دأب المرشد العام للإخوان على توجيه رسالة أسبوعية لأتباعه، ولا تثريب عليه فى ذلك، ولا تثريب على أتباعه فى الاستماع إليه وطاعته فيما يأمرهم به وينهاهم عنه، ورغم أن العظة الأسبوعية هى تقليد كنسى سواء فى الدين المسيحى أو الدين اليهودى، وبديلها فى الدين الإسلامى خطبة الجمعة، إلا أن المرشد العام يصر عليها، وهى ملاحظة شكلية لا تنتقص من قدر التقليد ذاته فى الديانتين المشار إليهما، وفى رسالة الخميس 13 يونيو 2013 م اتخذ المرشد من حادثة تحويل القبلة مناسبة للغمز واللمز بقوله،" وقد أعطتنا نموذجًا لسرعة الاستجابة والتلبية لأوامر الله تعالى.. دون تردد أو تأخير، ودون نظر لاعتراضات المعترضين، وأراجيف المبطلين، وتهكُّم الساخرين، من أعداء الأمة الظاهرين، أو كارهيها المستخفين، والذين ليس لهم دورٌ ولا فعل إلا النَّقْد والاعتراض، حتى على الشىء ونقيضه"، وكأن نقد الإخوان والاعتراض على باطلهم هو من قبيل الإرجاف والتهكم، ومن يفعل ذلك عدو ظاهر للأمة ــ وكأن الأمة قد اختزلت فى الإخوان ــ أو كاره لها، وهى دعوة كراهية وإقصاء لغير الإخوان من المسلمين والمسيحيين على السواء، وتحريض فى آن واحد على اتخاذ مواقف عدائية من أعداء الأمة قد تنتهى إلى إباحة القتل، ثم يتخذ من تغيير القبلة تكأة لمواصلة الهجوم على الخصوم السياسيين للإخوان، حيث قال:" وإن تغيير القبلة بأمر الله سبحانه كما أن تغيير أى قرار بالشورى وإجماع الآراء يختلف جذريًّا عن تلوُّن المواقف بالهوى والمصلحة الشخصية وإعجاب كل ذى رأى برأيه، فما يزيدنا تربُّص المتربصين، وكيد الكائدين، وحقد الحاسدين، وتشكيك المبطلين إلا تمسُّكًا بالحقِّ الذى هدانا الله إليه، ومسارعة إلى الخيرات، مقتدين بأنبياء الله صلوات الله عليه أجمعين، وبالسَّلف الصالح من عباد الله الطائعين"، ولا أدرى ما وجه المقاربة بين تغيير القبلة كأمر إلهى، وقرارات الإخوان سوى التلبيس على الناس فى دينهم، فما علاقة تغيير القبلة بتغيير القرارات؟ !. ثم هو يزعم أن قرارات الجماعة بالشورى وإجماع الأراء سواء فى الإقرار أو التغيير، وهذا الزعم لا نصيب له من الواقع سواء داخل الجماعة أو خارجها، فلم نر شورى ولم نر إجماع، ثم يصم المعارضة السياسية لحكم الجماعة بأوصاف أهل الباطل والضلال، ولم يدرك السيد المرشد أن معارضة حكم الإخوان ملأت ربوع مصر، فلو صحت هذه الأوصاف فى حق هذا الشعب لما حق للإخوان أن يحكموه، ثم إذا به يذهب مذاهب التكفير وينزلق هذا المنزلق الخطر بقوله،" وهناك من يستعدّ لإتباع الهوى وطاعة الشيطان، يكره وحدتنا ويمقت أخوتنا، يكيد بليلٍ ليدبِّر المؤامرات، ويشعل الفتن.. يُقلِّب الحقائق ويزوِّر التاريخ، لا يستمع لنصح ناصح ولا إرشاد أمين، يُزيِّن القول ليخدع البسطاء من الناس".. "وفى النهاية يبرأ منهم الشيطان" ولا يصح هذا الوصف سوى فى حق الكفار، فهل وصل بالإخوان الشطط والغلو حد التكفير فى مواجهة حركة احتجاجية سلمية تعبر عن غضبها من أباطيل الإخوان وفشلهم المزرى، ثم يحذر المرشد أتباعه من هؤلاء بقوله:" هؤلاء ينبغى أن نَحْذَرَهم؛ حتى لا يفرقوا جمعنا، ويُمزِّقوا صفوفنا، ويُعكِّروا صفونا، ويُفْسِدُوا علينا الأيام المباركة والمواسم الطيبة"، ولا أجد ما أقوله للمرشد سوى ما صرح به أحد شباب الإخوان لجريدة الوطن 14 يونيو 2013 م حيث قال:" إن الجماعة ترمى أبناءها فى أتون معركة سياسية، وتستنفد طاقاتهم فى فعاليات وهمية " يا د. بديع، أنت لست عالم دين، واختصاصك الطب البيطرى، فأحرى بك أن تعود إلى عملك وتخصصك خير لك من الكلام فى الدين أو الكلام فى السياسة، فكلامك فيهما أفسد الأمرين معًا... والدين النصيحة.
المرشد العام محمد بديع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
المرشد خير من ملىء الأرض من مثلك
تكلم فيما يخصك و لا تفتنا في دين لا تحسنه
عدد الردود 0
بواسطة:
هدى محمود
بنحبك يا بديع
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
reda
" يا د. بديع، أنت لست عالم دين، واختصاصك الطب البيطرى، فأحرى بك أن تعود إلى عملك وتخص
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
هذا هو تخصصه