضى، والتى لم نعرف عنها شيئا لليوم، لاسيما وأنه قد مر ما يقرب من عام دون أن نعرف شيئا عن نتائج تلك التحقيقات، لم نعرف من وراء إختطاف الجنود السبعة حتى الآن، من وراء قتل ضباط الشرطة والجيش حتى هذه اللحظة لم نعرف من يعبث بامن مصر ومن يعبث بمقدرات شعبها ممن أعلنتم مرارا وتكرارا أن هناك أصابع وأيادى خفية تسعى للتخريب، وأن تحت ايديكم تسجيلات واحاديث موثقة..
فلماذا لم تعلنوها حتى اليوم؟ ألوم عليكم فى عدم الضرب بيد من حديد على كل التجاوزات التى من شانها الإضرار بالبلاد وأمنها، لاسيما وأن الشعب المصرى الذى أفخر بانتمائى إليه لم يعرف الكثيرين منه حتى هذه اللحظة معنى الديمقراطية ومفهوم الحرية الذى كان سببا فى تقدم بلاد كثيرة كنا قد سبقناهم فى الماضى.
إن السبب الحقيقى فى نجاح إدارة مبارك للبلاد طوال ثلاثة عقود كاملة هو معرفته لطبيعة الشعب المصرى وكيف يتعامل معه، لا أنسى المقولة الشهيرة للواء عمر سليمان، رحمه الله، وهو من وجهة نظرى المتواضعة يعد من أقوى الرجال فى مصر خلال ثلاثة عقود مضت، فقد قال صراحة إن الشعب المصرى غير مؤهل وجديد على الديمقراطية، لأن الديمقراطية عملية معقدة ومركبة لا تنفع مع شعب انتشرت فيه الأمية، وذاعت فيه العواطف، وهو ما أغضب منه الكثيرين آنذاك، لكنه وبدون أن يغضب منى أحد كان محقا فى هذا القول، لاسيما مع ما نراه من أفعال وأمور لا تمت للديمقراطية بصلة.
سيادة الرئيس أنا أقول لك وبمنتهى الصراحة إن تسامحكم وعفوكم أيضا مع من أهانوك وسبوك كان محل استهانة وسخرية من الجهلاء وما أكثرهم، كما إن صمتكم وتهاونكم فى قمع الفساد والمفسدين لم يعكس سوى ضعفكم أمام الرأى العام، إن بناء الدولة بعد ثورة على الفساد كان يحتاج إلى استئصال رؤوس الفساد من جذورها فى كل المؤسسات الإعلامية والقضائية والشرطية وغيرها من اليوم الأول لتوليكم مقاليد الأمور فى البلاد، إلا أنكم وبكل أسف قد تركتم لهؤلاء الفاسدين المفسدين الحبل على الغارب، لذلك فلا تلوموا إلا أنفسكم، لأن هذا الحبل الذى تركتموه لهم يحاولون اليوم وبكل الطرق أن يلفوه حولكم.
إلى الوطنيين "فى حركة تمرد"
لا أرى غضاضة فى أن يعبر أبناء الشعب المصرى عن غضبهم من أداء الرئاسة فى الفترة الماضية لتوصيل رسالة واضحة للرئيس وحكومته وجماعة الإخوان المسلمين من أن المصريين لن يرضوا عن أى ظلم أو تهاون فى تحقيق واستكمال أهداف الثورة، وأنا أول من سيكون معكم متضامنا للتعبير سلميا عن غضبى وعدم رضائى عن أداء الرئيس والحكومة طوال الفترة الماضية، ولا أرى ما يمنع إعلان هذا الغضب بطريقة سلمية تعكس تحضر شعبنا وإثبات أنه مؤهل بالفعل للديمقراطية ومؤهل لاستخدام الحرية بطريقة لا تضر بالبلاد ولا تعطى فرصه لأصحاب النفوس الضعيفة وأصحاب المصالح والأغراض والممَوَلين من استغلال هذه الدعوات فى التخريب الممنهج والمخطط له، فقضيتهم هم ليست إسقاط مرسى ولاحكومته ولا الإخوان، ولكن قضيتهم الأساسية تتمثل فى نشر الفوضى والتخريب فى البلاد، وإقحام وإنزال الجيش إلى معترك السياسة من جديد، فهناك قوى خارجية ترى أن الجيش المصرى "حفظه الله" أصبح هو القوة الوحيدة فى الوطن العربى، لذلك يحاولون إضعافه بشتى الطرق وإقحامه فى السياسة من جديد لإلهائه عن دوره الأساسى فى تأمين حدود البلاد، التى تأثرت كثيرا إبان قيادة المجلس العسكرى بعد ثورة 25 يناير.
تمردوا كيفما شئتم وأعلنوا غضبكم بالهتافات تاره، وبالاعتصامات تارة، ولكن دون إلحاق الضرر بأى منشاة حكومية أو غير حكومية، دون اعتداء على أحد، فكلنا مصريون، ومن المفترض أننا نعبر عن غضبنا من منطلق حبنا لهذا البلد، لذا فمصر تناشدكم أن تكونوا مسالمين فى التعبير عن طلباتكم، لا داعى لأن تسيل دماء جديدة، كفانا دماء سالت على هذه الأرض الطاهرة، ليكن تمردنا تمرد حب للبلد وصالحها.
إلى الوطنيين فى "حركة تجرد"
أتمنى أن يكون تجردكم من كل الانتماءات حقيقيا، أتمنى أن يكون تجردكم لصالح مصر، فالرئيس يجب أن يدرك أنكم متجردون حتى من الانتماء له أو لجماعة بعينها أو فصيل بعينه، يجب أن يكون تجردكم تجرد حق يراد به حق، يجب أن تكون لكم رسالة وطنية سريعة وواضحة من اليوم للرئيس تثبت للجميع أنكم أهل الحق بحق، يجب أن تكون رسالتكم واضحة فى أنكم مؤيدون للرئيس، ولكنكم لا ترضون عن أدائه، وتحددون ملامح الطريق الصحيح والأشياء التى يجب أن تتم فى القريب العاجل، هذه هى الوطنية وهذا هو التجرد، فإن كنت تؤيد الرئيس فهذا حقك، ولكنك اخترت اسم تجرد فكن متجردا وحدد نقاط الضعف لمن تؤيده لتكون نبراسا له على طريق الحق ولتأخذ بيده إلى الاتجاه الصحيح، ولتكن قناعتكم بأن هناك كثيرين من حركة تمرد من أبناء الشعب المصرى الوطنيين الغاضبين الذين يبغون النزول لتوصيل رسالة مفادها "كن سيادة الرئيس للشعب المصرى خادما يكن لك مطيعا، طائعا، محبا، ناصرا، معينا، مصدقا..
حفظك الله يا مصر وحفظ شعبك العظيم
رأفت محمد السيد يكتب: إلى تمرد وتجرد.. ضعوا مصر فى أعينكم
الإثنين، 17 يونيو 2013 11:42 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
hany
مقال فى منتهى الروعة بس هناك تعليق وحيد
عدد الردود 0
بواسطة:
د حمدي البنا
الي كاتب المقال والي 1